الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَأُلقيها» (1). «وأخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كَخْ كَخْ ارمِ بها أما علمت أنَّا لا نأكل الصدقة؟» (2).
[توسطه صلى الله عليه وسلم]
10 -
ومع هذه الأعمال المباركة العظيمة فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يملُّ حتى تملُّوا، وأحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل» ، وكان آلُ محمد صلى الله عليه وسلم إذا عَمِلُوا عملًا أثبتوه (3). «وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة داوم عليها» (4). «وقد تقالَّ عبادة النبي صلى الله عليه وسلم نفر من أصحابه رضي الله عنهم وقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال بعضهم: أمَّا أنا فأنا أصلي الليل أبدًا، وقال بعضهم: أنا أصوم ولا
(1) مسلم 2/ 751، برقم 1070.
(2)
مسلم 2/ 751، برقم 1069.
(3)
البخاري مع الفتح 4/ 213، برقم1970، 11/ 294، برقم 6465، ومسلم 1/ 541، 2/ 811، برقم 782.
(4)
البخاري مع الفتح 4/ 213، برقم 1970، وانظر: صحيح البخاري حديث رقم 6461 - 6467.
أفطر، وقال بعضهم: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا [وقال بعضهم: لا آكل اللحم] فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجاء إليهم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني» (1). والمراد بالسنة الهدي والطريقة لا التي تقابل الفرض، والرغبة عن الشيء الإعراض عنه إلى غيره. ومع هذه الأعمال الجليلة فقد «كان صلى الله عليه وسلم يقول: سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمةٍ منه وفضل». وفي رواية: «سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيءٌ من الدُّلجة، والقَصْدَ القَصْدَ تبلغوا» (2).
(1) البخاري مع الفتح 9/ 104، برقم 5063، ومسلم 2/ 1020، برقم 1401، وما بين المعكوفين من رواية مسلم.
(2)
البخاري برقم 6463، 6464، ومسلم 4/ 2170، برقم 2816 - 2818.