الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التَّنُوْخِي أَشيَاء كَثِيْرَة مِنَ الكُتُب، وَتَحْتَه بِخَطِّ ابْنِ نَاصر: لَمْ يَسْمَعْ قَطُّ مِنَ التَّنُوْخِي شَيْئاً، لَقَدِ اخْتلقَ وَافترَى، وَكَتَبَ ابْنُ فَاخر أَنَّهُ سَمِعَ (جُزْء الغِطْرِيْف) مِنْ أَبِي الطَّيِّب، فَكَتَبَ ابْنُ نَاصر: قَدْ زَوَّر عَلَى القَاضِي، وَسَمَّعَ فِي (جُزْء الغِطْرِيْف) ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئاً، وَذَكَرَ ابْنُ فَاخرٍ عِدَّةَ كُتُبٍ قَرَأَهَا عَلَى ابْنِ بَرْهَان، وَكَتَبَ ابْنُ نَاصر تَحْته: كَذَبَ - وَاللهِ - فِيمَا سطَّره (1) .
قَالَ السَّمْعَانِيّ: سَأَلتُ أَبَا مَنْصُوْرٍ بنَ خَيْرُوْنَ عَنِ ابْنِ فَاخر، فَقَالَ: كَانُوا يَقُوْلُوْنَ: إِنَّهُ كَذَّاب.
مَاتَ هَذَا: فِي ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْس مائَة (2) ، وَكَانَ سِبْطُ الخَيَّاط أَكْبَرَ تَلَامِذَتِهِ.
193 - الحَدَّادُ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ *
الشَّيْخُ، الإِمَامُ، المُقْرِئُ، المُجَوِّدُ، المُحَدِّثُ، المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ الْعَصْر، أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن مِهْرَة الأَصْبَهَانِيّ، الحَدَّاد، شَيْخ أَصْبَهَان فِي القِرَاءات وَالحَدِيْثِ جَمِيْعاً.
وُلِدَ: فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
(1) وجاء في " المنتظم ": 9 / 154: وكان مقرئا في النحو، عارفا في اللغة غير أن مشايخنا جرحوه، وكان شيخنا أبو الفضل بن ناصر سيئ الرأي فيه يرميه بالكذب والتزوير، وكان يدعي سماع ما لم يسمعه.
(2)
تحرفت في معجم الأدباء إلى سنة خمسين وخمس مئة، ومعظم مصادر ترجمته أرخت وفاته سنة 500 هـ.
(*) التحبير: 1 / 177 - 192، المنتظم: 9 / 228، التقييد: الورقة 73 أ - 73 ب، مختصر طبقات علماء الحديث الورقة: 227، تاريخ الإسلام: 4 / 218، دول الإسلام: 2 / 42، العبر: 4 / 34، معرفة القراء الكبار: 1 / 382 - 383، عيون التواريخ: 13 / 402، غاية النهاية: 1 / 206، شذرات الذهب: 4 / 47، الرسالة المستطرفة:26.
وَسَمِعَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَبعدَهَا سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ مُصْعَب التَّاجِر، وَأَبَا نُعَيْمٍ الحَافِظ، فَلَعَلَّهُ سَمِعَ مِنْهُ وَقرَ بعير، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن فَاذشَاه، وَمُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بن أَبِي الشَّيْخِ، وَهَارُوْنَ بنَ مُحَمَّدٍ الكَاتِب، وَأَبَا القَاسِمِ عَبْد اللهِ بن مُحَمَّدٍ العَطَّار، وَأَبَا سَعْدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ الصَّفَّار، وَعَلِيَّ بن أَحْمَدَ بنِ مِهْرَانَ الصَّحَاف، وَأَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ بَزْدَه المِلَنجِي، وَأَبَا بَكْرٍ بنَ رِيذه (1) ، وَالفَضْلَ بن مُحَمَّدٍ القَاشَانِي، وَأَبَا أَحْمَد مُحَمَّد بن عَلِيِّ بنِ سَيُّويه الْمَكْفُوف، وَأَبَا ذَرٍّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ الصَّالحَانِي، وَعِدَّة.
وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ (مُعْجَماً) سَمِعْنَاهُ، أَوْ لَعَلَّهُ بِتَخرِيجِ وَلده الحَافِظ المُجَوِّدِ عُبَيْد اللهِ بن الحَدَّاد.
وَتَلَا بِالرِّوَايَات عَلَى: عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ العَطَّار، وَأَبِي الفَضْلِ عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَحْمَدَ الرَّازِيّ الزَّاهِد، وَأَحْمَد بن الفَضْلِ البَاطِرْقَاني، وَأَحْمَد بن بَزْدَه، وَتَصدَّر وَأَفَاد.
تَلَا عَلَيْهِ بِالرِّوَايَات: أَبُو العَلَاءِ الحَسَنُ بن أَحْمَدَ الهَمَذَانِيّ، وَجَمَاعَة.
وَحَدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَمَعْمَرُ بنُ الفَاخر، وَأَبُو العَلَاءِ العَطَّار، وَأَبُو مُوْسَى المَدِيْنِيُّ، وَأَبُو مَسْعُوْدٍ عَبْدُ الرَّحِيْمِ الحَاجِي، وَأَبُو الفَتْحِ عَبْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ الخِرَقِي، وَأَبُو الفَضْلِ الطُّوْسِيّ خطيب المَوْصِل، وَمُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الصَّائِغ، وَيَحْيَى بنُ مَحْمُوْدٍ الثَّقَفِيّ، وَالفَضْلُ بنُ القَاسِمِ الصَّيْدَلَانِيّ، وَمُحَمَّدُ بن حَسَنٍ الفَضْل الأَدَمِيّ، وَمُحَمَّدُ بن أَحْمَدَ
(1) هو أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذه التانئ الضبي من ثقات أصبهان ومشاهير المحدثين بها، وهو راوي المعجم الكبير والصغير لأبي القاسم الطبراني عنه، توفي سنة 440 هـ تقدمت ترجمته في السابع عشر رقم (397) .
المُصلح الأَدِيْب، وَعبدُ الرَّحِيْم بن مُحَمَّدٍ الخَطِيْب، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ الطَّرَسُوسِيّ، وَخَلِيْلُ بنُ بَدْرٍ الرَّارِي، وَمَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الحَنَّاط، وَمُحَمَّدُ بنُ أَبِي زَيْدٍ الكَرَّانِيّ، وَأَبُو المَكَارِمِ أَحْمَد بن مُحَمَّدٍ اللَّبَّان، وَخَلْق، خَاتِمَتُهُم بِالحُضُوْر: أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلَانِيّ، وَبِالإِجَازَة: عفِيفَةُ الفَارقَانِيَة، وَحَدَّثَ عَنْهُ بِالإِجَازَةِ أَيْضاً: أَبُو القَاسِمِ ابنُ عَسَاكِرَ، وَأَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ، وَأَجَازَ لأَبِي طَاهِرٍ الخُشُوْعِيّ، وَمَا ظَهرت لَهُ الإِجَازَة فِي حَيَاتِهِ.
قَالَ السَّمْعَانِيُّ: كَانَ عَالِماً ثِقَةً صَدُوْقاً مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالقُرْآن وَالدِّيْن، عُمِّرَ دَهْراً، وَحَدَّثَ بِالكَثِيْرِ، كَانَ أَبُوْهُ إِذَا مَضَى إِلَى حَانُوته لِعَمَلِ الْحَدِيد يَأْخُذُ بِيَدِ الحَسَن، وَيدفعُهُ فِي مَسْجِد أَبِي نُعَيْمٍ (1) .
قُلْتُ: وَكَذَلِكَ كَانَ يَسْمَع مِنْهُ، وَقبلَهُ أَخُوْهُ حَمْدٌ الَّذِي رَوَى (الحِلْيَةَ) بِبَغْدَادَ.
قَالَ ابْنُ نُقطَةَ: سَمِعَ أَبُو عَلِيٍّ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ (مُوَطَّأَ القَعْنَبِيِّ (2)) ، وَ (مُسْنَدَ الإِمَام أَحْمَد) ، وَ (مُسْنَدَ الطَّيَالِسِيّ) ، وَ (مُسْنَدَ الحَارِث)
(1)" التحبير ": 1 / 177، وتمام كلامه: الحافظ ليسمع ما يقرأ عليه، فأكثر حتى صار بحيث لا يفوته عنه شيء إلا ما شاء الله، وقال محمد بن عبد الواحد الدقاق فيما نقله عنه ابن عبد الهادي في مختصر طبقات علماء الحديث الورقة: 227: وبأصبهان لي صديق وهو أبو نعيم ابن الحداد - أحد العلماء في فنون كثيرة، بلغ مبلغ الامامة بلا مدافعة، وله عندي أياد كثيرة، وجمع ما لم يجمعه أحد من أقرانه من الكتب الكثيرة والسماعات، صدوق في جمعه وكتبه، أمين في قراءته.
(2)
يعني موطأ الامام مالك برواية القعنبي، وهو أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة القعنبي، المتوفي سنة 221 هـ، تقدمت ترجمته في الجزء العاشر، رقم (68) ومما تفرد به من بين رواة الموطأ حديث " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبده ورسوله " رواه عن مالك، عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس وقد طبعت قطعة من موطئه مؤخرا بتحقيق عبد الحفيظ منصور.
المَوْجُوْد سَمَاعه، وَ (السُّنن) لِلْكَجِّي، وَ (المُسْتخرج عَلَى البُخَارِيّ) ، وَ (المُسْتخرج عَلَى مُسْلِم) لأَبِي نُعَيْمٍ، وَكِتَاب (الحِليَة) وَ (المُعْجَم الأَوْسَطِ) لِلطَّبَرَانِيِّ، وَمُسْنَدَات الثَّوْرِيّ، وَعَوَالِي الأَوْزَاعِيّ، وَمُسْنَد الشَّامِيّين، وَالسنن مِنْ كُتُب عَبْد الرَّزَّاقِ، وَ (جَامِع عَبْد الرَّزَّاقِ) ، وَ (مَغَازِيه) ، وَ (غَرِيْب الحَدِيْث) لأَبِي عُبَيْدٍ، وَ (مَقْتَل الحُسَيْنِ) ، وَكِتَاب (الشّوَاهد) ، وَكِتَاب (القَضَاء الأَرْبَعَة) لأَبِي عُبَيْدٍ، وَكِتَاب (فَوَائِد سموَيْهِ) ، وَ (فَوَائِد أَبِي عَلِيٍّ بنِ الصَّوَّاف) ، وَ (الطَّبَقَات) لابْنِ المَدِيْنِيِّ، وَ (تَارِيخ الطَّالبيين) لِلْجِعَابِي (1) .
وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: هُوَ أَجَلُّ شَيْخٍ أَجَازَ لِي، رَحلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَرَأَى مِنَ العِزِّ مَا لَمْ يَره أَحَدٌ فِي عصره، وَكَانَ خَيِّراً صَالِحاً ثِقَة وَقَدْ سَمِعَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ مِنْ تَوَالِيْفِهِ: التَّوبَة وَالاعتذَار، شرف الصَّبْر، ذَمّ الرِّيَاء، كسب الحَلَال، حِفْظ اللِّسَان، تَثبِيْت الإِمَامَة، رِيَاضَة الأَبْدَان، التَّهجُّد، الإِيجَاز وَجَوَامع الْكَلم، فَضل عَلِيّ، الْخطب النَّبويَّة، لبس السَّوَاد، تَعْظِيْم الأَوليَاء، السُّعَاة، التعبِير، رفع اليَدين، المُزَاح، الهديَّة، حرمَة المَسَاجِد، الجَار، السَّحور، الفَرَائِض، فِي الاثْنَيْنِ وَسَبْعِيْنَ فَرقَة، مدح الكِرَام، مَسْأَلَةً ثُمَّ أَورثنَا الكِتَابَ، سَمَاع الكلِيم، العُقَلَاء، حَدِيْث الطَّيْرِ، لبس الصُّوف، الثُّقَلَاء، المُحبِّين مَعَ المَحبُوبِيْن، أَرْبَعِي (2) الصُّوْفِيَّة، قُربَان المُتَّقِيْنَ، الأَرْبَعِيْنَ فِي الأَحكَامِ، حَدِيْث النُّزَول، فِي أَنَّ الْفلك غَيْر مدبِّر، المِعْرَاج، الاسْتسقَاء، الْخَسْف، الصِّيَام وَالقِيَام، قِرَاءات النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مَعْرِفَة الصَّحَابَة، عُلُوْم الحَدِيْثِ، تَارِيخ أَصْبَهَان، الأُخوَة، العِلْم،
(1) هو الحافظ المجود البارع أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم التميمي قاضي
الموصل، صاحب التصانيف الكثيرة في الابواب والشيوخ، وتواريخ الأمصار المتوفي سنة 355 هـ، تقدمت ترجمته في الجزء السابع عشر رقم (69) .
(2)
في " الحبير ": " الأربعين في التصوف ".