الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحجر فوضعه بيديه في موضعه صلى الله عليه وسلم (1).
[تعبده صلى الله عليه وسلم بغار حراء]
وبعد ذلك حبب الله إليه الخلوة والانعزال عن الناس؛ لكي يتعبد لله تعالى، وكان يخلو بغار حراء يتعبد لله تعالى على ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم، ولما كمَّل الأربعين أكرمه الله تعالى بالنبوَّة، ولا خلاف أن مبعثه كان يوم الإثنين، وقيل بأن الشهر كان ربيع الأول سنة إحدى وأربعين لثمانٍ خلون منه، من عام الفيل وهذا قول الأكثرين (2).
[نزول الوحي]
«وجاءه جبريل في غار حراء، فقال له: اقرأ، فقال:"لست بقارئ"، قال: اقرأ، قال:"لست بقارئ"، فغتَّه (3) حتى بلغ منه الجهد، فقال له: اقرأ، فقال:"لست بقارئ" فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ - خَلَقَ الْإِنْسَانَ
(1) الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لابن كثير، ص95.
(2)
زاد المعاد لابن القيم، 1/ 78، قال: وقيل: ((كان ذلك في رمضان، وقيل كان ذلك في رجب)).
(3)
غته: حبس أنفاسه، وفي رواية البخاري:((غطني)) ومعناه: ضمَّني وعصرني.
مِنْ عَلَقٍ - اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ - الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ - عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 - 5]، وبهذه السورة كان صلى الله عليه وسلم نبيًّا، ثم رجع صلى الله عليه وسلم إلى خديجة رضي الله عنها يرجفُ فؤادُهُ فدخل عليها وقال:"زملوني زمِّلوني"، فزمَّلوه (1) حتى ذهب عنه الرَّوعُ، فأخبر خديجة الخبر، فقالت خديجة رضي الله عنها: كلا واللهِ ما يُخزيك اللهُ أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتحمِل الكلَّ، وتكسِب المعدوم، وتقري الضيف، وتعينُ على نوائب الحق. . .» الحديث (2) ثم أرسله الله تعالى بسورة المدثر إلى الإنس والجن، قال صلى الله عليه وسلم: «بينما أنا أمشي إذ سمعت صوتًا من السماء فرفعتُ بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرُعبْتُ منه، فرجعت فقلت
(1) زمِّلوني: أي غطُّوني أو لُفُّوني بثوبٍ أو نحوه.
(2)
البخاري، برقم 3، ومسلم، برقم 160.