الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ ابْنُ نَاصر: كَانَ سَمَاعُ أَبِي طَالِبٍ صَحِيْحاً، وَكَانَ يُتَّهم بِالاعتزَال، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ السِّلَفِيُّ: أَبُو طَالِبٍ الزَّيْنَبِيّ أَجَلُّ هَاشِمِيٍّ رَأَيْتُهُ فِي حضَرِي وَسفرِي، وَأَكْثَرُهُم عِلْماً، وَأَوفرُهُم عِلْماً، وَيُعَدُّ فِي فُحُوْل النُّظَّار.
قُلْتُ: قَدْ وُجِدَ لَهُ سَمَاع مِنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ قَشِيش (1) سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ سَلَامَةَ الكَرْخِيّ الشَّافِعِيّ الفَقِيْهُ: مَرِضْتُ مرضَةً شَدِيْدَة، فَعَادنِي نُورُ الهدَى، فَجَعَلَ يَدعُو لِي، فَتَبَرَّكتُ بِزِيَارَتِه وَعُوفِيتُ.
210 - شُجَاعُ بنُ فَارِسِ بنِ حُسَيْنِ بنِ فَارِسِ بنِ حُسَيْنِ بنِ غَرِيْبِ بنِ بَشِيْرٍ *
الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الثِّقَةُ، الحَافِظُ، المُفِيْدُ، أَبُو غَالِبٍ الذُّهْلِيُّ، السُّهْرَوَرْدِيُّ، ثُمَّ البَغْدَادِيُّ، الحَرِيْمِيُّ، النَّاسخُ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا طَالب بنَ غَيْلَانَ، وَعَبْدَ العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ الأَزَجِي، وَأَبَا مُحَمَّدٍ بنَ المُقْتَدِر، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيّ، وَأَبَا جَعْفَرٍ بنَ المُسْلِمَة، وَأَبَا بَكْرٍ الخَطِيْبَ، وَخَلْقاً كَثِيْراً، إِلَى أَنْ يَنْزِل إِلَى أَصْحَاب عَبْدِ المَلِكِ بنِ بِشْرَان،
(1) ضبطه ابن ناصر في " توضيح المشتبه " 2 / الورقة 222: بفتح أوله ثم شينين معجمتين الأولى مكسورة بينهما مثناة تحت ساكنة، وهو أبو الحسن علي بن محمد بن علي ابن قشيش الحربي المالكي المتوفي سنة 437 هـ.
(*) الأنساب: 7 / 198، المنتظم: 9 / 176، الكامل لابن الأثير: 10 / 500، تاريخ الإسلام: 4 / لوحة: 180 / 2 - 181 / 1، دول الإسلام: 2 / 36، العبر: 4 / 13، تذكرة الحفاظ: 3 / 1240 - 1241، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 129 - 130، الوافي بالوفيات: م 14 / 29 - 30، عيون التواريخ: 13 / لوحة: 302 - 303، مرآة الجنان: 3 / 194، البداية: 12 / 176، شذرات الذهب: 4 / 16.
وَابْن رِيذه، وَكَتَبَ عَنْ أَقرَانه.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ، وَابْنُ نَاصر، وَالسِّلَفِيّ، وَعُمَرُ بنُ ظفر، وَسَلْمَان بن جروَانَ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: نسخ بخطِّه مِنَ التَّفْسِيْر وَالحَدِيْثِ وَالفِقْه مَا لَمْ يَنسخه أَحَدٌ مِنَ الوَرَّاقين، قَالَ لِي عَبْد الوَهَّابِ الأَنْمَاطِيّ: دَخَلتُ عَلَيْهِ يَوْماً، فَقَالَ لِي: تَوِّبنِي.
قُلْتُ: مَنْ أَي شَيْء؟
قَالَ: كَتَبتُ شعرَ ابْن الحَجَّاجِ (1) بخطِّي سَبْعَ مَرَّاتٍ.
قَالَ عَبْدُ الوَهَّابِ: وَقلَّ بلدٌ يُوجد مِنْ بلَاد الإِسْلَام إِلَاّ وَفِيْهِ شَيْءٌ بِخَطِّ شُجَاع الذُّهْلِيّ.
وَكَانَ مُفِيدَ وَقته بِبَغْدَادَ، ثِقَةً، سَدِيدَ السِّيرَة، أَفنَى عُمُره فِي الطَّلَب، وَعَمِلَ مُسَوَّدَةً لِـ (تَارِيخ بَغْدَاد) ذَيْلاً عَلَى (تَارِيخ الخَطِيْب) ، فَغسَلَه فِي مرض مَوْته، وُلدَ شُجَاع فِي سَنَةِ ثَلَاثِيْنَ (2) ، وَمَاتَ فِي ثَالِث جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْس مائَة؛ وَقَدْ سَأَله السِّلَفِيّ عَنْ أَحْوَالِ الرِّجَال، وَأَجَابَ وَأَفَاد.
قَرَأْتُ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ الخَلَاّلِ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الهَمْدَانِيُّ، أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ عَنْهُ.
وَمَاتَ مَعَهُ: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ بَدْرَانَ الحُلْوَانِيّ المُقْرِئُ (3) ، وَابْنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيّ، وَالمُؤْتَمَنَ السَّاجِيّ (4) ، وَالإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ
(1) هو حسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحجاج النيلي البغدادي المتوفى سنة 391 هـ، تقدمت ترجمته في السابع عشر رقم (29) وصفه فيها بأنه: شاعر العصر، وسفيه الأدباء، وأمير الفحش، كان أمة وحده في نظم القبائح.
وفي يتيمة الثعالبي: 2 / 211، 270، ومعجم الأدباء: 9 / 206، 232 طائفة كبيرة من شعره.
(2)
أي: وأربع مئة.
(3)
سترد ترجمته برقم (221) .
(4)
تقدمت ترجمته برقم (195) .