الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال لي أُفٍّ قط، وما قال لي لشيء صنعته لِمَ صنعته، ولا لشيء تركته لِمَا تركته، وكان من أحسن الناس خُلُقًا ولامسست خزًّا، ولا حريرًا، ولا شيئًا كان ألين من كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكًا قط ولا عطرًا أطيب من عرق النبي صلى الله عليه وسلم» (1). ولم يكن فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخَّابًا (2) ولا يجزي بالسيئة السيئة بل يعفو ويصفح ويحلم، ولم يضرب خادمًا ولا امرأة ولا شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله تعالى، وما خُيِّر بين شيئين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس عنه.
[كمال الأخلاق ومحاسن الشيم]
وقد جمع الله له كمال الأخلاق ومحاسن الشيم وآتاه من العلم والفضل وما فيه النجاة والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة ما لم يؤت أحدًا من العالمين، وهو أُمٌّي لا يقرأ
(1) البخاري، برقم 6038، ومسلم، برقم 2309، والترمذي في مختصر الشمائل، واللفظ له، برقم 296.
(2)
الصّخَّاب: الصخب والسخب: الضجة واضطراب الأصوات للخصام، فهو صلى الله عليه وسلم لم يكن صخَّاباً في الأسواق ولا في غيرها. النهاية 3/ 14.
ولا يكتب، ولا معلم له من البشر، واختاره الله على جميع الأولين والآخرين، وجعل دينه للجن والناس أجمعين إلى يوم الدين، فصلوات الله وسلامه عليه صلاةً وسلامًا دائمين إلى يوم الدين؛ فإن خلقه كان القرآن (1).
فينبغي الاقتداء به صلى الله عليه وسلم والتأسي به في جميع أعماله، وأقواله، وجده واجتهاده، وجهاده، وزهده، وورعه، وصدقه وإخلاصه، إلا في ما كان خاصًّا به، أو ما لا يُقدر على فعله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:"خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يَملُّ حتى تملُّوا (2) "(3)؛ ولقوله: «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم» (4).
(1) تهذيب الأسماء واللغات للنووي، 1/ 25 - 26، و31 - 33، ومختصر الشمائل المحمدية للترمذي، اختصره وحققه الألباني، ص13 - 194.
(2)
البخاري مع الفتح، 4/ 213، برقم 1970، ومسلم 1/ 541، برقم 782.
(3)
انظر: تهذيب السيرة النبوية للإمام النووي ص 56، ومختصر السيرة النبوية للحافظ عبد الغني المقدسي ص 77، وحقوق المصطفى للقاضي عياض 1/ 77 - 215، ومختصر الشمائل المحمدية للترمذي ص 112 - 188.
(4)
البخاري برقم 7288، ومسلم برقم 2619.