الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني
نشأته صلى الله عليه وسلم
نشأ النبي صلى الله عليه وسلم يتيمًا فآواه الله تعالى، وعائلًا فأغناه الله، فقد تُوفِّي والده عبد الله وهو صلى الله عليه وسلم حملٌ في بطن أمه، وأرضعته ثُويْبَةُ أيَّامًا (1) وهي مولاة لأبي لهبٍ، ثم أرضعته حليمة السعدية في البريَّة، وأقام عندها في بني سعدٍ نحوًا من أربع سنين، وَشُقَّ عن فُؤاده هناك وهو يلعب مع الغلمان، فعن أنس رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج القلب فاستخرج منه علقةً فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طستٍ (2) من ذهب بماء زمزم ثم لامَهُ (3) ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون
(1) البخاري مع الفتح، 9/ 124.
(2)
طستٍ: إناء كبير مستدير [فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 1/ 460].
(3)
لامه: جمعه وضم بعضه على بعضٍ [شرح النووي على صحيح مسلم].
إلى أمه (يعني ظئره)(1) فقالوا: إن محمدًا قد قُتِلَ، فاستقبلوه وهو مُنتقع اللَّون (2) قال أنسٌ: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره» (3) وعند هذه الحادثة العظيمة خافت عليه حليمة السعدية رضي الله عنها، فردَّته إلى أمه آمنة بنت وهب، فخرجت به أمه إلى المدينة، تزور أخواله، ثم رجعت متجهة إلى مكة فماتت في الطريق بالأبواء، بين مكة والمدينة، وعمره صلى الله عليه وسلم ست سنين وثلاثة أشهر وعشرة أيام (4)
ولما ماتت أمه كفله جده عبد المطلب، فلما بلغ ثماني سنين توفي جده وأوصى به إلى عمه أبي طالب؛ لأنه كان شقيق عبد الله بن عبد المطلب
(1) ظِئره: هي المرضعة، ويقال أيضا لزوج المرضعة [شرح النووي].
(2)
منتقع اللون: أي متغير اللون [شرح النووي على صحيح مسلم].
(3)
مسلم، برقم 261 - (162) وانظر: البداية والنهاية لابن كثير، بتحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، 3/ 413.
(4)
البداية والنهاية، 4/ 423، والفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، لابن كثير، ص92 وقد ماتت أمه وأبوه انظر: صحيح مسلم، برقم 203 (على دين الجاهلية ولا حول ولا قوة إلا بالله) ..