الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واعلم أن المراد بقوله: " صاحب القرآن
"، حافظه عن ظهر قلب على حد قوله صلى الله عليه وسلم " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب
الله.. "، أي أحفظهم، فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في
الدنيا، وليس على حسب قراءته يومئذ واستكثاره منها كما توهم بعضهم، ففيه
فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن، لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى،
وليس للدنيا والدرهم والدينار، وإلا فقد قال صلى الله عليه وسلم: " أكثر
منافقي أمتي قراؤها ". وقد مضى تخريجه برقم (750) .
2241
- " اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته. يعني أنسا رضي الله عنه ".
هو من حديث أنس بن مالك وله عنه طرق: الأولى: عن قتادة عنه قال: قالت
أمي (وفي رواية: أم سليم) : يا رسول الله! خادمك أنس، ادع الله له. قال
: فذكره. أخرجه البخاري (6334 و 6344 و 6378 و 6380) ومسلم (7 / 159)
والترمذي (3827) وقال: " حديث حسن صحيح " والطيالسي (1987) وأحمد (6 /
430) إلا أنه قال: " عن أنس عن أم سليم "، فجعله من مسند أم سليم، وهو
رواية للشيخين، ورواية الترمذي. الثانية: عن هشام بن زيد: سمعت أنس بن
مالك يقول مثل ذلك. أخرجه البخاري (6379) ومسلم.
الثالثة: عن ثابت عن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا وما هو
إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي، فقالت أمي: يا رسول
الله! خويدمك، ادع الله
له، قال: فدعا لي بكل خير، وكان في آخر ما دعا لي به أن قال: فذكره.
أخرجه مسلم والبخاري في " الأدب المفرد "(88) والطيالسي (2027) وأحمد
(3 / 193 - 194) وعبد بن حميد في " مسنده "(ق 165 / 2) . ثم رواه هو (
164 / 2) وأحمد (3 / 248) من طريقين آخرين عن ثابت به نحوه. وقال ابن
حميد: " وأدخله الجنة " مكان قوله: " وبارك له فيما أعطيته ". وسنده صحيح
على شرط مسلم. وزاد: " قال: فلقد رأيت اثنتين، وأنا أرجو الثالثة ".
الرابعة: عن الجعد أبي عثمان قال: حدثنا أنس بن مالك قال: مر رسول الله صلى
الله عليه وسلم فسمعت أمي أم سليم صوته، فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله!
أنيس. فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات، قد رأيت منها اثنتين
في الدنيا، وأنا أرجو الثالثة في الآخرة. أخرجه مسلم.
الخامسة: عن حميد عن أنس: " دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم،
فقالت: يا رسول الله! إن لي خويصة. قال: ما هي؟ قالت: خادمك أنس. فما
ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به: اللهم.. فإني لمن أكثر الأنصار مالا،
وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم الحجاج البصرة بضع وعشرون ومائة ".
أخرجه البخاري (1982) والسياق له وابن حبان في " صحيحه " (9 / 158 /
7142
- الإحسان) وأحمد (3 / 108) ويعقوب الفسوي في " المعرفة "(2 / 532)
وإلا أنه قال: " اللهم ارزقه المال وبارك له فيه، - أظنه قال - وأطل عمره "
. وإسناده على شرط الشيخين، ولطول العمر طريق أخرى تأتي إن شاء الله تعالى.
السادسة: عن إسحاق - وهو ابن عبد الله بن أبي طلحة المدني -: حدثنا أنس به
دون التبريك، وزاد: قال أنس: فوالله! إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي
ليتعادون على نحو المائة اليوم. أخرجه مسلم.
السابعة: عن حفصة بنت سيرين عن أنس به. وزاد: " قال أنس: فلقد دفنت من
صلبي - سوى ولد ولدي - خمسا وعشرين ومائة، وإن أرضي ليثمر في السنة مرتين،
وما في البلد شيء يثمر مرتين غيرها ". أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (8 /
267) معلقا، والطبراني في " الكبير "(1 / 248 / 710) موصولا، ورجاله
ثقات غير إبراهيم بن عثمان المصيصي فلم أعرفه، وقد ساقه الحافظ في " الإصابة
" من رواية الطبراني بإسناده، وسكت عنه.
الثامنة: عن عبد العزيز بن أبي جميلة عن أنس قال: إني لأعرف دعوة رسول الله
صلى الله عليه وسلم في وفي مالي وفي ولدي. أخرجه ابن سعد في " الطبقات " (7
/ 19 - 20) . ورجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز هذا، ترجمة ابن أبي
حاتم (2 / 2 / 379) ومن قبله البخاري في " التاريخ "(3 / 2 / 15) بهذه
الرواية، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في " الثقات "(3 / 166) .
التاسعة: عن أبي خلدة قال: قلت لأبي العالية: سمع أنس من النبي صلى الله
عليه وسلم؟ قال: خدمه عشر سنين، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم، وكان
له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين، وكان فيه ريحان يجد منه ريح المسك.
أخرجه الترمذي (3832)، وقال:" حديث حسن غريب ". قلت: وإسناده صحيح،
رجاله ثقات رجال الصحيح.
العاشرة: عن ثمامة بن عبد الله بن أنس قال: " كان كرم أنس يحمل كل سنة مرتين
". أخرجه ابن سعد وسنده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه الطبراني في " الأوسط
" (1 / 31 / 1 / 503) من طريق أخرى عن ثمامة به نحو الطريق التالي، دون قول
أنس: " فقد دفنت.. "، وسنده جيد.
الحادية عشرة: عن سنان بن ربيعة قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ذهبت بي أمي
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله! خويدمك ادع الله له
، قال:" اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره واغفر ذنبه ". قال أنس: فقد
دفنت من صلبي مائة غير اثنين، أو قال: مائة واثنين، وإن ثمرتي لتحمل في
السنة مرتين ولقد بقيت حتى سئمت الحياة، (وفي رواية: حتى استحييت من الناس
) وأنا أرجو الرابعة. أخرجه ابن سعد (7 / 19) والبخاري في " الأدب المفرد
" (653) والرواية الأخرى له وفيها سعيد بن زيد - وهو الأزدي - صدوق له
أوهام ورواية ابن سعد سالمة منه ولذلك قال الحافظ في " الفتح "(4 / 229) :