الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من ذَلِك التُّرَاب فَهَزَمَهُمْ الله وَرَجَعُوا على أَعْقَابهم يمسحون عَن أَعينهم
وَمن ذَلِك الْخَبَر الْمَشْهُور عَن أبي هُرَيْرَة أَنه كَانَ كثير النسْيَان فَأمره ببسط ثَوْبه فغرف بِيَدِهِ ثمَّ أمره بضمه فَفعل فَمَا نسى شَيْئا بعد
وَالْأَخْبَار فِي هَذَا كَثِيرَة جدا تفوق الْحصْر
الْفَصْل الْحَادِي عشر فِي مَا أخبر بِهِ مِمَّا أطلعه الله من الْغَيْب صلى الله عليه وسلم
هَذَا الْمَوْضُوع بَحر لَا يدْرك قَعْره وَلَا ينزف غمره وَهُوَ من جملَة آيَاته الْمَعْلُومَة على الْقطع الْوَاصِلَة إِلَيْنَا من طَرِيق التَّوَاتُر لِكَثْرَة الحكايات وإنتشار الرِّوَايَات مَعَ اتفاقها على أَنه مطلع على كثير من الْغَيْب فَهَذَا تَوَاتر معنوي يحصل بِهِ الْعلم الْقطعِي وَهَكَذَا أَكثر الْفُصُول الْمُتَقَدّمَة وَالْأَخْبَار المتلقاة عَنهُ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْمَوْضُوع قِسْمَانِ قسم وَقع وَوجد كَمَا أخبر بِهِ وَقسم آخر لم يَقع لكَونه لم يبلغ وقته وسيقع وَلَا بُد وَلذَلِك هُوَ منتظر الْوُقُوع وَنحن إِنَّمَا نذْكر فِي هَذَا الْفَصْل مَا وَقع وَوجد حسب مَا أخبر بِهِ إِذْ بِهِ تقع الْحجَّة وَعِنْده يظْهر الإعجاز
من ذَلِك حَدِيث حُذَيْفَة قَالَ قَامَ فِينَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مقَاما فَمَا ترك شَيْئا فِي مقَامه ذَلِك يكون إِلَى قيام السَّاعَة إِلَّا حَدثهُ حفظه من حفظه ونسيه من نَسيَه قد علمه أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ وَأَنه ليَكُون مِنْهُ الشَّيْء فأعرفه فأذكره كَمَا يذكر الرجل وَجه الرجل إِذا غَابَ عَنهُ ثمَّ إِذا رَآهُ عرفه ثمَّ قَالَ لَا أَدْرِي أنسى أَصْحَابِي أم تناسوه وَالله مَا ترك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من قَائِد فتْنَة إِلَى أَن تَنْقَضِي الدُّنْيَا يبلغ من مَعَه ثَلَاث مائَة فَصَاعِدا إِلَّا وَقد سَمَّاهُ لنا بإسمه وَاسم أَبِيه وقبيلته
وَقَالَ أَبُو ذَر لقد تركنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَمَا من طَائِر يُحَرك جناحيه فِي السَّمَاء إِلَّا ذكر لنا مِنْهُ علما
وَقد خرج أهل الصَّحِيح فِي كتبهمْ واشتهر عَن الْأَئِمَّة مَا أعلم بِهِ أَصْحَابه مِمَّا وعدهم بِهِ من الظُّهُور على أعدائه وَفتح مَكَّة وَبَيت الْمُقَدّس واليمن وَالشَّام وَالْعراق وَظُهُور الْأَمْن حَتَّى تظعن الْمَرْأَة من الْحيرَة إِلَى مَكَّة لَا تخَاف إِلَّا الله وَأَن الْمَدِينَة لَا تغزى
وَكَذَلِكَ أعلم بِفَتْح خَيْبَر على يَد عَليّ بن أبي طَالب فِي غَد يَوْمه وَبِمَا فتح الله على أمته من الدُّنْيَا وَيُؤْتونَ من زهرتها وقسمتهم كنوز كسْرَى وَقَيْصَر وَمَا يحدث بَينهم من الْفِتَن والإختلاف والأهواء وسلوك سَبِيل من قَتلهمْ وإفتراقهم على ثَلَاث وَسبعين فرقة النَّاجِية مِنْهَا وَاحِدَة وَأَنَّهَا سَتَكُون لَهُم أنماط وَيَغْدُو أحدهم فِي حلَّة وَيروح فِي أُخْرَى وتوضع على يَدَيْهِ صحيفَة وترفع أُخْرَى ويسترون بُيُوتهم كَمَا تستر الْكَعْبَة وَأَنَّهُمْ إِذا مَشوا المطيطا وجد مِنْهُم بَنَات فَارس وَالروم رد الله بأسهم بَينهم وسلط شرارهم على خيارهم
وإخباره على قتال التّرْك والخزر وَالروم وَذَهَاب كسْرَى وَفَارِس حَتَّى لَا كسْرَى بعده وَذَهَاب قَيْصر حَتَّى لَا قَيْصر بعده وإخباره عَن الرّوم لَا تزَال ذَات أَقْرَان حَتَّى تقوم السَّاعَة وإخباره بِملك بني أُميَّة وَولَايَة مُعَاوِيَة ووصاه وإتخاذ بني أُميَّة ملك الله دولا وإخباره عَن خُرُوج ولد الْعَبَّاس بالرايات السود وملكهم أَضْعَاف مَا ملكوا وَخُرُوج الْمهْدي وإخباره بِمَا ينَال أهل بَيته من الْقَتْل والشدائد وإخباره عَن قتل عَليّ وَقَوله إِن أشقاها الَّذِي يخضب هَذِه من هَذِه يُرِيد لحيته من رَأسه وإخباره بقتل عُثْمَان وَهُوَ يقْرَأ الْمُصحف وَأَنه سيقطر دَمه على قَوْله تَعَالَى {فَسَيَكْفِيكَهُم الله وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم} وَقَوله صلى الله عليه وسلم عَسى الله أَن يلبسك قَمِيصًا فَإِن أرادوك على خلعه فَلَا تخلعه يُرِيد بذلك مَا ولاه من الْخلَافَة وَمَا أَرَادوا من خلعه
وَمن ذَلِك خبر حَاطِب بن أبي بلتعة وَذَلِكَ أَنه كتب كتابا لأهل مَكَّة يُخْبِرهُمْ فِيهِ بغزو رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إيَّاهُم وإخفاء ذَلِك الْكتاب وَلم يطلع عَلَيْهِ أحدا وَدفعه إِلَى إمرأة فَجَعَلته فِي عقاصها