الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كَمَا قَالَ الله تَعَالَى فيهم {مُحَمَّد رَسُول الله وَالَّذين مَعَه أشداء على الْكفَّار رحماء بَينهم تراهم ركعا سجدا يَبْتَغُونَ فضلا من الله ورضوانا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم من أثر السُّجُود}
وَنحن الْآن نذْكر بعض مَا أكْرمه الله تَعَالَى بِهِ
من ذَلِك مَا علمنَا من أَحْوَالهم على الْقطع
وَذَلِكَ أَنهم بعد موت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تعرضوا لقِتَال كل من خالفهم من أهل الأَرْض يهوديهم ونصرانيهم مجوسيهم ووثنيهم عربيهم وعجميهم على قلَّة عَددهمْ ونزارة عَددهمْ فقارعوا الْأَبْطَال وَسبوا الذرارى وَالْأَمْوَال وأسروا العتاة وَقتلُوا الرِّجَال وعَلى هَذَا انقرض عصرهم
وَمَعَ ذَلِك فَلم يرو قطّ عَنْهُم أَنهم ولوا مُدبرين وَلَا رجعُوا منهزمين بل كَانُوا يرجعُونَ غَالِبين وبعدوهم ظافرين وَعَلَيْهِم ظَاهِرين هَذَا مَعَ كَثْرَة من كَانَ يجْتَمع عَلَيْهِم من عدوهم وَمن وقف على فتوحات الشَّام علم أَن دين الْحق هُوَ دين الْإِسْلَام فَلَقَد اجْتمع عَلَيْهِم من عدوهم بِالشَّام ثَلَاث مائَة ألف وَنَحْوهَا بل قد قَالَ الْوَاقِدِيّ ثَمَان مائَة ألف من النَّصَارَى المستعربة وَغَيرهم وهم زهاء ثَلَاثِينَ ألف خيلهم ورجلهم فقارعوهم مقارعة الْكِرَام وصبروا صَبر من صدق مَا وعده بِهِ نبيه مُحَمَّد عليه الصلاة والسلام فأظفرهم الله عَلَيْهِم ومنحهم رقابهم وأورثهم أَمْوَالهم وديارهم
وَهَكَذَا فعل الله مَعَهم غير مَا مرّة وَلَا يشك فِي أَن هَذَا كَرَامَة من الله لَهُم وَأمر خارق للْعَادَة فِي حَقهم فَإِن الْعَادة أَن من أَكثر من مقارعة الشجعان فَلَا بُد لَهُ من أَن يصاب وَلَو فِي وَقت من الزَّمَان وَمَا اتّفق لَهُم وَإِن كَانَ كَرَامَة لَهُم فَهُوَ آيَة لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَنه قد كَانَ بشرهم بذلك وَأخْبرهمْ بِكُل مَا طَرَأَ لَهُم هُنَالك
فقد ثَبت أَنه عليه السلام قَالَ تغزو قيام من النَّاس فَيُقَال لَهُم هَل فِيكُم من رأى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُونَ نعم فَيفتح لَهُم ثمَّ تغزو قيام من النَّاس فَيُقَال لَهُم هَل فِيكُم من رأى من رأى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُونَ نعم
فَيفتح لَهُم ثمَّ تغزو قيام فَيُقَال لَهُم هَل فِيكُم من رأى من رأى من رأى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَيُقَال نعم فَيفتح لَهُم
وَهَذَا مِنْهُ صلى الله عليه وسلم إِخْبَار بنصر أَصْحَابه وَنصر تابعيهم وتابعي تابعيهم ثَلَاثَة قُرُون وَهَذِه الْأَعْصَار هَكَذَا انقرضت لم يزل نصر الله لَهُم وعونه مَعَهم تَصْدِيقًا لنَبيه وإكراما لأَصْحَابه رضي الله عنهم وجازاهم عَنَّا بِأَفْضَل مَا جازى أحدا عَن أحد
وَمن ذَلِك مَا ظهر على أحد مِنْهُم مِمَّا قدمنَا ذكره حَيْثُ ذكرنَا أَن طَائِفَة مِنْهُم أكلت السم مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَلم يَضرهَا وَقد ذكرنَا حَدِيث الْمَرْأَة المهاجرة الَّتِي مَاتَ ابْنهَا فَقَالَت اللَّهُمَّ إِن كنت تعلم أَنِّي هَاجَرت إِلَيْك وَإِلَى نبيك فَلَا تحملنِي هَذِه الْمُصِيبَة فحيى وَأكل مَعَهم وَكَذَلِكَ ذكرنَا مقَالَة ثَابت بن قيس بن شماس بعد مَوته وَكَلَام زيد بن خَارِجَة بعد مَوته فِيمَا تقدم فَلَا معنى لاعادته فَلْتنْظرْ فِيمَا تقدم
وَمن ذَلِك خبر ابْن عمر رضي الله عنه أَنه كَانَ فِي بضع أَسْفَاره فلقى جمَاعَة وقفُوا على الطَّرِيق خوفًا من السَّبع فطرد السَّبع عَن طريقهم ثمَّ قَالَ إِنَّمَا يُسَلط الله على ابْن آدم مَا يخافه وَلَو أَنه لم يخف غير الله لم يُسَلط عَلَيْهِ شَيْء
وَمن ذَلِك حَدِيث الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ بَعثه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي غزَاة فحال بَينهم وين الْموضع الَّذِي يريدونه قطة من الْبَحْر فَدَعَا الله بإسمه الْأَعْظَم وَمَشوا على المَاء
وَمن ذَلِك أَن عباد بن بشيرأوأسد بن خضير خرجا من عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فأضاء لَهما رَأس عَصا أَحدهمَا كالسراج وَقد قدمنَا مثل هَذَا وَمن ذَلِك أَن سلمَان أَو أَبَا الدَّرْدَاء كَانَت بَينهمَا قَصْعَة فسبحت حَتَّى سمعا تسبيحها وَقد تظاهرت الْأَخْبَار بِأَن جمَاعَة مِنْهُم رَأَوْا الْمَلَائِكَة وَكَانَت تسلم عَلَيْهِم مثل عمرَان بن حُصَيْن واسيد ابْن حضير وَالْأَخْبَار فِي هَذَا كَثِيرَة