الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السَّرَّاج (1) ، وَالمُبَارَك بن الصَّيْرَفِيّ، وَأَبُو غَالِبٍ البَاقلَانِي (2) ، وَشَيخُ النَّحْو المُبَارَكُ بنُ فَاخرِ بنِ الدَّبَّاس (3) ، وَسُلْطَانُ المَغْرِب يُوْسُفُ بن تَاشفِيْن.
156 - صَاحِب الغَرْب أَبُو يَعْقُوْبَ يُوْسُفُ بنُ تَاشفِيْنَ *
أَمِيْرُ المُسْلِمِين، السُّلْطَان، أَبُو يَعْقُوْبَ يُوْسُفُ بنُ تَاشفِيْن اللَّمتونِي، البَرْبَرِي، المُلَثَّم، وَيُعْرَفُ أَيْضاً بِأَمِيْر المرَابطين، وَهُوَ الَّذِي بَنَى مَرَّاكُش، وَصَيَّرَهَا دَارَ مُلْكِهِ.
وَأَوّل ظُهُوْر هَؤُلَاءِ المُلَثَّمِين (4) مَعَ أَبِي بَكْرٍ بنِ عُمَرَ اللَّمتونِي، فَاسْتولَى عَلَى البِلَاد مِنْ تِلِمسَان إِلَى طرف الدُّنْيَا الغربِي، وَاسْتنَاب ابْنَ تَاشفِيْن، فَطَلَعَ بَطَلاً شُجَاعاً شَهْماً عَادِلاً مَهِيْباً، فَاختَطَّ مَرَّاكُش فِي سَنَةِ (465) ،
(1) تقدمت ترجمته برقم (141) .
(2)
تقدمت ترجمته برقم (144) .
(3)
سترد ترجمته برقم (192) .
(*) الكامل في التاريخ: 10 / 417 - 418، المعجب: 162، وفيات الأعيان: 7 / 112 - 130، دول الإسلام: 2 / 28 - 29، العبر: 1 / 356 - 357، تتمة المختصر: 2 / 29 - 30، عيون التواريخ: 13 / 181 - 194، الحلل الموشية: 12 - 60، بغية الرواد: 1 / 86، صبح الاعشى: 1 / 363، النجوم الزاهرة: 191، 195، الروض المعطار: 288 - 298، نفح الطيب: 4 / 354، شذرات الذهب: 3 / 412 - 413، الاستقصا: 1 / 224، معجم الأنساب: 133، تراجم إسلامية: 225 - 234.
(4)
لقبوا بذلك لانهم كانوا يتلثمون، ولا يكشفون وجوههم، وتلك سنة لهم يتوراثونها خلفا عن سلف، وقيل في سبب ذلك: إن حمير كانت تتلثم لشدة الحر والبرد، يفعله الخواص منهم، فكثر ذلك حتى صار يفعله عامتهم، وأصل هؤلاء القوم من حمير بن سبأ، وهم أصحاب خيل وإبل وشاء،، ويسكنون الصحارى الجنوبية بين بلاد البربر وبلاد السودان، وينتقلون من ماء إلى ماء كالعرب، وبيوتهم من الشعر والوبر، وأول من جمعهم، وحرضهم على القتال، وأطمعهم في تملك البلاد عبد الله بن ياسين الفقيه، وقتل في حرب جرت مع برغواطة، وقام مقامه أبو بكر بن عمر الصنهاجي ابن عم يوسف بن تاشفين الذي ولاه إمارة الملثمين، فكان من أمره ما كان.
اشْتَرَى أَرْضهَا بِمَاله الَّذِي خَرَجَ بِهِ مِنْ صحرَاء السُّودَان، وَلَهُ جبلُ الثَّلج، وَكثرت جيوشُه، وَخَافته المُلُوْكُ، وَكَانَ بَربرِيّاً قُحّاً، وَثَارَتِ الفِرَنْجُ بِالأَنْدَلُسِ، فَعَبَرَ ابْنُ تَاشفِيْن يُنْجِدُ الإِسْلَامَ، فَطحن العَدُوَّ (1) ، ثُمَّ أَعْجَبته الأَنْدَلُسُ، فَاسْتولَى عَلَيْهَا، وَأَخَذَ ابْنَ عَبَّادٍ وَسَجَنَهُ، وَأَسَاءَ العِشْرَةَ.
وَقِيْلَ: كَانَ ابْنُ تَاشفِيْن كَثِيْرَ الْعَفو، مُقَرّباً لِلْعُلَمَاءِ، وَكَانَ أَسْمَرَ نَحِيْفاً، خفِيفَ اللِّحْيَة، دقيقَ الصَّوْت، سَائِساً، حَازِماً، يَخطُبُ لِخَلِيْفَة العِرَاق، وَفِيْهِ بُخْلُ البَرْبَرِ، تَمَلَّكَ بِضْعاً وَثَلَاثِيْنَ سَنَةً، وَهُوَ وَجَيْشُهُ مُلَازِمُوْنَ لِلِّثَامِ الضَّيِّقِ، وَفِيْهِم شَجَاعَة وَعُتُوٌّ وَعَسْفٌ، جَاءته الخِلَعُ مِنَ المُسْتَظْهِرِ (2) ،
(1) في وقعة الزلاقة (بطحاء من إقليم بطليوس من غرب الأندلس) المشهورة التي انكسر فيها جيش الفرنجة الكفرة الزاحف من طليطلة كسرة شديدة سنة 479 هـ انظر التفصيل في " الروض المعطار ": 287 - 292، و" نفح الطيب ": 4 / 354 - 371، والكامل لابن الأثير: 10 / 151 - 155، ووفيات العيان: 7 / 115، وما بعدها، وقد بايع يوسف ابن تاشفين بعد انتهاء الوقعة من شهدها معه من ملوك الأندلس وأمرائها، وكانوا ثلاثة عشر ملكا، فسلموا عليه بأمير المسلمين، وكان يدعى بالامير، وضرب السكة من يومئذ وجددها، ونقش ديناره:" لا إله إلا الله محمد رسول الله " وتحت ذلك: " أمير المسلمين يوسف بن تاشفين " وكتب في الدائرة: " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في
الآخرة من الخاسرين " وكتب على الوجه الآخر من الدينار: الأمير عبد الله، أمير المؤمنين العباسي، وفي الدائرة تاريخ ضرب الدينار وموضع سكه.
(2)
ووصف ابن الأثير في الكامل: 10 / 417 يوسف بن تاشفين بأنه كان حليما كريما، دينا خيرا، يحب أهل العلم والدين، ويحكمهم في بلاده، ويبالغ في إكرام العلماء والوقوف عند إشارتهم، وكان إذا وعظه أحدهم، خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبه لها، وظهر ذلك عليه، وكان يحب العفو والصفح عن الذنوب العظام، فمن ذلك أن ثلاثة نفر اجتمعوا، فتمنى أحدهم ألف دينار يتجر بها، وتمنى الآخر عملا يعمل فيه لامير المسلمين، وتمنى الآخر زوجته النفزاوية وكانت من أحسن النساء، ولها الحكم في بلاده، فبلغه الخبر، فأحضرهم، وأعطى متمني المال ألف دينار، واستعمل الآخر، وقال للذي تمنى زوجته: يا جاهل، ما حملك على هذا الذي لا تصل إليه؟ ثم أرسله إليها، فتركته في خيمة ثلاثة أيام، تحمل إليه كل يوم طعاما واحدا، ثم أحضرته، وقالت له: ما أكلت هذه =