الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثَلَاثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَأَنَّهُ أَخَذَ عَنْهُ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ خَيْر (1) ، وَقَدْ رَوَى ابْنُ دِحْيَة عَنِ ابْنِ خَيْر عَنْهُ، عَنْ كَرِيْمَة مِنَ الصَّحِيح.
371 - البَآّرُ أَبُو نَصْرٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الفَضْلِ الأَصْبَهَانِيُّ *
الشَّيْخُ، العَالِمُ، المُحَدِّثُ، الرّحَالُ، المُكْثِرُ، أَبُو نَصْرٍ إِبْرَاهِيْمُ بنُ الفَضْلِ الأَصْبَهَانِيّ، البَآّرُ، وَيُلَقَّبُ بِدَعْلَجٍ، كَانَ أَبُوْهُ يَحْفِرُ الْآبَار.
وُلِدَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي الحُسَيْنِ بن النَّقُّوْرِ وَطَبَقَتِهِ بِبَغْدَادَ، وَمِنَ الفَضْلِ بن عَبْدِ اللهِ بن الْمُحب وَطَبَقَتِهِ بِنَيْسَابُوْرَ، وَمِنْ أَبِي القَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ مَنْدَه، وَطَائِفَةٍ بِأَصْبَهَانَ، وَمِنْ أَبِي إِسْمَاعِيْلَ الأَنْصَارِيّ، وَجَمَاعَةٍ بِهَرَاةَ.
قَالَ السَّمْعَانِيّ: رحلَ، وَسَمِعَ، وَنسخَ، وَجَمَعَ، وَمَا أَظُنُّ أَنْ أَحَداً بَعْد ابْن طَاهِر رَحل وَطَوَّف مِثلَهُ، أَوْ جَمَعَ جَمعَهُ، إِلَاّ أَنَّ الإِدبار لَحِقَه فِي آخِرِ الأَمْرِ، وَكَانَ يَقفُ فِي أَسواق أَصْبَهَان، وَيَرْوِي مِنْ حِفْظِهِ بِالإِسْنَادِ، وَسَمِعْتُ أَنَّهُ يَضَعُ فِي الحَال.
قَالَ لِي إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَافِظ: اشكرِ الله كَيْفَ مَا لَحِقْتَ البَآّر، وَأَسَاء الثَّنَاءَ عَلَيْهِ (2) .
(1) هو أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الاشبيلي صاحب الفهرسة المتوفى سنة 575 هـ.
وسترد ترجمته في الجزء الحادي والعشرين برقم (34) .
(*) الأنساب: 2 / 27، اللباب: 1 / 106، تاريخ الإسلام: 4: 285 / 1 - 2، العبر: 4 / 81 - 82، ميزان الاعتدال: 1 / 52 - 53، الوافي بالوفيات: 6 / 90 - 91، لسان الميزان: 1 / 89، شذرات الذهب: 4 / 94 - 95.
(2)
وفي " الأنساب ": 2 / 27: كان كذابا غير موثوق به، وسمعت أنه يضع الحديث، ويركب المتون على الأسانيد، لما دخلت أصبهان، وجدت الالسنة كلها متفقة على جرحه وطرحه.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: السِّلَفِيّ، وَيَحْيَى الثَّقَفِيّ، وَدَاوُدُ بن نِظَام الْملك، وَغَيْرهُم.
قَالَ السِّلَفِيُّ: يُسَمَّى بِدَعِلْجٍ، لَهُ مَعْرِفَةٌ، سَمِعْنَا بِقِرَاءتِه كَثِيْراً، وَغَيْرُهُ أَرْضَى مِنْهُ.
وَقَالَ مَعْمَرُ بنُ الفَاخر: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيْمَ البَآّر وَاقفاً فِي السُّوق، وَقَدْ رَوَى أَحَادِيْثَ مُنْكَرَة بِأَسَانِيْدَ صِحَاح، فَكُنْت أَتَأَمَّلُه تَأَمُّلاً مفرطاً، ظنّاً مِنِّي أَنَّ الشَّيْطَانَ عَلَى صُوْرته.
وَقَالَ ابْنُ طَاهِر: حَدّثت الآبارِيَّ عَنْ مَشَايِخ مكِّيين وَمصرِيين، فَبعدَ أَيَّامٍ بَلَغَنِي أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْهُم، فَبلغتِ القِصَّةُ إِلَى شَيْخِ الإِسْلَامِ الأَنْصَارِيّ (1) ، فَسَأَلَهُ عَنْ لُقي هَؤُلَاءِ بِحَضْرَتِي، فَقَالَ: سَمِعْتُ مَعَ هَذَا، قُلْتُ: مَا رَأَيتُكَ قَطُّ إِلَاّ هَا هُنَا.
قَالَ لَهُ الشَّيْخ: أَحججتَ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: فَمَا علَامَاتُ عرفَات؟
قَالَ: دَخَلنَاهَا بِاللَّيْلِ.
قَالَ: يَجُوزُ، فَمَا علَامَة مِنَى؟
قَالَ: كُنَّا بِهَا بِاللَّيْلِ.
فَقَالَ: ثَلَاثَة أَيَّامٍ وَثَلَاث لَيَالٍ لَمْ يُصْبِح لَكُم الصُّبْح؟! لَا بَارَكَ اللهُ فِيكَ.
وَأَمر بِإِخرَاجه مِنَ الْبَلَد، وَقَالَ: هَذَا دجَّال.
ثُمَّ انْكَشَفَ أَمرُهُ حَتَّى صَارَ آيَةً فِي الْكَذِب (2) .
(1) هو أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الهروي الحنبلي المتوفى سنة 481 هـ صاحب كتاب " منازل السائرين " وغير من المؤلفات.
له ترجمة في الجزء 18 من هذا الكتاب برقم (260) .
(2)
وفي " لسان الميزان ": 1 / 90 نقلا عن ابن النجار: وكان يكذب لنفسه ولغيره في الاجازات حتى كان له جزء استدعى إجازات كل حين يلحق فيه أسماء أقوام من أهل الثروة، ويكتب لهم عن أولئك المشايخ أحاديث تقرأ عليهم، ويحدثهم بها، فقال لي أبو محمد السمرقندي: قد عزمت على أن آخذ منه الجزء ولا أرده إليه، ففعل ذلك، فوجدته =