الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: ورجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن ليثا - وهو ابن سعد المصري - ولد
بعد وفاة عبد الله بن شداد - وهو ابن الهاد الليثي المدني - بأكثر من عشر سنين.
2446
- " يا بني بياضة! أنكحوا أبا هند، وانحكوا إليه. وكان حجاما ".
أخرجه البخاري في " التاريخ "(1 / 1 / 268 / 861) وأبو داود (2102) وابن
حبان (1249) والحاكم (2 / 164) وابن عدي (77 / 2) وابن الأعرابي في "
معجمه " (214 / 1) من طريق حماد بن سلمة: حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن
أبي هريرة: " أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم:
…
" فذكره. قلت: وهذا إسناد حسن وصححه الحاكم
وفيه نظر بينته في أماكن مضت، منها الحديث (760) . قوله: (أنكحوا أبا هند
) : أي: زوجوه بناتكم. (وانكحوا إليه) : أي: اخطبوا إليه بناته، ولا
تخرجوه منكم للحجامة. كذا في " عون المعبود ".
2447
- " يجزئ من الوضوء مد، ومن الغسل صاع ".
روي من حديث عقيل بن أبي طالب وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وعبد الله
بن عباس.
1 -
أما حديث عقيل، فيرويه جبان بن علي عن يزيد بن أبي زياد عن
عبد الله بن
محمد بن عقيل بن أبي طالب عن أبيه عن جده مرفوعا به. أخرجه ابن
ماجة (270) . قلت: وهذا إسناد ضعيف. 2 - وأما حديث جابر، فيرويه سالم بن
أبي الجعد عن جابر مرفوعا به. أخرجه الحاكم (1 / 161)، وقال: " صحيح على
شرط الشيخين "، ووافقه الذهبي. وأقول: هو صحيح فقط، لأن هارون بن إسحاق
الهمداني أحد رواته ليس من رجال الشيخين، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة في "
صحيحه " (117) وقال: " فيه دلالة على أن توقيت المد من الماء للوضوء أن ذلك
يجزيء، لا أنه لا يجوز النقصان منه ولا الزيادة فيه ". قلت: وهو كما قال:
لكن ينبغي مجانبة الإسراف في ماء الوضوء والغسل لأنه منهي عنه.
3 -
وأما حديث أنس فيرويه شريك عن عبد الله بن عيسى عن ابن جبر بن عتيك عنه
بلفظ: " يجزي في الوضوء رطلان من ماء ". أخرجه أحمد (3 / 179) والترمذي (
2 / 507 / 609 - شاكر) وقال: " حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك على هذا
اللفظ ". قلت: شريك - وهو ابن عبد الله القاضي - سيء الحفظ، ولكنه لم
يتفرد به، فقد تابعه سفيان عن عبد الله بن جبر به. أخرجه أبو عوانة في "
صحيحه " (1 / 233) : حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا معاوية بن هشام
قال: حدثنا سفيان بلفظ:
" يكفي من الوضوء المد، ويكفي من الغسل الصاع ".
قلت: وهذا إسناد جيد، ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم على ضعف في حفظ معاوية بن
هشام وهو القصار الكوفي، لكنه لم يتفرد به، فقال أحمد (3 / 264) : حدثنا
معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن سفيان به، إلا أنه قال: حدثني جبر بن عبد الله
، فقلبه، وإنما هو عبد الله بن جبر، وهو جده، فإنه عبد الله بن عبد الله
بن جبر - ويقال: جابر. ابن عتيك الأنصاري كما في " التهذيب ". وزائدة هو
ابن قدامة الثقفي. ومعاوية بن عمرو هو ابن المهلب الأزدي، وكلاهما ثقة من
رجال الشيخين، فالحديث صحيح على شرطهما.
4 -
وأما حديث ابن عباس فيرويه عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي عن خصيف عن
عكرمة عنه مرفوعا. أخرجه الطبراني في " الأوسط "(ص 37) وقال: " لم يروه
عن خصيف إلا عبد العزيز ". قلت: اتهمه الإمام أحمد. فالعمدة على ما قبله.
(تنبيه) : أعل المناوي رواية الترمذي (الحديث - 3) بقوله في " فيض القدير "
: " وفيه عبد الله بن عيسى البصري، قال في " الكاشف ": ضعفوه ". قلت:
وهذا وهم، وإنما عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن الأنصاري، وهو ثقة من رجال
الشيخين. ثم إنه قد تابعه سفيان كما تقدم - وهو الثوري -، فقوله في "
التيسير ": " وإسناده ضعيف ". خطأ آخر!