الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2500
- " ما ابتلى الله عبدا ببلاء وهو على طريقة يكرهها، إلا جعل الله ذلك البلاء
له كفارة وطهورا، ما لم ينزل ما أصابه من البلاء بغير الله، أو يدعو غير
الله في كشفه ".
أخرجه ابن أبي الدنيا في " الكفارات "(69 / 2) : حدثنا يعقوب بن عبيد أخبرنا
هشام بن عمار أخبرنا يحيى بن حمزة أخبرنا الحكم بن عبد الله أنه سمع المطلب بن
عبد الله بن حنطب المخزومي يحدث: أنه سمع أبا هريرة يحدث قال: دخلت على أم
عبد الله بنت أبي ذباب عائدا لها من شكوى فقالت: يا أبا هريرة! إني دخلت على
أم سلمة أعودها من شكوى، فنظرت إلى قرحة في يدي فقالت: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. قلت: وهذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى،
رجاله ثقات رجال البخاري، على ضعف في هشام بن عمار غير ثلاثة منهم: الأول:
أم عبد الله بنت أبي ذباب، فإني لم أجد من ترجمها، وقد أورد الحافظ ابن حجر
في مادة (ذباب) من " التبصير "(2 / 578) جماعة ليست فيهم، ومنهم سعد بن
أبي ذباب، وهو صحابي، وله حديث في " مسند أحمد "(4 / 79) وغيره،
فالظاهر أنها أخته، وأنها صحابية، ويؤيد هذا رواية أبي هريرة عنها. والله
أعلم. الثاني: الحكم بن عبد الله، الظاهر أنه ابن المطلب بن عبد الله بن
حنطب المخزومي، شيخه في هذا الإسناد، نسب إلى جده الأدنى. قال الذهبي: "
قال الدارقطني: يعتبر به. وقال أبو محمد بن حزم: لا يعرف حاله ". وزاد
عليه في " اللسان ": " أنه روى عنه جماعة، منهم: أخوه عبد العزيز، ومحمد
بن عبد الله الشعيثي،
وسعيد بن عبد العزيز الدمشقي، ويحيى بن حمزة في هذا
الإسناد، وكل هؤلاء ثقات. قال الزبير بن بكار: كان من سادة قريش ووجوهها،
وكان من أبر الناس بأبيه، وولاه بعض ولاة المدينة على المساعي ثم ترك ذلك
وتزهد، ولحق بـ (منبج) مرابطا، وذكره ابن حبان في (الثقات) ". الثالث:
يعقوب بن عبيد، هو النهرتيري، ترجمه ابن أبي حاتم (4 / 2 / 210) وقال: "
سمعت منه مع أبي، وهو صدوق ". ونقله عنه الخطيب في " التاريخ " (14 / 280
) وأقره. والحديث أورده المنذري في " الترغيب "(4 / 145 - 146) من رواية
ابن أبي الدنيا وقال: " وأم عبد الله ابنة أبي ذئاب (كذا) لا أعرفها ".
قلت: ومع ذلك صدر الحديث بلفظ: " عن " مشيرا لتقويته، ولعل ذلك لما ذكرته
آنفا من استظهار كونها صحابية، مع شهادة القرآن للجملة الأخيرة منه، وكثرة
الشواهد لسائره، وقد مضى بعضها، فانظر مثلا الحديثين (2273 و 2274) .
والله أعلم.