الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(8) - (639) - بَاب: أَيْنَ تَعْتَدُّ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا
؟
(16)
- 2000 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَكَانَتْ تَحْتَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ أُخْتَهُ الْفُرَيْعَةَ بِنْتَ مَالِكٍ قَالَتْ: خَرَجَ زَوْجِي فِي طَلَبِ أَعْلَاجٍ لَهُ،
===
(8)
- (639) - (باب: أين تعتد المتوفى عنها زوجها؟ )
(16)
- 2000 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان) الأزدي الكوفي، صدوق يخطئ، من الثامنة، مات سنة تسعين ومئة (190 هـ)، أو قبلها. يروي عنه:(ع).
(عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجْرَةَ) البَلَوِيِّ المدني حليف الأنصار، ثقة، من الخامسة، مات بعد الأربعين ومئة. يروي عنه:(عم).
(عن) عمته (زينب بنت كعب بن عجرة) زوج أبي سعيد الخدري، مقبولة، من الثانية، ويقال: لها صحبة. يروي عنها: (عم).
(وكانت تحت أبي سعيد الخدري أن أخته) أي: أن أخت أبي سعيد (الفريعة) بضم الفاء وفتح الراء مصغرًا (بنت مالك) بن سنان -بكسر أوله- الأنصارية الصحابية، لها حديث قضى به عثمان بن عفان في العدة، ويقال لها: الفارعة، ولقبها كبشة.
وفي رواية أبي داوود زيادة: (أخبرتها) أي: أخبرت الفريعة لزينب بنت كعب (قالت) الفريعة: (خرج زوجي) لم أر من ذكر اسمه (في طلب أعلاج) جمع علج؛ وهو الرجل من العجم، والمراد: في طلب عبيد (له) أَبِقُوا وهَرَبوا
فَأَدْرَكَهُمْ بِطَرَفِ الْقَدُومِ فَقَتَلُوهُ، فَجَاءَ نَعْيُ زَوْجِي وَأَنَا فِي دَارٍ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ شَاسِعَةٍ عَنْ دَارِ أَهْلِي، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ جَاءَ نَعْيُ زَوْجِي وَأَنَا فِي دَارٍ شَاسِعَةٍ عَنْ دَارِ أَهْلِي وَدَارِ إِخْوَتِي، وَلَمْ يَدَعْ مَالًا يُنْفَقُ عَلَيَّ وَلَا مَالًا وَرِثْتُهُ وَلَا دَارًا يَمْلِكُهَا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِي فَأَلْحَقَ بدَارِ أَهْلِي وَدَارِ إِخْوَتِي؛ فَإِنَّهُ أَحَبُّ إِلَيَّ وَأَجْمَعُ لِي فِي بَعْضِ أَمْرِي قَالَ:"فَافْعَلِي إِنْ شِئْتِ"، قَالَتْ: فَخَرَجْتُ
===
منه (فأدركهم) أي: لحقهم (بطرف القدوم) -بفتح القاف وتشديد الدال وتخفيفها أيضًا- اسم موضع على ستة أميال من المدينة المنورة، (فقتلوه) أي: فقتل الأعلاج زوجي (فجاء) إلينا (نعي زوجي) أي: خبر قتله (وأنا في دار من دور الأنصار) استأجرها لي زوجي (شاسعة) أي: بعيدة تلك الدار (عن دار أهلي) وأقاربي.
(فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت) له: (يا رسول الله؛ جاء) ني (نعي زوجي) أي: خبر موته (وأنا) كنت ساكنة (في دار شاسعة) أي: بعيدة (عن دار أهلي) وأقاربي (و) عن (دار إخوتي، ولم يدع) أي: ولم يترك لي زوجي (مالًا يُنْفَقُ عليَّ ولا مالًا ورثته) منه (ولا دارًا يملكها، فإن رأيت) يا رسول الله (أن تأذن لي) في الخروج من سَكَنِي (فَأَلْحَقَ) بالنصب معطوف على (تأذن) مضارع مسند إلى المتكلمة (بدار أهلي ودار إخوتي) فَأْذَنْ لي في الخروج والتحوُّل إلى دار أهلي (فإنه) أي: فإن التحاقي بدار أهلي (أحب إلي وأجمع لي) ما تَشتَّتَ (في بعض أمري) وشأني.
فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لي: (فافعلي) اللحوق بدار أهلك (إن شئت) اللحوق بهم (قالت) فُريعة: (فخرجت) من عند رسول الله
قَرِيرَةً عَيْنِي لِمَا قَضَى اللهُ لِي عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ أَوْ فِي بَعْضِ الْحُجْرَةِ دَعَانِي فَقَالَ: "كَيْفَ زَعَمْتِ؟ "، قَالَتْ: فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: "امْكُثِي فِي بَيْتِكِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ نَعْيُ زَوْجِكِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ"،
===
صلى الله عليه وسلم حالة كوني (قريرةَ عيني) أي: باردة عيني؛ كناية عن سرورها (لما قضى الله لي على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإذن لي في الخروج واللحوق بأهلي.
وقوله: (حتى إذا كنت في المسجد) النبوي غاية لخروجي من حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم (أو) كنت (في) أمام (بعض الحجرة) الشريفة (دعاني) رسول الله صلى الله عليه وسلم وناداني، و (أو) للشك من فريعة؛ أي: ناداني بالرجوع إليه، فرجعت إليه (فقال) لي:(كيف زعمت) وقلت لي آنفًا قبل خروجك من عندي؟ (قالت) فريعة: (فقصصت) وأخبرت ثانيًا خبر حاجتي (عليه) صلى الله عليه وسلم.
(فقال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (امكثي) -بضم الكاف- أي: تَوقَّفِي واثْبُتِي (في بيتك) ومنزلك (الذي جاء) ك (فيه نعي زوجك) أي: خبرَ موت زوجك (حتى يبلغ الكتاب) أي: العدة المكتوبة عليك؛ أي: المفروضة (أجله) أي: آخر مدته ونهايتها.
والمعنى: حتى تنقضي العدة المكتوبة وتبلغ آخرها، وسميت العدة كتابًا؛ لأنها فريضة من الله تعالى، قال تعالى:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ} (1)؛ أي: فرض، وهو اقتباس من قوله تعالى:{وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} (2)،
(1) سورة البقرة: (178).
(2)
سورة البقرة: (235).
قَالَتْ: فَاعْتَدَدْتُ فِيهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا.
===
ونظائر هذا الاقتباس في الأخبار كثير، ولا عبرة لقول من كرهه؛ كما بسطه السيوطي في "الإتقان".
(قالت) فريعة: (فاعتددت) أي: جلست (فيه) أي: في بيتي (أربعة أشهر وعشرًا) مدة عدتي إلى آخرها.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الطلاق، باب في المتوفى عنها تنتقل، والترمذي في كتاب الطلاق، باب أين تعتد المتوفى عنها زوجها.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم؛ لم يَرَوْا للمعتدة أن تَنتقِلَ من بيت زوجها حتى تنقضي عدتها، وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق، وقال بعضُ أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: للمرأة أن تعتد حيث شاءت، وإن لم تعتد في بيت زوجها، قال أبو عيسى: والقول الأول أَصحُّ.
والنسائي في كتاب الطلاق، باب مقام المتوفى عنها زوجها في بيتها حتى تحل.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا هذا الحديث.
والله سبحانه وتعالى أعلم