الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
33 - نَاصِحُ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَجْمِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ الحَنْبَلِيِّ *
الدِّمَشْقِيّ، الوَاعِظ، الَّذِي مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ.
سَمِعَ بِبَغْدَادَمِنْ: عبد الحَقِّ اليُوسفِي، وَشُهْدَة الكَاتِبَة، وَجَمَاعَة.
وَبِأَصْبَهَانَ: مِنْ أَبِي العَبَّاسِ التُّرك، وَالحَافِظ أَبِي مُوْسَى، وَطَائِفَة.
وَوعظ بِمِصْرَ، وَدرَّس، وَصَنَّفَ (1) ، وَكَانَ مُدرساً بِمدرسَة جَدِّه.
رَوَى لَنَا عَنْهُ: ابْن مُؤْمِن، وَالعزُّ بنُ العِمَادِ، وَابْنُ حَازِمٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ابْن الوَاسِطِيّ، وَابْن بِطِّيخ، وَالشِهَابُ بن مُسْرِف، وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ المُعَمَّرُ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبدِ الدَّائِم.
مَاتَ النَّاصح أَبُو الفَرَجِ بنُ أَبِي العَلَاءِ بنِ الحَنْبَلِيّ: فِي ثَالِث المُحرَّم، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ، وَلَهُ ثَمَانُوْنَ سَنَةً، وَلَهُ أَقَاربُ وَذُرِّيَّةٌ عُلَمَاء.
34 - مَلِكْشَاه جلَالُ الدَّوْلَة بنُ أَلب آرسلَانَ السَّلْجُوْقِيُّ **
السُّلْطَانُ الكَبِيْرُ، جلَالُ الدَّوْلَةِ، أَبُو الفَتْحِ مَلِكْشَاه ابنُ السُّلْطَان أَلب أَرسلَان
(*) ذيل الروضتين: 164، دول الإسلام: 2 / 137، العبر: 5 / 138، مرآة الزمان: م 8 / 463، البداية: 13 / 146، ذيل طبقات الحنابلة: 2 / 193 - 201، النجوم الزاهرة: 6 / 297، الدارس: 2 / 70 - 71، المنهج الاحمد خ، القلائد الجوهرية: 1 / 159، كشف الظنون: 78، شذرات الذهب: 5 / 164 - 166، هدية العارفين: 1 / 524 - 560، منتخبات التواريخ: 502 - 503.
(1)
ذكر ابن رجب في " ذيل طبقات الحنابلة ": 2 / 199 من مصنفاته كتاب: " أسباب الحديث "، وكتاب:" الاستسعاد "، وكتاب:" الانجاد في الجهاد ".
(* *) المنتظم: 9 / 69 - 74، أخبار الدولة السلجوقية: 55، الكامل في التاريخ: 1 / 76، 78، 90، 210 - 214، وفيات الأعيان: 5 / 283 - 289، المختصر: 2 / 202 - 203، دول الإسلام: 2 / 13 - 14، العبر 3 / 309، تتمة المختصر: =
مُحَمَّد بن جغرِيبَك (1) السَّلْجُوْقِي، التُّركِي.
تَمَلَّك بَعْد أَبِيْهِ، وَدَبَّر دَوْلَته النّظَامُ الوَزِيْرُ بِوصيَةٍ مِنْ أَلب أرسلَان إِلَيْهِ، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّيْنَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ عَمُّه مَلِكُ كِرْمَان قَاروت (2) ، فَالْتَقَوا بِقُرْبِ هَمَذَان (3) ، فَانْكَسَرَ جَمعُهُ، وَأُتِي بعَمِّه أَسِيْراً، فَوبَّخه، فَقَالَ: أُمرَاؤك كَاتَبونِي، وَأَحضر خرِيطَةً فِيْهَا كُتُبُهُم، فَنَاوَلَهَا لنظَام الْملك لِيقرَأهَا، فَرمَاهَا فِي مِنْقَلِ نَارٍ، فَفَرِحَ الأُمَرَاءُ، وَبَذَلُوا الطَّاعَةَ، وَخَنَقَ عَمَّهُ (4) ، ثُمَّ تَمَلَّكَ مِنَ المَدَائِن مَا لَمْ يَملكه سُلْطَان، فَمَنْ ذَلِكَ مَدَائِنُ مَا وَرَاءَ النَّهْر، وَبلَادُ الهَيَاطِلَة (5) ، وَبَابُ الأَبْوَاب، وَبلَادُ الرُّوْم، وَالجَزِيْرَة، وَكَثِيْرٌ مِنَ الشَّام، فَتملَّك مِنْ كَاشْغَرَ (6) إِلَى القُدْس طُوْلاً، وَمِنْ أَطرَاف قُسْطَنْطِيْنِيَّة إِلَى بلَاد الخَزَر (7) ، وَبَحر الهِنْد عرضاً، وَكَانَ حَسَنَ السِّيرَة، لَهِجاً بِالصَّيد
= 2 / 12 - 13، البداية والنهاية: 12 / 142 - 143، تاريخ ابن خلدون: 5 / 13، النجوم الزاهرة: 5 / 134 - 135، شذرات الذهب: 3 / 376، معجم الأنساب والاسرات الحاكمة: 52، 73.
(1)
تقدمت ترجمته في الجزء الثامن عشر رقم 51.
(2)
كذا الأصل: (قاروت) بتقديم الراء على الواو، وهو كذلك في ابن خلكان 5 / 284 وفي الكامل لابن الأثير: 1 / 78: (قاورت) بتقديم الواو على الراء، وفي أخبار الدولة السلجوقية ص: 50: (قارود) بالدال بدل التاء.
(3)
انظر خبر الحرب بينهما في " الكامل " لابن الأثير: 10 / 78 - 79.
(4)
في الوفيات: 5 / 284: ثم أمر بقتل عمه فخنق بوتر قوسه.
(5)
قال ياقوت في معجم البلدان: هيطل: اسم لبلاد ما وراء النهر، وهي بخارى، وسمرقند، وخجند.
سمي بهيطل بن عالم بن سام بن نوح عليه السلام.
(6)
قال ياقوت: هي مدينة وقرى ورساتيق يسافر إليها من سمرقند وتلك النواحي وهي في وسط بلاد الترك، وضبطها ابن خلكان بفتح الكاف، وبعد الالف شين معجمة ساكنة، وغين معجمة مفتوحة، وبعدها راء، وقال هي قصبة بلاد تركستان.
(7)
قال ياقوت: هي بلاد الترك خلف باب الابواب المعروف بالدربند، وقيل: سمي بالخزر ابن يافث بن نوح.
وقال في العين: الخزر: جيل خزر العيون انظر " معجم البلدان ": 2 / 367.
وَاللَّهْو، مُغرَىً بِالعَمَائِر، وَحفرِ الأَنْهَار، وَتَشييدِ القَنَاطِر، وَالأَسْوَارِ، وَعَمَّرَ بِبَغْدَادَ جَامِعاً كَبِيْراً، وَأَبطل المُكوسَ وَالخفَارَاتِ فِي جَمِيْع بلَاده.
هَكَذَا نَقَلَ ابْنُ خَلِّكَان (1) .
قَالَ: وَصنع بِطرِيق مَكَّة مصَانِع، يُقَالَ: إِنَّهُ ضَبط مَا اصطَاده بِيَدِهِ، فَبَلَغَ عَشْرَة آلَافِ وَحشٍ، فَتَصَدَّقَ بِعَشْرَةِ آلَافِ دِيْنَارٍ، وَقَالَ: إِنِّيْ خَائِفٌ مِنْ إِزهَاق الأَرْوَاح لِغِير مَأْكَلَةٍ.
شَيَّعَ مرَّة ركبَ العِرَاق إِلَى العُذَيْب (2) ، فَصَادَ شَيْئاً كَثِيْراً، فَبنَى هُنَاكَ مَنَارَةَ القرُوْنَ (3) مِنْ حَوَافر الْوَحْش وَقرونهَا، وَوَقَفَ يَتَأَمَّل الحُجَّاج، فَرقَّ وَنَزَلَ وَسجد، وَعفَّر وَجْهَهُ وَبَكَى، وَقَالَ بِالعجمِيَة: بلِّغُوا سَلَامِي إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقُولُوا: العَبْدُ العَاصي الْآبِق أَبُو الفَتْحِ يَخدم وَيَقُوْلُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لَوْ كُنْتُ مِمَّنْ يَصلُح لِتلك الحضرَة المُقَدَّسَة، كُنْتُ فِي الصُّحْبَة، فَضجَّ النَّاسُ وَبكُوْا، وَدَعَوا لَهُ.
وَأَمِنَتِ الطُّرُقُ فِي دَوْلَته، وَانحلَّتِ الأَسعَارُ، وَتَزَوَّجَ الخَلِيْفَةُ المُقْتَدِي بِابْنته بِسِفَارَة شَيْخ الشَّافعيَة أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، وَكَانَ عُرْسُهَا فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ، وَعمِلَتْ دَعْوَة لجَيْشِ السُّلْطَان مَا سُمِعَ بِمِثْلِهَا أَبَداً، فَممَا دَخَلَ فِيْهَا أَرْبَعُوْنَ
(1) في " وفيات الأعيان ": 5 / 284.
(2)
هو ماء بين القادسية والمغيثة، بينه وبين القادسية أربعة أميال. " معجم البلدان ": 4 / 92.
(3)
قال ابن خلكان: والمنارة باقية إلى الآن، وتعرف بمنارة القرون، وذلك في سنة 480 هـ.
(4)
هو أبو إسحاق الشيرازي صاحب " المهذب " و" التنبيه "، وقد تقدمت ترجمته في الجزء الثامن عشر رقم (237) .
أَلف مَنّاً سُكَّراً، فَوَلَدَتْ لَهُ جَعْفَراً (1) .
َقَدِمَ مَلِكْشَاه بَغْدَاد مرَّتين، وَقَدِمَ إِلَى حلب، وَلَمْ يَكُنْ لِلمقتدي مَعَهُ غَيْرُ الاسْم، ثُمَّ قَدِمهَا ثَالِثاً عليلاً، وَكَانَ المُقتدي قَدْ فَوَّض العَهْدَ إِلَى ابْنِهِ المُسْتظهِر، فَأَلزمه مَلِكْشَاه بِعَزْلِهِ، وَأَنْ يُوَلِّي ابْن بِنْته جَعْفَراً، وَأَن يُسلِّم بَغْدَاد إِلَيْهِ، وَيَتحَوَّل إِلَى البَصْرَةِ، فَشقَّ عَلَى الْمُقْتَدِي، وَحَار، ثُمَّ طَلَب المُهلَة عَشْرَة أَيَّام لِيَتَجَهَّز، فَصَام وَطوَى، وَجَلَسَ عَلَى التُّرَاب، وَتضرَّع إِلَى رَبِّهُ، فَقوِيَ بِالسُّلْطَان المرضُ، وَمَاتَ فِي شَوَّال، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِيْنَ، عَنْ تِسْعٍ وَثَلَاثِيْنَ سَنَةً، فَقِيْلَ: سُمَّ فِي خِلالٍ تَخَلَّلَ بِهِ، وَكَانَ وَزِيْرُهُ النِّظَام قَدْ قُتِلَ مِنْ أَيَّام، وَلَمْ يَشْهَدِ السُّلْطَانَ كَبِيْرُ أَحَد (2) ، وَلَا عُمِلَ لَهُ عزَاء، وَنُقِلَ تَابوته إِلَى أَصْبَهَانَ، فَدُفِنَ فِي مدرسَةٍ عَظِيْمَة.
وَقَدْ تَزَوَّجَ المُسْتظهرُ بِاللهِ بِخَاتُوْنَ بِنْتِهِ الأُخْرَى، وَتنَازع فِي المُلك أَوْلَادُهُ مِنْ بَعْدِهُ زَمَاناً، وَكَانَ آخِرُهُم مَوْتاً ابْنُهُ سَنْجَر صَاحِبُ خُرَاسَان، عَاشَ بَعْدَ أَبِيْهِ أَقلَّ مِنْ سَبعِينَ سَنَةً.
وَكَانَ ملكشَاهُ كَثِيْرَ الجُيُوْش، خفِيفَ الرِّكَاب، عبر فِي سَنَةِ (482) إِلَى مَا وَرَاء النَّهْر، فَسَارَ إِلَى بُخَارَى، وَسَمَرْقَنْد، فَتَمَلَّكَهَا، ثُمَّ سَارَ فِي بلَاد التُّرك إِلَى كَاشْغَر، فَأَذعَن صَاحِبُهَا بطَاعته، وَنَزَلَ إِلَى خِدمَته (3) .
قَالَ المُؤَيَّد فِي (تَارِيْخِهِ (4)) :كَانَ مِنْ أَحْسَن النَّاسِ صُوْرَةً وَمَعْنَى،
(1) انظر الكامل في التاريخ: 10 / 160 - 161، الوفيات: 5 / 288، وابن خلدون: 5 / 9 - 10.
(2)
ابن خلكان: 5 / 188، وفيه: ولم يشهد أحد جنازته ببغداد، ولا صلي عليه في الصورة الظاهرة.
(3)
انظر الكامل في التاريخ: 10 / 171 - 172.
(4)
2 / 203.