الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والرُّسُلُ عليهم الصلاة والسلام هم صفوة الخلق وقدوتهم، وهم أكمل الناس أناة وحلمًا، وأعظمهم في ذلك وأوفرهم حظًا محمد صلى الله عليه وسلم.
المثال الرابع: في الغزو:
وعنه رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا بنا قومًا لم يغزُ بنا حتى يصبح وينظر فإن سمع أذانًا كَفَّ عنهم وإن لم يسمع أذانًا أغار عليهم. . .» (2).
(1) أخرجه مسلم 1/ 288، برقم 382.
(2)
البخاري مع الفتح 2/ 89، برقم 610.
وهذا يدل على تثبُّته صلى الله عليه وسلم وعدم عجلته.
وعن عبد الله بن سرجس المزني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«السَّمْتُ الحسن (1) والتُّؤَدَةُ والاقتصاد (2) جزء من أربعةٍ وعشرين جزءًا من النبوة» (3).
وبهذا يعلم أن الأناة في كل شيء محمودة وخير إلا ما كان من أمر الآخرة، بشرط مراعاة الضوابط التي شرعها الله حتى تكون المسارعة مما يحبه الله تعالى (4).
(1) السمت الحسن: هو حسن الهيئة والمنظر. انظر: فيض القدير للمناوي 3/ 277.
(2)
الاقتصاد: هو التوسط في الأمور والتحرز عن طرفي الإفراط والتفريط. انظر: المرجع السابق 3/ 277.
(3)
الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في التأني والعجلة 4/ 366، برقم 2010، وانظر: صحيح سنن الترمذي 2/ 195.
(4)
انظر: شرح السنة للبغوي 13/ 177، وتحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي 6/ 153.