الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(40) - (671) - بَابٌ: مِنْ حُلِفَ لَهُ بِاللهِ فَلْيَرْضَ
(84)
-2068 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَحْلِفُ بِأَبِيهِ فَقَالَ:
===
(40)
- (671) - (باب: من حلف له) بالبناء للمفعول (بالله فليرض)
* * *
(84)
-2068 - (1)(حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة) الأحمسي أبو جعفر السراج، ثقة، من العاشرة، مات سنة ستين ومئتين، وقيل قبلها. يروي عنه:(ت س ق).
(حدثنا أسباط بن محمد) بن عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة القرشي مولاهم؛ مولى السائب بن يزيد أبو محمد الكوفي، ثقة، من التاسعة، لكن ضعف في الثوري، مات سنة مئتين (200 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن محمد بن عجلان) القرشي مولاهم؛ مولى فاطمة بنت الوليد بن عتبة المدني، صدوق، من الخامسة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن نافع) مولى ابن عمر.
(عن ابن عمر) رضي الله عنهما.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قال) ابن عمر: (سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يحلف بأبيه) لم أر من ذكر اسمه؛ أي: يحلف على أنه فعل كذا، أو لم يفعل كذا باسم أبيه (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم على جهة العموم: أيها المسلمون
"لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ حَلَفَ بِاللهِ فَلْيَصْدُقْ، وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللهِ .. فَلْيَرْضَ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللهِ .. فَلَيْسَ مِنَ اللهِ".
===
(لا تحلفوا) على أمر من الأمور تركًا كان أو فعلًا (بـ) أسماء (آبائكم) ولا تحلفوا بالله كذبًا تعظيمًا باسم الله (من حلف بـ) أي اسمٍ من أسماء (الله) تعالى أو صفةٍ من صفات ذاته .. (فليصدق) أي: فليكن حَلِفُهُ على أمر صِدْقٍ لا على كذبٍ؛ صونًا لاسم الله عن جعله عُرْضة لأيمانكم.
(ومَنْ حُلف له) بالبناء للمفعول؛ أي: ومن حلف لأجلِ إِرضَائهِ وإِكرامهِ (بـ) اسم (الله .. فليرض) ذلك الحَلِفَ وَلْيَقْبَلْهُ ولا يَرُدَّهُ علَى الحالف، وَليظُنَّ صِدْقَه فيما حلف عليه؛ احْتِرَامًا لاسمِ الله تعالى (ومَنْ لم يَرْضَ) أي: ومن لم يُصدِّقْ ولم يَقْبَلْ بحَلِفِ مَنْ حَلفَ له (بـ) اسم (الله .. فليس) ذلك المحلوفُ له الذي رَدَّ حَلِفَ مَنْ حَلَف له باسم الله (مِنْ) أَهْلِ قُرْبِ (اللهِ) تعالى وصِدْقهِ ورِضاه؛ لِمَا عندَه مِن اسْتِخفاف باسمِ الله تعالى؛ حيث لم يحترم ولم يُقدِّر اسم الله تعالى.
قال السندي: قوله: "فَلْيَصدُقْ" من الصِدق ضدِّ الكذب لا من التصديقِ؛ أي: فَلْيَكُنْ صادقًا في حَلفِهِ "ومَنْ حُلِفَ له" بالبناء للمفعول؛ أي: حُلِفَ بالله لإِرْضَائِهِ .. "فليس مِن اللهِ" أي: مِنْ قُرْبِهِ "في شيء".
والحاصل: أَنَّ أهلَ القُربِ والمنزلةِ عند الله تعالى يُصدِّقُون الحالفَ باسم الله فيما حَلَف عليه؛ تعظيمًا لاسمه تعالى، واحترامًا له، ومَنْ لم يُصدِّقْهُ مع إِمكانِ التصديقِ له .. فليس مِن أهلِ القُرْبِ عند الله تعالى. انتهى.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه؛ كما في "تحفة الأشراف"، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
(85)
-2069 - (2) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ النَّضْر، عَنْ أَبِيه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا يَسْرِقُ فَقَالَ: أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: لَا
===
ثم استشهد المؤلف لحديث ابن عمر بحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(85)
- 2069 - (2)(حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب) المكيُّ صدوق ربما وهم، من العاشرة، مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ). يروي عنه:(ق).
(حدثنا حاتم بن إسماعيل) الحارثي مولاهم المدني، صدوق يَهِمُ، من الثامنة، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي بكر) اسمهُ كنيتُه (ابن يحيى بن النضر) الأنصاري المدني، مستور، من السابعة. يروي عنه:(ق).
(عن أبيه) يحيى بن النضر الأنصاري المدني، ثقة، من الرابعة. يروي عنه:(ق).
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأى عيسى ابن مريم) عليه السلام (رجلًا يسرق) أي: يأخذُ مالَ الناس خُفيةً (فقال) عيسى عليه السلام للرجل السارق: (أسرقْتَ؟ ) أي: هل سرقْتَ مالَ الناس؟ (قال) الرجلُ لعيسى: (لا)
وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَقَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللهِ وَكَذَّبْتُ بَصَرِي".
===
أي: ما سرقْتُ مال الناس (و) الله؛ أي: أقسمتُ لك بالإله (الذي لا إله إلا هو، فقال عيسى) للرجل: (آمنتُ بالله) الذي أَقْسَمْتَ لي باسمِه (وكذَّبْتُ بصري) فيما ظَنَنْتُ بك من سرقتك.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} (1)، ومسلم في كتاب الفضائل، باب فضائل عيسى عليه السلام، وأحمد في "المسند"، والبغوي في "شرح السنة"، باب الستر، وقال: هذا حديث متفق عليه، والنسائي، والبيهقي.
قال السندي: قوله: (آمنت بالله) أي: صدقت بأنه عظيم ينبغي تصديق من حلَفَ به (وكذبتُ بصري) فإن البصر قد يُخطئ، فينبغي تصديقُ الحالِف باسم اللهِ بتَخْطِئَةِ البصر، فمقتضَى تعظيمِه تعالى أن يُصدَّق الحالفُ به بتخطئةِ البصر. انتهى منه.
فالحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلا حديثين:
الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم
(1) سورة مريم: (16).