الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1187) وعنه ابن حبان (2443 - الإحسان)
والترمذي، وزادا تفصيل عدد الركعات. وهي في حديث ابن الأصبهاني أيضا، إلا
أنه خالف فقال: " وركعتين قبل الظهر "، وفي حديثها: " أربع ركعات قبل
الظهر " ولعل هذا هو وجه (خطإ) ابن الأصبهاني الذي تقدم نقله عن الدارقطني.
(تنبيه) : قد أورد السيوطي الحديث بنحوه من رواية الطبراني في " الأوسط " عن
أبي ذر. ولم أره في " زوائد المعجمين "، ولا في " مجمع الزوائد "، إلا من
حديث أبي موسى كما تقدم. والله أعلم. وقد عزاه في " الجامع الكبير " لابن
عساكر أيضا، فلعل الحديث من روايته فقط، وذكر الطبراني معه سهوا، ثم لما
نقله إلى " الجامع الصغير " عزاه إليه وحده، أو أنه سهى في " الجامع الكبير "
أن يذكر بعد قوله: (طس) : عن أبي موسى. فوقع الوهم. والله أعلم.
2348
- " إن الله تعالى حرم الخمر، فمن أدركته هذه الآية وعنده منها شيء، فلا يشرب
ولا يبع ".
أخرجه مسلم (5 / 39) وأبو يعلى في " مسنده "(2 / 320 / 1056) قالا -
والسياق لمسلم -: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا عبد الأعلى بن عبد
الأعلى أبو همام حدثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بالمدينة قال: " يا أيها الناس إن
الله تعالى يعرض بالخمر، ولعل الله سينزل فيها أمرا، فمن كان عنده منها شيء
، فليبعه ولينتفع به ".
فما لبثنا إلا يسيرا حتى قال النبي صلى الله عليه
وسلم: فذكره. قال: فاستقبل الناس بما كان عندهم منها في طرق المدينة فسفكوها
. (سفكوها) : أي: أراقوها. ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في " السنن " (6
/ 11) . والظاهر أن الآية التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم هي قوله
تعالى في سورة المائدة (91) : * (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة
والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) *
. وهو آخر آية أنزلت في تحريم الخمر كما يبدو من حديث عمر المروي في الترمذي
وغيره، وقد صححه ابن المديني كما في " تفسير ابن كثير "(2 / 92) ولعله من
شواهده المذكورة في " الدر المنثور "(2 / 314 - 316) وصححه الحاكم (4 /
143) ووافقه الذهبي. وفي الحديث فائدة هامة، وهي الإشارة إلى أن الخمر
طاهرة مع تحريمها، وإلا لم يرقها الصحابة في طرقهم وممراتهم ولأراقوها
بعيدة عنها، كما هو شأن النجاسات كلها، كما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه
وسلم: " اتقوا اللاعنين ". قالوا: وما اللاعنان؟ قال: " الذي يتخلى في
طريق الناس، أو في ظلهم ". رواه مسلم وغيره، وهو مخرج في " الإرواء " (1
/ 100 - 101) وغيره. وقد اختلف الناس في ذلك، وقد قال كثير من الأئمة
المتقدمين بطهارتها، مثل ربيعة الرأي والليث بن سعد، وكثير من المحدثين
وغيرهم، وقد كنت فصلت القول في ذلك في " تمام المنة في التعليق على فقه السنة
"، وقد تم طبعه والحمد لله، وأصبح في متناول أيدي القراء.