الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والماء. . .» (1). ومع هذا كان يقول صلى الله عليه وسلم: «مالي وللدنيا ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها» (2).
[الدروس والفوائد والعبر]
وخلاصة القول: أن الدروس والفوائد والعبر في هذا المبحث كثيرة، ومنها:
1 -
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يُبعثوا لجمع الأموال وإنما بُعِثُوا لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور؛ ولهذا لم يُوَرِّثُوا دينارًا ولا درهمًا وإنما وَرَّثُوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر.
2 -
زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا وحطامها الفاني؛ وإنما هو كالراكب الذي استظل تحت شجرة ثم راح وتركها.
(1) انظر: البخاري مع الفتح 11/ 283، برقم 6459.
(2)
أحمد 6/ 154 وقال ابن كثير في البداية والنهاية 5/ 284، وإسناده جيد، وأخرجه الترمذي، برقم 1377، وابن ماجه، برقم 4109، وانظر: الأحاديث الصحيحة برقم 439، وصحيح الترمذي 2/ 280.
3 -
استغناء النبي صلى الله عليه وسلم عن سؤال الناس فهو يقترض ويرهن حتى لا يكلف على أصحابه؛ ولهذا مات ودرعه مرهونة في ثلاثين صاعًا من شعير.
4 -
شدة الحال وقلة ما في اليد عند النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا يمضي الشهر والشهران ولم تُوقَدْ في أبياته نار وإنما كان يقيتهم الأسودان.
فصلوات الله وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار، وأسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا من أتباعه المخلصين، وأن يحشرنا في زمرته يوم الدين.