الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(25) - (656) - بَابُ الظِّهَارِ
(46)
- 2030 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ،
===
(25)
- (656) - (باب الظهار)
الظهار - بكسر الظاء المعجمة - لغةً: مصدر ظاهر الرباعي، يقال: ظاهر الرجل ظهارًا ومظاهرةً؛ إذا بارز لقرنه.
وشرعًا: هو قول الرجل لامرأته: أنت علي كظهر أمي.
قال الحافظ ابن حجر: واختلف فيما إذا لم يعين الأم؛ كأن قال: أنت كظهر أختي مثلًا: فعن الشافعي في القديم: لا يكون ظهارًا، بل يختص الظهار بالأم؛ كما ورد في القرآن، وكذا حديث خولة التي ظاهر منها أوس، وقال في الجديد: يكون ظهارًا، وهو قول الجمهور. انتهى، انتهى من "العون".
* * *
(46)
- 2030 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا محمد بن إسحاق) بن يسار المطلبي مولاهم، صدوق، بل ثقة، من الخامسة، مات سنة خمسين ومئة، ويقال بعدها. يروي عنه:(م عم).
(عن محمد بن عمرو بن عطاء) القرشي العامري المدني، ثقة، من الثالثة، مات في حدود العشرين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن سليمان بن يسار) الهلالي مولاهم؛ مولى ميمونة أم المؤمنين المدني، ثقة فاضل، أحد الفقهاء السبعة، من كبار الثالثة، مات بعد المئة، وقيل قبلها. يروي عنه:(ع).
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ الْبَيَاضِيِّ قَالَ: كُنْتُ امْرَأً أَسْتَكْثِرُ مِنَ النِّسَاءِ لَا أُرَى رَجُلًا كَانَ يُصِيبُ مِنْ ذَلِكَ مَا أُصِيبُ، فَلَمَّا دَخَلَ رَمَضَانُ .. ظَاهَرْتُ مِنِ امْرَأَتِي حَتَّى يَنْسَلِخَ رَمَضَانُ، فَبَيْنَمَا هِيَ تُحَدِّثُنِي ذَاتَ لَيْلَةٍ .. انْكَشَفَ لِي مِنْهَا شَيْءٌ فَوَثَبْتُ عَلَيْهَا فَوَاقَعْتُهَا،
===
(عن سلمة بن صخر) بن سلمان بن الصمة الأنصاري الخزرجي، ويقال: سلمان، ويقال له:(البياضي) نسبة إلى بني بياضة، بطن من الأنصار، الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، ظاهر من امرأته. يروي عنه:(د ت ق).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) سلمة بن صخر: (كنت امرأً أستكثر) أي: أكثر (من) جماع (النساء) وهو كناية عن كثرة شهوته في النساء ووفور قوته على الجماع (لا أرى رجلًا كان يصيب من ذلك) أي: من جماع النساء مثل (ما أصيب) أنا منه، ولا يقوى مثل قوتي على ذلك (فلما دخل رمضان .. ظاهرت من امرأتي) أي: قلت لها: أنت على كظهر أمي (حتى ينسلخ) ويتم وينقضي (رمضان).
قال الطيبي: فيه دليل على أن الظهار المؤقت يصح كالمطلق منه؛ وهو ما إذا ظاهر من امرأته إلى مدة، ثم أصابها قبل انقضاء تلك المدة.
واختلفوا فيه إذا بر ولم يحنث: فقال: مالك وابن أبي ليلى: إذا قال لامرأته: أنت على كظهر أمي إلى الليل .. لزمته الكفارة وإن لم يقربها، وقال أكثر أهل العلم: لا شيء عليه إذا لم يقربها، وجعل الشافعي في الظهار المؤقت قولين، أحدهما: أنه ليس بظهار، قاله الخطابي في "المعالم".
(فبينما هي) أي: امرأتي (تحدثني) أي: تتحدث معي (ذات ليلة) أي: ليلة من ليالي رمضان .. (انكشف لي) أي: ظهر لي (منها) أي: من بدنها (شيء، فوثبت عليها) أي: هجمت عليها (فواقعتها) أي: جامعتها
فَلَمَّا أَصْبَحْتُ .. غَدَوْتُ عَلَى قَوْمِي فَأَخْبَرْتُهُمْ خَبَرِي وَقُلْتُ لَهُمْ: سَلُوا لِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: مَا كُنَّا لِنَفْعَلَ، إِذًا يُنْزِلُ اللهُ عز وجل فِينَا كِتَابًا أَوْ يَكُونُ فِينَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلٌ قَيَبْقَى عَلَيْنَا عَارُهُ، وَلكِنْ سَوْفَ نُسَلِّمُكَ لِجَرِيرَتِكَ، اذْهَبْ أَنْتَ فَاذْكُرْ شَأْنَكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَنْتَ بِذَاكَ؟ "،
===
(فلما أصبحت) أي: دخلت في الصباح .. (غدوت) أي: بكرت (على قومي، فأخبرتهم خبري) أي: خبر ما جرى بيني وبين امرأتي.
(وقلت لهم) أي: لقومي: (سلوا) أي: اسألوا (لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا) لي: (ما كنا لنفعل) لك ذلك السؤال، (إذًا) أي: إذا سألنا لك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك الذي فعلت أنت .. (ينزل الله عز وجل فينا) أي: في سؤالنا ذلك (كتابًا) يُقرأ (أو يكون فينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قول) أي: قول شديد لأجل غضبه علينا (فيبقى علينا) آخر الأبد (عاره) أي: عار ما سألنا لك عنه وعيبه، أو عار قول الرسول لنا.
(ولكن سوف نسلمك) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (لجريرتك) أي: لجريمتك وذنبك الذي فعلت، (اذهب أنت) بنفسك (فاذكر شأنك) وقصتك مع امرأتك (لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال) سلمة بن صخر: (فخرجت) من بيتي، وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (حتى جئته، فأخبرته الخبر) أي: خبر ما جرى بيني وبين امرأتي.
(فـ) لما أخبرته (قال) لي (رسول الله صلى الله عليه وسلم: أ (أنت) فعلت (بذاك) الأمر الذي ذكرته لي؟ والباء في قوله: "بذاك" زائدة؛ أي: أفعلت ذلك الأمر الذي ذكرته لي من ظهار امرأتك، ثم وقوعك عليها؟
فَقُلْتُ: أَنَا بِذَاكَ، وَهَأَنَا يَا رَسُولَ اللهِ صَابِرٌ لِحُكْمِ اللهِ عَلَيَّ، قَالَ:"فَأَعْتِقْ رَقَبَةً"، قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ؛ مَا أَصْبَحْتُ أَمْلِكُ إِلَّا رَقَبَتِي هَذِه،
===
(فقلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم (أنا) فعلت (بذاك) الأمر الذي أخبرته لك من الظهار عنها، ثم الجماع بها (وها) أي: وانتبه واستمع (أنا يا رسول الله صابر لحكم الله على) أي: صابر على قبول حكمٍ حكمه الله تعالى علي، أي: منقاد له راضٍ به (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فأعتق رقبة) أي: نفسًا مؤمنة بالله تعالى عن كفارة ظهارك.
(قال) سلمة: فـ (قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (و) أقسمت لك بالإله (الذي بعثك بالحق، ما أصبحت) أي: ما كنت في صباح يومي هذا (أملك إلا رقبتي هذه) الحاضرة عندك.
وظاهر قوله: "أعتق" عدم اشتراط كونها مؤمنة، وبه قال عطاء والنخعي وأبو حنيفة، وقال مالك والشافعي وغيرهما: لا يجوز ولا يجزئ إعتاق الكافرة؛ لأن هذا مطلق مقيد بما في كفارة القَتْلِ من اشتراطِ الإيمان.
وأجيب عنه: بأن تقييد حكم بما في حكم آخر مخالف لا يصح، ولكنه يؤيد اعتبار الإسلام حديث معاوية بن الحكم السلمي؛ فإنه لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن إعتاق جاريته عن الرقبة التي عليه، قال لها:"أين الله؟ " قالت: في السماء، فقال:"من أنا؟ "، فقالت: رسول الله، قال:"فأعتقها؛ فإنها مؤمنة"، ولم يستفصله عن الرقبة التي عليه، وتَرْكُ الاستفصالِ في مقامِ الاحتمال يُنزَّلُ منزلةَ العموم في المقال، كذا في "النيل" وغيره، قلت: فيه شيء، فتفكَّر. انتهى من "التحفة".
قَالَ: "فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابعَيْنِ"، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَهَلْ دَخَلَ عَلَيَّ مَا دَخَلَ مِنَ الْبَلَاءِ إِلَّا بِالصَّوْم، قَالَ:"فَتَصَدَّقْ وَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا"،
===
وقوله: "حرر رقبة" قال الخطابي: فيه دليل على أنه إذا أَعْتَق رقبةً ما كانَتْ من صغير أو كبير أعور كان أو أعرج .. فإنه يجزئه، إلا ما يمنع دليل الإجماع منه؛ وهو الزمن الذي لا حركة له. انتهى.
(قال) النبي صلى الله عليه وسلم لسلمة بن صخر: (فصم شهرين متتابعين) أي: متواليين بفاء الترتيب (قال) سلمة: (قلت) له صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله) لا أستطيع؛ كما في رواية الترمذي (وهل دخل على ما دخل) علي (من البلاء) أي: من بلاء الكفارة ومشقتها (إلا بالصوم) أي: إلا بسبب فطري من الصوم بالجماع.
فـ (قال) لي النبي صلى الله عليه وسلم: (فتصدق) على ستين مسكينًا ستين مدًا (و) قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (أطعم ستين مسكينًا) لكل مسكين مدًا، أخذ بظاهره الثوري وأبو حنيفة وأصحابه، فقالوا: الواجب لكل مسكين صاع من تمر أو ذرة أو شعير أو زبيب، أو نصف صاع من بر.
وقال الشافعي: إن الواجب لكل مسكين مد، وتمسك بالروايات التي فيها ذكر العرق، وتقديره بخمسة عشر صاعًا.
وظاهر الحديث: أن الكفارة لا تسقط بالعجز عن جميع أنواعها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعانه بما يكفر به بعد أن أخبره أنه لا يجد رقبة، ولا يتمكن من إطعام، ولا يطيق الصوم، وإليه ذهب الشافعي وأحمد في روايته عنه، وذهب قوم إلى السقوط، وذهب آخرون إلى التفصيل، فقالوا: تسقط كفارة صوم لا غيرها من الكفارات، كذا في "النيل". انتهى من "العون".
قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقّ، لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ مَا لَنَا عَشَاءٌ، قَالَ:"فَاذْهَبْ إِلَى صَاحِبِ صَدَقَةِ بَنِي زُرَيْقٍ فَقُلْ لَهُ فَلْيَدْفَعْهَا إِلَيْكَ، وَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا وَانْتَفِعْ بِبَقِيَّتِهَا".
===
(قال) سلمة: (قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي بعثك بالحق؛ لقد بتنا) أنا وأهلي (ليلتنا هذه) البارحة؛ أي: القريبة والحال أنه (ما لنا عشاء) -بفتح المهملة- وهو ما يؤكل أوائل الليل، فـ (قال) له النبي صلى الله عليه وسلم:(فاذهب إلى صاحب صدقة بني زريق) - بتقديم الزاي على الراء - أي: عاملها (فقل له): ادفع إليَّ من صدقتك (فليدفعها) أي: فليدفع صدقة التمر وزكاته (إليك، وأطعم ستين مسكينًا) لكل مسكيني مُدٌّ منها (وانتفع) أنت وأهلك (ببقيتها) أي: بما بقي وفضل عن كفارتك عندك، وفي رواية أبي داوود زيادة:(قال عبد الله ابن إدريس: وبياضة: بطن من زريق) وهو بياضة بن عامر بن زريق بن عبد بن حارثة بن مالك بن زيد مناة، من ولد جشم بن الخزرج، كذا في "تاج العروس". انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الطلاق، باب في الظهار، والترمذي في كتاب الطلاق، باب ما جاء في كفارة الظهار، وأحمد في "المسند".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث سلمة بن صخر بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(47)
- 2031 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: تَبَارَكَ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ كُلَّ شَيْءٍ، إِنِّي لَأَسْمَعُ كَلَامَ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ
===
(47)
- 2031 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن أبي عبيدة) بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود المسعودي الكوفي، اسم أبيه: عبد الملك، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس ومئتين (205 هـ). يروي عنه:(م د س ق).
(حدثنا أبي) عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي أبو عبيدة المسعودي، ثقة، من السابعة. يروي عنه:(م د س ق).
(عن) سليمان (الأعمش) الكاهلي الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن تميم بن سلمة) السلمي الكوفي، ثقة، من الثالثة، مات سنة مئة (100 هـ). يروي عنه:(م د س ق).
(عن عروة بن الزبير) الأسدي المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين (94 هـ). يروي عنه:(ع).
(قال) عروة: (قالت عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(تبارك) أي: تزايد وتكاثر خير الإله (الذي وسع سمعه كل شيء) من المسموعات (إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة) بن أصرم الأنصارية الخزرجية الصحابية رضي الله تعالى عنها؛ وهي التي ظاهر منها زوجها، فنزلت فيها
وَيَخْفَى عَلَيَّ بَعْضُهُ وَهِيَ تَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ تَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَكَلَ شَبَابِي وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي حَتَّى إِذَا كَبِرَتْ سِنِّي وَانْقَطَعَ وَلَدِي .. ظَاهَرَ مِنِّي، اللَّهُمَّ؛ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ، فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى نَزَلَ جِبْرَائِيلُ بِهَؤُلَاءِ
===
سورة {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ} (1)، ويقال لها: خويلة - بالتصغير - وزوجُهَا: أوس بن الصامت. يروي عنها: (د).
أي: لأسمع بعض كلامها (و) الحال أنه (يَخْفَى عليَّ بعضُه) أي: بعضُ كلامها (وهي) أي: والحال أنها (تشتكي زوجها) أي: تخبر حال زوجها (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل الشكوى منه (وهي) أي: والحال أنها (تقول) في شكواها منه (يا رسول الله؛ أكل) زوجي (شبابي) أي: انتفع به (ونثرت) أي: بسطت وشرحت (له بطني) بالولادة منه؛ تعني: أنها أكثرت له الأولاد؛ تريد أنها كانت شابة تلد الأولاد عنده، يقال: امرأة نثور: كثيرة الأولاد.
(حتى إذا كبرت) بكسر الموحدة (سني) وكنت كبيرة السن (وانقطع ولدي) أي: انقطعت وتوقفت ولادتي له .. (ظاهر مني) أي: قال لي: أنت علي كظهر أمي، وكان طلاقًا في الجاهلية، ثم قالت خولة:(اللهم؛ إني أشكو إليك) أي: إلهي؛ أخبر إليك حال زوجي على سبيل الشكوى، فاسمع لي سماع قبول.
قالت عائشة: (فما برحت) وزالت خولة تشتكي إلى الله (حتى نزل جبرائيل) الأمين عليه السلام من السماء إلى النبي صلى الله عليه وسلم (بهؤلاء
(1) سورة المجادلة: (1).
الْآيَاتِ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ
…
}.
===
الآيات) التي كانت أوائل سورة المجادلة؛ وهي قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ
…
} (1).
وهذا الأثر شارك المؤلف في روايته: البخاري؛ أخرجه في كتاب التوحيد، في باب وكان سميعًا بصيرًا، والنسائي؛ أخرجه في كتاب الطلاق، باب الظهار، وقد سبق تخريجه للمؤلف في كتاب السنة، باب فيما أنكرت الجهمية (188).
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
قال السندي: قول عائشة: (وسع سمعه كل شيء) أي: يدرك كل صوت (ويخفى علي) تريد أنها تشكو سرًّا حتى خفي عليها بعض كلامها وأنا حاضرة كلامها. انتهى.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم
(1) سورة المجادلة: (1).