الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قُلْتُ: كَانَ أَبُو الخَطَّابِ مِنْ مَحَاسِن العُلَمَاء، خَيِّراً صَادِقاً، حسنَ الخُلُقِ، حُلْوَ النَّادرَةِ، مِنْ أَذكيَاء الرِّجَال، رَوَى الكَثِيْر، وَطَلَبَ الحَدِيْثَ وَكتبه، وَلابْنِ كُلَيْبٍ مِنْهُ إِجَازَة (1) .
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: درس الفِقْه عَلَى أَبِي يَعْلَى، وَقرَأَ الفَرَائِضَ عَلَى الوَنِّي، وَصَارَ إِمَامَ وَقتِه، وَشيخ عصره، وَصَنَّفَ فِي المَذْهَب وَالأُصُوْل وَالخلَاف وَالشّعرِ الْجيد.
207 - إِلْكِيَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ *
العَلَاّمَةُ، شَيْخُ الشَّافعيَة، وَمُدَرِّس النِّظَامِيَة، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الطَّبَرِيّ، الهَرَّاسِي.
= 2 / 173 كتاب الافتتاح: باب القراءة في العشاء الآخرة بالشمس وضحاها.
وفي ابن ماجة (986) كتاب إقامة الصلاة: باب من أم قوما فليخفف.
(1)
وقال ابن رجب في " الذيل ": 1 / 120: كان أبو الخطاب فقيها عظيما، كثير التحقق وله من التحقيق والتدقيق الحسن في مسائل الفقه وأصوله شيء كثير جدا، وله مسائل ينفرد بها عن الأصحاب، ثم شرع يذكر ما انفرد به فراجعه.
(2)
ومما أنشده له ابن رجب في " ذيل الطبقات ": 1 / 119 قوله:
بأبي من إذا شكوت إليه * حبه قال ذا محال ولهو
وإذا ما حلفت بالله اني * صادق قال لي يمينك لغو
لا ومن خصه بحسن بديع * وجمال جسمي به اليوم نضو
لا تبدلت في هواه ولا خنـ * ـت ولا حل لي عليه السلو
(*) تبيين كذب المفتري: 288، المنتظم: 9 / 167، الكامل لابن الأثير: 10 / 484، وفيات الأعيان: 3 / 286 - 290، تاريخ الإسلام: 4 / 171 / 1، دول الإسلام: 2 / 33، العبر: 4 / 8، تتمة المختصر: 2 / 34، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: 197، الوافي بالوفيات م: 12 / 177 - 178، عيون التواريخ: 13 / لوحة 256 - 257، مرآة الزمان: 8 / 23، طبقات السبكي: 7 / 231 - 234، طبقات الاسنوي: 2 / 520 - 522، البداية: 12 / 172 - 173، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: 1 / 319 - 321، النجوم الزاهرة: 5 / 201 - 202، طبقات ابن هداية الله: 191، كشف الظنون: 423، 1056، شذرات الذهب: 4 / 8 - 10، هدية العارفين: 1 / 694.
رَحل، فَتفقَّه بِإِمَام الحَرَمَيْنِ، وَبَرَعَ فِي المَذْهَب وَأُصُوْله، وَقَدِمَ بَغْدَاد، فَولِي النِّظَامِيَة سَنَة (493) وَإِلَى أَنْ مَاتَ.
تَخرَّج بِهِ الأَئِمَّة، وَكَانَ أَحَدَ الفصحَاء، وَمِنْ ذَوِي الثروَة وَالحِشْمَة، لَهُ تَصَانِيْف حَسَنَة (1) .
حَدَّثَ عَنْ: زَيْدِ بنِ صَالِحٍ الآملِي، وَجَمَاعَة.
رَوَى عَنْهُ: سَعْدُ الخَيْرِ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ غَالِبٍ، وَأَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ.
قَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ الفُقَهَاءَ يَقُوْلُوْنَ: كَانَ الجُوَيْنِيّ يَقُوْلُ فِي تَلَامِذَتِه إِذَا نَاظرُوا: التَّحقيقُ لِلْخوَافِي (2) ، وَالجَرَيَانُ لِلْغزَّالِي، وَالبَيَانُ لِلْكِيَا.
مَاتَ إِلكِيَا: فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْس مائَة، وَلَهُ ثَلَاثٌ وَخَمْسُوْنَ سَنَةً وَشهرَانِ، وَكَانُوا يُلقِّبُونه شَمْسَ الإِسْلَامِ (3) .
قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ: اتُّهِمَ إِلكيَا مُدَرِّس النِّظَامِيَة بِأَنَّهُ بَاطنِي، فَقَبَضَ عَلَيْهِ السُّلْطَانُ مُحَمَّد، فَشَهِدُوا بِبرَاءةِ السَّاحَة، فَأُطْلِقَ (4) .
(1) منها " شفاء المسترشدين في مباحث المجتهدين " وهو من أجود كتب الخلافيات، و" أحكام القرآن " وهو مطبوع في أربعة أجزاء بدار الكتب العلمية بيروت.
(2)
انظر ص: 336 التعليق (5) .
(3)
وذكره الحافظ عبد الغافر الفارسي في " السياق " فقال: كان من رؤوس معيدي
إمام الحرمين في الدرس، وكان ثاني أبي حامد الغزالي، بل آصل وأصلح وأطيب في الصوت والنظر
…
وكان محدثا يستعمل الأحاديث في مناظرته ومجالسه، ومن كلامه: إذا جالت فرسان الأحاديث في ميادين الكفاح، طارت رؤوس المقاييس في مهاب الرياح.
(4)
وممن شهد ببراءته أبو الوفاء بن عقيل شيخ ابن الجوزي كما في " المنتظم ": 9 / 167، وقال السبكي في " طبقاته ": 7 / 233: ومن غريب ما اتفق له أنه أشيع أن إلكيا =