الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي رواية: [وتوفي من آخر ذلك اليوم](1) وفي رواية: [لم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثًا](2)
فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم بالحجاب فرفعه فلما وضح وجه النبي صلى الله عليه وسلم ما نظرنا منظرًا كان أعجب إلينا من وجه النبي صلى الله عليه وسلم حين وضح لنا، فأومأ النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلى أبي بكر أن يتقدم وأرخى النبي صلى الله عليه وسلم الحجاب فلم يُقدر عليه حتى مات» (3)
[الدروس والفوائد والعبر]
وخلاصة القول: أن الدروس والفوائد والعبر في هذا المبحث كثيرة، ومنها:
1 -
موت النبي صلى الله عليه وسلم وانتقاله إلى الرفيق الأعلى شهيدًا؛
(1) وقد ذكر ابن إسحاق أنه صلى الله عليه وسلم مات حين اشتد الضحى، ويجمع بينهما بأن إطلاق الأخير بمعنى: ابتداء الدخول في أول النصف الثاني من النهار وذلك عند الزوال واشتداد الضحي يقع قبل الزوال ويستمر حتى يتحقق زوال الشمس، وقد جزم موسى بن عقبة عن ابن شهاب بأنه صلى الله عليه وسلم مات حين زاغت الشمس. الفتح 8/ 143 - 144.
(2)
ابتداء من صلاته بهم قاعد يوم الخميس كما تقدم. انظر: فتح الباري 2/ 165، والبداية 5/ 235 ..
(3)
البخاري برقم 608، 681، 754، 1205، 4448، ومسلم برقم 419 والألفاظ مقتبسة من جميع المواضع، وانظر: مختصر صحيح الإمام البخاري للألباني 1/ 174 برقم 374.
لأن الله اتخذه نبيًّا واتخذه شهيدًا صلى الله عليه وسلم.
2 -
عداوة اليهود للإسلام وأهله ظاهرة من قديم الزمان فهم أعداء الله ورسله.
3 -
عدم انتقام النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه، بل يعفو ويصفح؛ ولهذا لم يعاقب من سمَّت الشاة المصلية، ولكنها قُتِلتْ بعد ذلك قصاصًا ببشر ابن البراء بعد أن مات بِصُنعها:
4 -
معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم وهي أن لحم الشاة المصلية نطق وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسموم.
5 -
فضل الله تعالى على عباده أنه لم يقبض نبيهم إلا بعد أن أكمل به الدين وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
6 -
محبة الصحابة رضي الله عنهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم حتى أنهم فرحوا فرحًا عظيمًا عندما كشف الستر في صباح يوم الاثنين وهو ينظر إليهم وصلاتهم، فأدخل الله بذلك
السرور في قلبه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه ناصح لأمته يحب لهم الخير؛ ولهذا ابتسم وهو في شدة المرض فرحًا وسرورًا بعملهم المبارك.