الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكَانَ غنِيّاً لَهُ ثَمَانِيَةَ عشرَ أَلفَ نَخلَةٍ.
وَقِيْلَ: كَانَ عفشاً زَرِيَّ اللِّباس (1) فِيْهِ بخل، فَنَهَاهُ الأَمِيْرُ عَنْ نَتف لِحْيته، وَتوعَّده، فَتكلّم يَوْماً بِشَيْءٍ أَعْجَبَ الأَمِيْرَ، فَقَالَ: سَلْنِي مَا شِئْت.
قَالَ: أَقطعنِي لحيتِي.
فَضَحِكَ، وَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ.
تُوُفِّيَ الحَرِيْرِيّ: فِي سَادِس رَجَب، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، بِالبَصْرَةِ، وَخلَّف ابْنِيْنَ: نَجم الدّين عَبْد اللهِ، وَقَاضِي البَصْرَةِ ضيَاء الإِسْلَام عُبيد الله، وَعُمُرُهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً.
269 - ابْنُ السَّمَرْقَنْديِّ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ *
الشَّيْخُ، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ المُتْقِنُ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ ابنُ المُقْرِئِ المُحَقِّقِ أَحْمَد بن عُمَرَ بنِ أَبِي الأَشْعَثِ بن السَّمَرْقَنْدي الدِّمَشْقِيُّ المَوْلِد، البَغْدَادِيُّ الدَّارِ، اللُّغَوِيّ، أَخُو المُحَدِّث إِسْمَاعِيْل.
سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ الخَطِيْب، وَعَبْدَ العَزِيْزِ الكَتَانِي، وَأَبَا نَصْرٍ بنَ طَلَاّب، وَعبدَ الدَّائِم الهِلَالِي بِدِمَشْقَ، وَأَبَا الحُسَيْنِ بن النَّقُّوْرِ، وَالصَّرِيفِيْنِي، وَعِدَّةً بِبَغْدَادَ، وَعبدَ الرَّحْمَن بن مُحَمَّدِ بنِ عَفِيْفٍ بِبُوشنج، وَعَلِيُّ بنَ مُوْسَى الموسوِي بِمَرْوَ، وَكَامِلَ بن إِبْرَاهِيْمَ الخَنْدَقِي بِجُرْجَان،
(1) ذكروا أنه جاء غريب يزوره، ويأخذ عنه شيئا، فلما رآه استقبح منظره، واستزراه، ففهم ذلك الحريري منه، فأملى عليه قوله:
ما أنت أول سار غره قمر * ورائد أعجبته خضرة الدمن
فاختر لنفسك غيري إنني رجل * مثل المعيدي فأسمع بي ولا ترني
(*) المنتظم: 9 / 238 - 239، الكامل في التاريخ: 10 / 605، تاريخ الإسلام: 4 / 223 / 2، دول الإسلام: 2 /، العبر: 4 / 37، تذكرة الحفاظ: 4 / 1263، المستفاد: 137 - 138، البداية والنهاية: 12 / 191، النجوم الزاهرة: 5 / 223، شذرات الذهب: 4 / 49.
وَالفَضْلَ بنَ المُحِبِّ، وَعِدَّةً بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبَا مَنْصُوْرٍ بن شكرويه وَطَبَقَتَهُ بِأَصْبَهَانَ.
وَعُنِيَ بِالحَدِيْثِ، وَكَتَبَ الكَثِيْرَ، وَكَانَ يَفهَم وَيَدْرِي، مَعَ الإِتْقَان وَالتَّحرِّي وَالدِّيْنِ، وَسَعَةِ الأَدبِ، وَكَانَ يَقرَأُ لنِظَام المُلك عَلَى الشُّيُوْخِ، وَيُفِيدُهُ.
خَرَّجَ لِنَفْسِهِ (المُعْجَمَ) .
مَوْلِدُهُ: سَنَةَ (444) .
حَدَّثَ عَنْهُ السِّلَفِيّ، وَقَالَ: كَانَ فَاضِلاً عَالِماً، ثِقَةً، ذَا لَسَنٍ وَعَرَبِيَّةٍ، إِذَا قرَأَ أَعربَ وَأَغرب.
قُلْتُ: مَاتَ فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَخَمْس مائَة، وَكَانَ أَبُوْهُ مِنْ كِبَارِ تَلَامذَةِ أَبِي عَلِيٍّ الأَهْوَازِيّ فِي القِرَاءات، وَسيَأْتِي أَخُوْهُ إِسْمَاعِيْلُ بنُ السَّمَرْقَنْدي.
قَالَ ابْنُ النَّجَّار: كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ يَكتُب مَلِيحاً، وَيَضْبِطُ صَحِيْحاً، كَانَ مَوْصُوَفاً بِالحِفْظ وَالثِّقَة.
رَوَى عَنْهُ: أَخُوْهُ، وَبِنْتُه كَمَال (1) ، وَابْنُ نَاصر، وَهِبَةُ اللهِ بن مُكرَّم، وَشَيْخَانَا ذَاكرُ بنُ كَامِلٍ، وَيَحْيَى بنُ بَوشٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الغَافِرِ فِي (السِّيَاق) :أَبُو مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدي شَابّ،
(1) هي المحدثة أم الحسن كمال بنت عبد الله بن أحمد السمرقندي، حدثت عن النعالي وطراد الزينبي، وقرئ عليها الجزء الثاني من أمالي إسماعيل المحاملي، وسمع عليها الجزء السادس والسابع والثامن من حديث المحاملي بسماعها من عمر بن علي الطوسي، وتوفيت سنة 558 سترد ترجمتها في الجزء العشرين برقم (276) .