الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثقات من رجال الشيخين، فحقه أن يصححه، ولعله لم
يفعل لما سبق من إعلال البخاري إياه، ولا يظهر لي أنه إعلال قوي، والله
أعلم. وكأنه لذلك قال ابن القيم في " إعلام الموقعين ": " حديث حسن ".
ولبعضه طريق أخرى عن عائشة بلفظ: " كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب
كذبة، لم يزل معرضا عنه حتى يحدث لله التوبة ". رواه العقيلي في مقدمة كتابه
" الضعفاء "(ص 2)، وعنه ابن عبد البر في " التمهيد " (1 / 69) : حدثنا
أحمد بن زكير حدثنا أحمد بن عبد المؤمن حدثنا يحيى بن قعنب قال: حدثنا حماد بن
زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا. ثم رواه (ص 467) : حدثنا
الحسن بن {حبيب} حدثنا أحمد بن عبد المؤمن به. أورده في ترجمة يحيى بن مسلمة
بن قعنب، وقال:" لا يتابع على حديثه، وقد حدث بمناكير ". وعزاه في
" الجامع " لأحمد والحاكم عن عائشة ولم أره عندهما الآن، وذكر المناوي أنه
عند الحاكم من طريق ابن قعنب هذا.
2053
- " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض، كأنما صيغ من فضة، رجل الشعر ".
أخرجه الترمذي في " الشمائل "(ص 29) والبيهقي في " الدلائل "(1 / 179)
عن صالح بن أبي الأخضر عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا به.
قلت: وهذا سند ضعيف، صالح بن أبي الأخضر قال الحافظ:" ضعيف يعتبر به ".
قلت: وقد جاء الحديث مفرقا عن جمع من الصحابة: الأول: أنس بن مالك قال:
" كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا، ليس بالسبط ولا بالجعد بين
أذنيه وعاتقه ". أخرجه البخاري (4 / 97) ومسلم (7 / 83) وأحمد (3 /
135 و 203) عن قتادة عنه. وتابعه ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: سمعت أنس بن
مالك يصف النبي صلى الله عليه وسلم: " كان ربعة من القوم، ليس بالطويل ولا
بالقصير أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم ليس بجعد قطط ولا سبط رجل (الشعر
)
…
" الحديث. أخرجه البخاري (2 / 391 - 392) ومسلم (7 / 87) والترمذي
في " الشمائل "(ص 8 - 10) والبيهقي في " دلائل النبوة "(3 / 154 - 155)
وأحمد (3 / 240) والزيادة له. (أمهق) : أي شديد البياض، فهو صلى الله
عليه وسلم أبيض ولكن ليس شديد البياض.
الثاني: علي رضي الله عنه قال: " لم يكن بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد
وكان ربعة من القوم
…
كان جعدا رجلا
…
أبيض مشرب
…
" الحديث. أخرجه
الترمذي (2 / 286 - 287) وفي " الشمائل "(ص 17 - 19) وابن سعد (1 / 411
) وقال الترمذي: " حديث حسن غريب "، ليس إسناده بمتصل ". قلت: له عند ابن
سعد طرق في بعضها:
" كان أبيض اللون مشربا حمرة
…
سبط الشعر
…
كأن عنقه
إبريق فضة
…
". ورواه ابن حبان (2117) من طريق ثالثة عنه بلفظ: " كان
عظيم الهامة، أبيض مشربا حمرة، عظيم اللحية
…
". وأخرجه أحمد أيضا (1 /
96 و 116 و 127 و 134) والبيهقي (1 / 158) بعضه وفي رواية لأحمد (1 / 116
- 117) : " عظيم الرأس رجله ". وزاد عبد الله ابن أحمد (1 / 151) وابن
سعد (1 / 411) في طريق رابعة عن علي: " أغر أبلج أهدب الأشفار ". روياه من
طريق يوسف بن مازن أن رجلا سأل عليا
…
وفي رواية لعبد الله: " عن رجل عن
علي
…
". وهذا الرجل لا يبعد أن يكون محمد بن الحنفية، فقد رواه عبد الله
بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب به دون قوله: " أغر
أبلج ". أخرجه ابن سعد (1 / 410) والبيهقي (1 / 161) .
قلت: وإسناده حسن. ويحتمل أن يكون هو عمر بن علي بن أبي طالب، فقد أخرجه (
1 / 462) من طريق عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده
قال: قيل لعلي: يا أبا حسن! انعت لنا النبي صلى الله عليه وسلم. قال:
فذكره. دون قوله: " أغر أبلج " أيضا.
وإسناده صحيح. ورواه البيهقي أيضا،
وزاد: " أسود الحدقة ". وجملة " أهدب الأشفار " ثبتت من حديث أبي هريرة من
طرق عنه عند ابن سعد (1 / 414 - 415) ، ورواه من حديث أبي أمامة أيضا. وهي
في الطريق الأولى أيضا من حديث علي عند ابن سعد و " شمائل الترمذي ".
الثاني: أبو الطفيل قال: " كان أبيض مليحا مقصدا ". أخرجه مسلم (7 / 84)
والترمذي في " الشمائل "(ص 31) وابن سعد (1 / 418) والبيهقي في
" الدلائل "(1 / 156) . (مقصدا) : أي ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم ولا
نحيل. الرابع: هند بن أبي هالة قال: " كان فخما مفخما
…
عظيم الهامة، رجل
الشعر،
…
أزهر اللون
…
كأن عنقه جيد دمية
…
" الحديث بطوله. أخرجه
الترمذي في " الشمائل "(ص 21 - 27) وابن سعد (1 / 422 - 423) وابن عدي
في " الكامل "(59 / 2) عن جميع بن عمير بن عبد الرحمن العجلي قال: حدثني
رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد الله عن الحسن بن علي
عنه. قلت: وهذا إسناد ضعيف، وله علتان: الأولى: جهالة أبي عبد الله
التميمي، قال الحافظ وغيره:" مجهول ".
الثانية: ضعف جميع بن عمير هذا، واتهمه بعضهم.