الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهذا إسناد جيد على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم من طريق أخرى عن
أبي هريرة مرفوعا نحوه مطولا، وسيأتي إن شاء الله تعالى برقم (2741) .
2227
- " ما خالط قلب امرئ مسلم رهج في سبيل الله، إلا حرم الله عليه النار ".
أخرجه أحمد (6 / 85) عن إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم
عن أبيه عن عائشة: " أن مكاتبا لها دخل عليها ببقية مكاتبته، فقالت له:
أنت غير داخل علي غير مرتك هذه، فعليك بالجهاد في سبيل الله، فإني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: " فذكره. قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم
ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عياش وهو ثقة في روايته عن الشاميين، وهذه
منها. قلت: وقد تابعه سويد بن عبد العزيز حدثنا الأوزاعي به. أخرجه ابن أبي
عاصم في " الجهاد "(ق 84 / 1) . وسويد هذا لين الحديث، كما في " التقريب "
، فيستشهد به. وله عنده طريق أخرى، أخرجه من طريق حفص بن جميع عن المغيرة عن
الحكم عن عطاء عنها. وحفص هذا ضعيف أيضا. ووجدت له طريقا ثالثا، فقال
الطبراني في " المعجم الأوسط "(رقم 9577 - مصورتي) : حدثنا هيثم بن خلف
أخبرنا محمد بن عمار الموصلي أخبرنا القاسم بن يزيد الجرمي عن صدقة بن عبد الله
الدمشقي عن ابن جريج عن محمد بن زياد المدني عن
() مولى عائشة قال: قالت
عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره نحوه. وقال: " لم
يروه عن ابن جريج إلا صدقة، ولا عن صدقة إلا القاسم بن يزيد، تفرد به محمد
بن عمار ". قلت: وهو ثقة حافظ من شيوخ النسائي، نسبه إلى جده وإلا فهو
محمد بن عبد الله بن عمار، أبو جعفر البغدادي، نزيل الموصل. ومن فوقه ثقات
غير صدقة، فهو ضعيف. و () مولى عائشة لم أعرفه، ووقع في " المعجم " هكذا
بغير إعجام، فلم يتبين لي اسمه. وبالجملة، فالحديث صحيح بهذه الطرق،
وخيرها أولها، وقد وثق المنذري (2 / 168) رجالها. وكذلك فعل الهيثمي (5 /
276) وأقره المناوي، بل قال في " التيسير ": " إسناده صحيح وقول المؤلف:
" حسن " تقصير ". (تنبيه) : (الرهج) بفتح الراء وفتح الهاء وتسكن: هو
الغبار، كما في " ابن الأثير " وغيره، وشذ المنذري فقال في تفسيره: " هو
ما بداخل باطن الإنسان من الخوف والجزع ". وهذا خطأ بلا نزاع، لم يقله غيره
كما في " عجالة الإملاء " للحافظ الناجي، وأيد ذلك بالنقل عن أهل اللغة،
ونقل عن طائفة منهم أنه بفتح الهاء، وأن الإسكان لم يذكره إلا صاحب " القاموس
". والله أعلم. ولعل المنذري رحمه الله تأثر فيما ذهب إليه بالتحديث الذي
ساقه عقبه مرفوعا بلفظ: " إذا رجف قلب المؤمن في سبيل الله تحاتت عنه خطاياه،
كما يتحات عنه عذق النخلة ".