الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بل نقُول إِن طرق المطرق الْجَاهِل شَيْئا من هَذِه الأوهام والتهم إِلَى هَذِه المعجزات لمعجزة مُوسَى فِي إنشقاق الْحجر أقبل للتهم فِي حق الْجَاهِل على مَا رَوَت الْيَهُود
وَذَلِكَ أَنهم رووا أَن الْحجر الَّذِي كَانَ تنفجر مِنْهُ الْأَنْهَار إِنَّمَا كَانَ حجرا وَاحِدًا عمله مُوسَى حَيْثُ صَار وَهَذَا مَحل تُهْمَة للجاهل وَأما الْعَالم فَلَا يُبَالِي بِهَذِهِ الأوهام وَلَا يطْرق إِلَى الْعلم التهم
ومعجزات نَبينَا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا كَانَ يَقُول إئتوني بِإِنَاء أَي إِنَاء وبماء أَي مَاء كَانَ كَمَا قدمنَا ولسنا ننكر إعجاز مَا أَتَى بِهِ مُوسَى بل نَحن أولى وأحق بمُوسَى مِنْكُم وَأعرف بِقَدرِهِ وبمحله عِنْد ربه وَإِنَّمَا هَذَا لَهُم على جِهَة الْإِلْزَام حَتَّى يزعنوا بِصِحَّة معجزات نَبينَا مُحَمَّد عليه السلام
الْفَصْل الرَّابِع تَكْثِير الطَّعَام معْجزَة لَهُ صلى الله عليه وسلم
من ذَلِك مَا تضافرت بِهِ الرِّوَايَات واشتهر عِنْد أهل الديانَات وَنَقله الْعُدُول الثِّقَات من حَدِيث أبي طَلْحَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَطَم ثَمَانِينَ أَو سبعين من أَقْرَاص شعير جَاءَ بهَا أنس تَحت ابطه وَذَلِكَ أَنه صلى الله عليه وسلم أَمر بهَا ففتت وَقَالَ فِيهَا مَا شَاءَ الله أَن يَقُول
وَكَذَلِكَ أطْعم يَوْم الخَنْدَق ألف رجل من صَاع من شعير وعناق
قَالَ جَابر بن عبد الله فأقسم بِاللَّه لأكلوا حَتَّى تَرَكُوهُ وانحرفوا وَإِن برمتنا لتغط كَمَا هِيَ وَإِن عجيننا ليخبز وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بَصق فِي الْعَجِين والبرمة ودعا بِالْبركَةِ وَكَذَلِكَ صنع أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَلأبي بكر من الطَّعَام زهاء مَا يكفيهما فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ادْع ثَلَاثِينَ من أَشْرَاف الْأَنْصَار فَدَعَاهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ ثمَّ قَالَ ادْع سِتِّينَ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثمَّ قَالَ ادْع سبعين فَأَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ وَمَا خرج مِنْهُم أحد حَتَّى أسلم
قَالَ أَبُو أَيُّوب فَأكل من طَعَامي مائَة وَثَمَانُونَ رجلا
وَكَذَلِكَ حَدِيث سَمُرَة بن جُنْدُب أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَتَى بقصعة فِيهَا لحم فتعاقبوها من غدْوَة حَتَّى اللَّيْل يقوم قوم وَيقْعد آخَرُونَ
وَمن ذَلِك حَدِيث عبد الرحمن بن أبي بكر قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم ثَلَاثِينَ وَمِائَة وَذكر فِي الحَدِيث أَنه عجن صَاع من طَعَام وصنعت شَاة فشوى سَواد بَطنهَا قَالَ وَايْم الله مَا من الثَّلَاثِينَ وَالْمِائَة إِلَّا وَقد حز لَهُ حزة من سَواد بَطنهَا ثمَّ جعل مِنْهَا قصعتين فأكلنا أَجْمَعِينَ وَفضل فِي القصعتين وَحَمَلته على الْبَعِير
وَمن ذَلِك الْخَبَر الْمَشْهُور فِي غزَاة تَبُوك وَذَلِكَ أَنهم أَصَابَتْهُم مجاعَة شَدِيدَة حَتَّى هموا بنحر حمائلهم فَجمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَا بقى من أزواد الْقَوْم فَكَانَ الرجل يَجِيء بكف ذرة وبكف تمر وَبسط نطعا حَتَّى أجتمع على النطع من ذَلِك شَيْء يسير فدعى عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْبركَةِ قَالَ خُذُوا فِي أوعيتكم فَأخذُوا حَتَّى مَا تركُوا فِي الْعَسْكَر وعَاء إِلَّا ملأوه فَقَالَ عِنْد ذَلِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله لَا يلقى الله بهما عبد غير شَاك فيهمَا فيحجب عَن الْجنَّة
وَمن ذَلِك خَبره فِي تَزْوِيج زَيْنَب وَذَلِكَ أَنه أَمر خادمه أنسا أَن يَدْعُو لَهُ النَّاس فَدَعَاهُمْ فَاجْتمعُوا حَتَّى امْتَلَأَ الْبَيْت والحجرة وَقدم إِلَيْهِم تورا من حِجَارَة فِيهِ حيس أهدته لَهُ أم سليم فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ليتحلق عشرَة عشرَة وليأكل كل إِنْسَان مِمَّا يَلِيهِ قَالَ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثمَّ خَرجُوا وَدخلت طَائِفَة أُخْرَى حَتَّى أكلُوا كلهم وَكنت قَالَ أنس لم أدع إنْسَانا إِلَّا دَعوته قَالَ أنس ثمَّ قَالَ لي ارْفَعْ التور فَرَفَعته فَمَا أَدْرِي حِين وضعت كَانَ أَكثر أم حِين رفعت
وَمثل هَذَا تَقوله فِي قدح لبن أهْدى لَهُ
وَمن هسذا حَدِيث مزود أبي هُرَيْرَة وَذَلِكَ أَن النَّاس أَصَابَتْهُم مجاعَة شَدِيدَة فِي بعض أَسْفَاره فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لأبي هُرَيْرَة هَل من شَيْء قَالَ قلت نعم شَيْء من تمر فِي المزود قَالَ فآتى بِهِ فَأدْخل يَده فَأخْرج قَبْضَة فبسطها ودعا بِالْبركَةِ