الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النّعِيَّ، فَانْهَزَمتُ.
قَالَ ابْنُ عَقِيْلٍ: وَامْتَنَعَ أَحَدٌ أَنْ يَسكن تِلْكَ الدَّار بَعْدهَا (1) .
أَخْبَرْنَا إِسْحَاقُ بنُ طَارِقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو البَقَاءِ يَعيش، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بن أَحْمَدَ الخَطِيْب، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ عَقِيْلٍ الفَقِيْه، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا القَطِيْعِيّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي الحَسَنِ، قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّمَا معيشتِي مِنَ التَّصَاوير.
فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (مَنْ صَوَّرَ صُوْرَةً، عَذَّبَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يَنْفُخَ فِيْهَا، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيْهَا أَبَداً)(2) .
260 - ابْنُ أَبِي عِمَامَةَ أَبُو سَعْدٍ المُعَمَّرُ بنُ عَلِيِّ بنِ المُعَمَّرِ *
المُفْتِي، الوَاعِظُ الكَبِيْرُ، أَبُو سَعْدٍ المُعَمَّرُ بنِ عَلِيِّ بنِ المُعَمَّر بن أَبِي
(1) مرآة الزمان: 8 / 53، 54.
(2)
بشر بن موسى هو الأسدي ثقة حافظ مترجم في الجزء الثالث عشر من " السير " رقم (170) وهوذة: هو ابن خليفة الثقفي البكراوي صدوق، وعوف: هو ابن أبي جميلة الاعرابي روى له الجماعة، وسعيد بن أبي الحسن هو أخو الحسن البصري ثقة روي له الجماعة، وأخرجه أحمد 1 / 360 من طريقين عن عوف بهذا الإسناد، وأخرجه مسلم (2110) من طريق نصر بن علي الجهضمي عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن يحيى بن أبي إسحاق، عن سعيد ابن أبي الحسن، عن ابن عباس، وأخرجه البخاري (2225) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا يزيد بن زريع، أخبرنا عوف به، وفيه عندهما: فربا الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه، فقال له ابن عباس: ويحك إن أبيت إلا أن تصنع، فعليك بهذا الشجر، وكل شيء ليس فيه روح.
وأخرجه هو (5963) في اللباس، ومسلم (2110)(100) في اللباس والزينة، والنسائي: 8 / 215، وأحمد: 1 / 241 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن النضر بن أنس بن مالك، عن ابن عباس.
(*) المنتظم: 9 / 173 - 174، تاريخ الإسلام: 4: 179 / 2 - 180، العبر: 4 / 11، عيون التواريخ: 13 / 281، البداية: 12 / 175، ذيل طبقات الحنابلة: 1 / 107 - 110، النجوم الزاهرة: 5 / 205، شذرات الذهب: 4 / 14 - 15.
عِمَامَة البَغْدَادِيّ، الحَنْبَلِيّ.
وُلِدَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنِ: ابْنِ غَيْلَانَ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ بنِ المقتدِر، وَالحَسَن بنِ مُحَمَّدٍ الخَلَاّل، وَعَبْدِ العَزِيْزِ بن عَلِيٍّ الأَزَجِي، وَأَبِي القَاسِمِ التَّنُوخِي، وَرَوَى اليَسِيْرَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ نَاصر، وَأَبُو المُعَمَّر الأَنْصَارِيّ.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: درسَ الفِقْهَ عَلَى شُيُوْخِ زَمَانه، وَأَفتَى وَنَاظر، وَحَفِظَ مِنَ الآدَاب وَالشِّعر وَالنوَادِرِ فِي الجدِّ وَالهَزْلِ مَا لَمْ يَحفظْه غَيْرُه، وَانْفَرَدَ بِالوعظِ (1) ، وَانتفعُوا بِمَجَالِسه، فَكَانَ يُبْكِي النَّاسَ وَيُضْحِكهُم، وَلَهُ قبولٌ عَظِيْم عِنْد الخَاصِّ وَالعَامِّ، وَكَانَ لَهُ مِنْ حِدَّة الخَاطر، وَخِفَّةِ الرُّوح مَا شَاع وَذَاع وَاتَّفَقَ عَلَيْهِ الإِجْمَاعُ، وَكَانَ يَؤُمُّ بِالإِمَامِ الْمُقْتَدِي بِأَمرِ الله فِي التَّرَاويح وَيُنَادِمُهُ.
مَاتَ: فِي رَبِيْعٍ الأَوَّلِ، سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْس مائَة، وَشيَّعه خلق كَثِيْر، وَسَاقَ ابْنُ النَّجَّار نَوَادِرَ وَطِيبَ مُزَاحٍ لَهُ.
(1) ذكر له ابن الجوزي في " المنتظم ": 9 / 173، 174، والحافظ ابن رجب في " ذيل طبقات الحنابلة ": 1 / 107، 109، مجلس وعظ بجامع المهدي نصح به نظام الملك الوزير نصيحة تلمح فيها العلم الأصيل، وعزة المؤمن، ونزاهة القصد، وكمال الشفقة للمنصوح.
أكثر الله في المسلمين من أمثاله في عصرنا هذا
…
الذي شاع فيه المداهنون الذين يبتغون بنصحهم حطام الدنيا، والتزلف لأصحاب النفوذ، والمتطرفون الذين ينزعون إلى الغلو والتنطع، وسوء الظن والتهور، وكلاهما بمنأى عن صراط الله السوي، ونهجه الحكيم.