المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(62) - (693) - باب الصناعات - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ١٢

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌كتابُ الطَّلاق

- ‌(1) - (632) - بَابُ الطَّلَاقِ

- ‌(2) - (633) - بَابُ طَلَاقِ السُّنَّةِ

- ‌(3) - (634) - بَابُ الْحَامِلِ كَيْفَ تُطَلَّقُ

- ‌(4) - (635) - بَابُ مَنْ طَلَّقَ ثَلَاثًا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ

- ‌(5) - (636) - بَابُ الرَّجْعَةِ

- ‌(6) - (637) - بَابُ الْمُطَلَّقَةِ الْحَامِلِ إِذَا وَضَعَتْ ذَا بَطْنِهَا بَانَتْ

- ‌(7) - (638) - بَابُ الْحَامِلِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا إِذَا وَضَعَتْ .. حَلَّتْ لِلْأَزْوَاجِ

- ‌(8) - (639) - بَاب: أَيْنَ تَعْتَدُّ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا

- ‌(9) - (640) - بَابٌ: هَلْ تَخْرُجُ الْمَرْأَةُ فِي عِدَّتِهَا

- ‌(10) - (641) - بَابُ الْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا هَلْ لَهَا سُكْنَى وَنَفَقَةٌ

- ‌(11) - (642) - بَابُ مُتْعَةِ الطَّلَاقِ

- ‌(12) - (643) - بَابُ الرَّجُلِ يَجْحَدُ الطَّلَاقَ

- ‌(13) - (644) - بَابُ مَنْ طَلَّقَ أَوْ نَكَحَ أَوْ رَاجَعَ لَاعِبًا

- ‌(14) - (645) - بَابُ مَنْ طَلَّقَ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ

- ‌(15) - (646) - بَابُ طَلَاقِ الْمَعْتُوهِ وَالصَّغِيرِ وَالنَّائِمِ

- ‌(16) - (647) - بَابُ طَلَاقِ الْمُكْرَهِ وَالنَّاسِي

- ‌(17) - (648) - بَابٌ: لَا طَلَاقَ قَبْلَ النِّكَاحِ

- ‌(18) - (649) - بَابُ مَا يَقَعُ بِهِ الطَّلَاقُ مِنَ الْكَلَامِ

- ‌(19) - (650) - بَابُ طَلَاقِ الْبَتَّةِ

- ‌(20) - (651) - بَابٌ: الرَّجُلُ يُخَيِّرُ امْرَأَتَهُ

- ‌(21) - (652) - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْخُلْعِ لِلْمَرْأَةِ

- ‌(22) - (653) - بَابُ الْمُخْتَلِعَةِ يَأْخُذُ مَا أَعْطَاهَا

- ‌(23) - (654) - بَابُ عِدَّةِ الْمُخْتَلِعَةِ

- ‌(24) - (655) - بَابُ الْإِيلَاءِ

- ‌(25) - (656) - بَابُ الظِّهَارِ

- ‌(26) - (657) - بَابٌ: الْمُظَاهِرُ يُجَامِعُ قَبْلَ أَنْ يُكَفِّرَ

- ‌(27) - (658) - بَابُ اللِّعَانِ

- ‌(28) - (659) - بَابُ الْحَرَامِ

- ‌(29) - (660) - بَابُ خِيَارِ الْأَمَةِ إِذَا أُعْتِقَتْ

- ‌(30) - (661) - بَابٌ: فِي طَلَاقِ الْأَمَةِ وَعِدَّتِهَا

- ‌(31) - (662) - بَابُ طَلَاقِ الْعَبْدِ

- ‌(32) - (663) - بَابُ مَنْ طَلَّقَ أَمَةً تَطْلِيقَتَيْنِ ثُمَّ اشْتَرَاهَا

- ‌(33) - (664) - بَابُ عِدَّةِ أُمِّ الْوَلَدِ

- ‌(34) - (665) - بَابُ كرَاهِيَةِ الزِّينَةِ لِلْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا

- ‌(35) - (666) - بَابٌ: هَلْ تُحِدُّ الْمَرْأَةُ عَلَى غَيْرِ زَوْجِهَا

- ‌(36) - (667) - بَابُ الرَّجُلِ يَأْمُرُهُ أَبُوهُ بِطَلَاقِ امْرَأَتِهِ

- ‌كتابُ الكفّارات

- ‌(37) - (668) - بَابُ يَمِينِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِي كَانَ يَحْلِفُ بِهَا

- ‌(38) - (669) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُحْلَفَ بِغَيْرِ اللهِ

- ‌مبحث في اللات والعزى وتاريخهما

- ‌(39) - (670) - بَابُ مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ

- ‌(40) - (671) - بَابٌ: مِنْ حُلِفَ لَهُ بِاللهِ فَلْيَرْضَ

- ‌(41) - (672) - بَابُ الْيَمِينِ حِنْثٌ أَوْ نَدَمٌ

- ‌(42) - (673) - بَابُ الاسْتِثْنَاءِ فِي الْيَمِينِ

- ‌(43) - (674) - بَابُ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا

- ‌(44) - (675) - بَابُ مَنْ قَالَ: كفَّارَتُهَا تَرْكُهَا

- ‌(45) - (676) - بَابٌ: كَمْ يُطْعِمُ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ

- ‌(46) - (677) - بَابٌ: مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ

- ‌(47) - (678) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يَسْتَلِجَّ الرَّجُلُ فِي يَمِينِهِ وَلَا يُكَفِّرَ

- ‌(48) - (679) - بَابُ إِبْرَارِ الْمُقْسِمِ

- ‌(49) - (680) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُقَالَ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ

- ‌تتمة

- ‌(50) - (681) - بَابُ مَنْ وَرَّى فِي يَمِينِهِ

- ‌فائدة

- ‌(51) - (682) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النَّذْرِ

- ‌(52) - (683) - بَابُ النَّذْرِ فِي الْمَعْصِيَةِ

- ‌(53) - (684) - بَابُ مَنْ نَذَرَ نَذْرًا وَلَمْ يُسَمِّهِ

- ‌(54) - (685) - بَابُ الْوَفَاءِ بِالنَّذْرِ

- ‌(55) - (686) - بَابُ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ نَذْرٌ

- ‌(56) - (687) - بَابُ مَنْ نَذَرَ أَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا

- ‌(57) - (688) - بَابُ مَنْ خَلَطَ فِي نَذْرِهِ طَاعَةً بِمَعْصِيَةٍ

- ‌كتاب التّجارات

- ‌(58) - (689) - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْمَكَاسِبِ

- ‌(59) - (690) - بَابُ الاقْتِصَادِ فِي طَلَبِ الْمَعِيشَةِ

- ‌(60) - (691) - بَابُ التَّوَقِّي فِي التِّجَارَةِ

- ‌(61) - (692) - بَابٌ: إِذَا قُسِمَ لِلرَّجُلِ رِزْقٌ مِنْ وَجْهٍ .. فَلْيَلْزَمْهُ

- ‌(62) - (693) - بَابُ الصِّنَاعَاتِ

- ‌(63) - (694) - بَابُ الْحُكْرَةِ وَالْجَلَبِ

- ‌(64) - (695) - بَابُ أَجْرِ الرِّاقِي

- ‌(65) - (696) - بَابُ الْأَجْرِ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ

- ‌(66) - (697) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَمَهْرِ الْبَغِيِّ وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ وَعَسْبِ الْفَحْلِ

- ‌(67) - (698) - بَابُ كَسْبِ الْحَجَّامِ

- ‌(68) - (699) - بَابُ مَا لَا يَحِلُّ بَيْعُهُ

- ‌تتمة

- ‌(69) - (700) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْمُنَابَذَةِ وَالْمُلَامَسَةِ

- ‌(70) - (701) - بَابٌ: لَا يَبِيعُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ وَلَا يَسُومُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ

- ‌(71) - (702) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنِ النَّجْشِ

- ‌(72) - (703) - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ

- ‌تتمة

- ‌(73) - (704) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَلَقِّي الْجَلَبِ

- ‌(74) - (705) - بَابٌ: الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَفْتَرِقا

- ‌فائدة

- ‌(75) - (706) - بَابُ بَيْعِ الْخِيَارِ

- ‌(76) - (707) - بَابٌ: الْبَيِّعَانِ يَخْتَلِفَانِ

- ‌(77) - (708) - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ وَعَنْ رِبْحِ مَا لَمْ يُضْمَنْ

- ‌(78) - (709) - بَابٌ: إِذَا بَاعَ الْمُجِيزَانِ .. فَهُوَ لِلْأَوَّلِ

- ‌(79) - (710) - بَابُ بَيْعِ الْعُرْبَانِ

الفصل: ‌(62) - (693) - باب الصناعات

(62) - (693) - بَابُ الصِّنَاعَاتِ

(131)

- 2115 - (1) حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ جَدِّهِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أُحَيْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

===

(62)

- (693) - (باب الصناعات)

جمع صناعة؛ وهي ما كان بواسطة الآلة؛ كالخياطة والحياكة والنجارة، ولكن المراد بها هنا: كل حرفة سواء كانت بآلة؛ كما ذكر، أو بغير واسطة؛ كالرعي الآتي في الحديث الأول، فلا اعتراض على المؤلف. انتهى من الفهم السقيم.

* * *

(131)

- 2115 - (1)(حدثنا سويد بن سعيد) بن سهل الهروي الأصل ثم الحدثاني، صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، من قدماء العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(م ق).

(حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد) بن عمرو بن سعيد بن العاص (القرشي) الأموي أبو أمية السعيدي المكي، ثقة، من السابعة. يروي عنه:(خ ق).

(عن جده سعيد بن) عمرو (أبي أحيحة) -بضم الهمزة ومهملتين مفتوحتين بينهما تحتانية ساكنة- وهو كنية عمرو بن سعيد بن العاص الأموي، ثقة، من صغار الثالثة، مات بعد العشرين ومئة. يروي عنه:(خ م د س ق).

وفي بعض النسخ، بل في أغلبها:(عن جده عن سعيد بن أبي أحيحة)، وهو تحريف من النساخ، والصواب:(عن جده سعيد بن أبي أحيحة)، والله أعلم.

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

ص: 377

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا بَعَثَ اللهُ نَبيًّا إِلَّا رَاعِيَ غَنَمٍ"، قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "وَأَنَا كُنْتُ أرْعَاهَا لِأَهْلِ مَكَّةَ بِالْقَرَارِيطِ"، قَالَ سُوَيْدٌ: يَعْنِي: (كُلُّ شَاةٍ بِقِيرَاطٍ).

===

وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بعث الله نبيًّا) من الأنبياء .. (إلا) نبيًّا (راعي غنم) اسم فاعل من الرعي.

ولعل الحكمة في ذلك؛ لأن الغنم أكثر من سائر المواشي انتشارًا وضعفًا، فراعيها يكون أقدر لجمع المتفرق، وأعرف بتدبيره، ويكون أرق قلبًا؛ يراعي الضعيف، ويجمع المتفرق.

(قال له أصحابه) الحاضرون عنده: (و) هل (أنت) رعيت الغنم (يا رسول الله؟ قال) لهم: بل (وأنا كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط) جمع قيراط على أن ياءه بدل من الواو؛ وهو جزء من أجزاء الدينار؛ وهو نصف عشره في أكثر البلاد، وأهل الشام يجعلونه جزءًا من أربعة وعشرين جزءًا من الدينار.

(قال سويد) بن سعيد بالسند السابق: (يعني) النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أرعاها بالقراريط" أي: أرعى (كل شاة) لهم (بقيراط) واحد؛ وهو جزء من أربعة وعشرين جزءًا من الدينار. انتهى "سندي" بزيادة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الإجارة، باب رعي الغنم على قراريط، والبيهقي في "شرح السنة".

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

ص: 378

(132)

-2116 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ وَالْحَجَّاجُ وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ،

===

ثم استشهد المؤلف لحديث أبي هريرة الأول بحديث آخر له رضي الله تعالى عنه، فقال:

(132)

-2116 - (2)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد الذهلي النيسابوري، ثقة متقن، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا محمد بن عبد الله) بن عثمان (الخزاعي) البصري، ثقة، من صغار التاسعة، مات سنة ثلاث وعشرين ومئتين (223 هـ). يروي عنه:(د ق).

(والحجاج) بن المنهال الأنماطي أبو محمد السلمي مولاهم البصري، ثقة فاضل، من التاسعة، مات سنة ست عشرة أو سبع عشرة ومئتين (217 هـ). يروي عنه:(ع).

(والهيثم بن جميل) -بفتح الجيم- البغدادي أبو سهل، نزيل أنطاكية، ثقة من أصحاب الحديث، وكأنه ترك فتغير، من صغار التاسعة، مات سنة ثلاث عشرة ومئتين (213 هـ). يروي عنه:(خ ق).

(قالوا) أي: قال كل من الثلاثة: (حدثنا حماد) بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة، ثقة عابد أثبت الناس في ثابت، وتغير حفظه بأخرة، من كبار الثامنة، مات سنة سبع وستين ومئة (167 هـ). يروي عنه (م عم).

(عن ثابت) بن أسلم البناني البصري، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة بضع وعشرين ومئة (123 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي رافع) نفيع الصائغ المدني نزيل البصرة، مولى ابنة عمر، وقيل:

ص: 379

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا".

(133)

-2117 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ،

===

مولى بنت العجماء، أدرك الجاهلية. روى عن أبي هريرة، ويروي عنه:(ع)، وثابت، ثقة مشهور بكنيته، من الثامنة.

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان) نبي الله (زكريا) عليه السلام (نجارًا) أي: صانع الأبواب والطاقات، فالكسب الصالح وطلب الحلال مع التوكل على الله تعالى من دأب الأخيار. انتهى "سندي"

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الإمام مسلم في كتاب الفضائل، باب من فضائل زكريا عليه السلام، وابن حبان في كتاب علامات النبوة، باب ما جاء في زكريا عليه السلام، والحاكم في كتاب تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، وأحمد، وعبد الرزاق.

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث لعائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(133)

-2117 - (3)(حدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر التجيبي مولاهم المصري، ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومئتين (242 هـ). يروي عنه:(م ق).

ص: 380

حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ أَصْحَابَ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ".

===

(حدثنا الليث بن يمعد) بن عبد الرحمن الفهمي أبو الحارث المصري، ثقة ثبت فقيه إمام مشهور، من السابعة، مات في شعبان سنة خمس وسبعين ومئة (175 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن نافع) الفقيه مولى ابن عمر المدني، ثقة فقيه مشهور، من الثالثة، مات سنة سبع عشرة ومئة (117 هـ)، أو بعد ذلك. يروي عنه:(ع).

(عن القاسم بن محمد) بن أبي بكر الصديق التيمي المدني، ثقة أحد الفقهاء بالمدينة، من كبار الثالثة، مات سنة ست ومئة (106 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).

(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أصحاب) هذه (الصور) يعني: التماثيل الحيوانية (يعذبون يوم القيامة) وهم يَشْمَلون من يعملها ومن يستعملها، ولكن يؤيد الأولَ قوله:(يقال لهم) من جهة الله تعالى؛ أي: تقول لهم ملائكة العذاب: (أحيوا ما خلقتم) وصورتم، وهذا أمر تعجيز؛ نظير قوله تعالى:{فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ} (1)؛ أي: انفخوا الروح فيما صورتم في الدنيا.

وفي "صحيح مسلم": عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه

(1) سورة هود: (13).

ص: 381

(134)

-2118 - (4) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ،

===

وسلم: "إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون" صورةَ حيوانٍ تامِّ الأعضاء؛ لأن الأوثان التي يعبدونها كانت بصورة الحيوان التام.

والمراد بهم: المصورون الذين يصورون أشكال الحيوانات التي تعبد من دون الله، فيحكونها بتخطيط أو تشكيل عالمين بالحرمة قاصدين ذلك؛ لأنهم يكفرون به، فلا يبعد دخولهم مدخل فرعون، أما من لا يقصد ذلك .. فإنه يكون عاصيًا بتصويره فقط. انتهى من "الإرشاد"، قال السندي: قوله: "إن أصحاب الصور" المراد بها: تماثيل ذوي الأرواح "يعذبون يوم القيامة" لأنهم بذلك ادعوا التشبيه مع الله تعالى، فيعذبون لذلك "ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم" أي: صورتم؛ أمر من الأحياء؛ أي: لِيَتِمَّ ما ادَّعَيْتُم بلسانِ الحال من التشبيهِ بالمقال. انتهى منه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب البيوع، باب التجارة فيما يكره لبسه للرجال والنساء، ومسلم في كتاب اللباس والزينة، باب لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة، والنسائي في كتاب الزينة، ومالك في "الموطأ"، وأحمد في "المسند".

فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استأنس المؤلف للنرجمة بحديث آخر لأبي هريرة، فقال:

(134)

-2118 - (4)(حدثنا عمرو بن رافع) بن الفرات القزويني البجلي أبو حجر -بضم المهملة وسكون الجيم- ثقة ثبت، من العاشرة، مات سنة سبع وثلاثين ومئتين (237 هـ). يروي عنه:(ق).

(حدثنا عمر بن هارون) بن يزيد الثقفي مولاهم البلخي، متروك، وكان

ص: 382

عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّير، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْذَبُ النَّاسِ الصَّبَّاغُونَ وَالصوَّاغُونَ".

===

حافظًا، من كبار التاسعة، مات سنة أربع وتسعين ومئة (194 هـ). يروي عنه:(ت ق).

(عن همام) بن يحيى بن دينار العوذي -بفتح المهملة وسكون الواو- البصري، ثقة، من السابعة، مات سنة أربع أو خمس وستين ومئة (165 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن فرقد) بن يعقوب (السبخي) -بفتحتين وبخاء معجمة- أبي يعقوب البصري، صدوق عابد، لكنه لين الحديث كثير الخطأ، من الخامسة، مات سنة إحدى وثلاثين ومئة (131 هـ). يروي عنه:(ت ق).

(عن يزيد بن عبد الله بن الشخير) - بكسر المعجمة وتشديد المعجمة - العامري أبي العلاء البصري، ثقة، من الثانية، مات سنة إحدى عشرة ومئة (111 هـ)، أو قبلها. يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه فرقدًا السبخيَّ، وهو ضعيف، وعَمْرو بن هارون كذَّبه ابنُ معين وغيرُه.

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكذب الناس) أي: أكثرهم كذبًا (الصباغون) أي: الذين يصبغون الثياب؛ أي: يغيرون ألوان الثياب بأنواع الصبغ، ومثلهم القصارون والكوَّاجون، وهو مبالغة من الصبغ؛ وهو تغيير ألوان الثوب بأنواع الصبغ؛ كالورد والورس والعصفر (و) أكذبهم أيضًا (الصواغون) وهم الذين يصيغون الحلي من الذهب والفضة وغيرهما.

ص: 383

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

قال السندي: (الصباغون) أي: الذين يصبغون الثياب (والصواغون) أي: الذين يَصِيغُون الحليَّ؛ لأن الغالب عليهم الكذب في المواعيد، وهذا معلوم بالتجربة، وقيل: أراد الذين يصيغون الكلام، أي: يصوغونه؛ أي: يغيرون ما سمعوا ويخترعون غيره، وأصل الصبغ التغيير، روي أنه سئل أبو عبيدة مدةً عن تفسيره، فقال: الصباغ: هو الذي يزيد في الحديث من عنده يزينه به، وأما الصائغ .. فهو الذي يصوغ الحديث الذي ليس له أصل.

قال البيهقي بعد حكاية كلام أبي عبيدة: ويحتمل أن يكون المراد به: العامل بيده، وهو صريح فيما روي فيه عن أبي سعيد، وإنما نسبه إلى الكذب - والله أعلم - لكثرة مواعيده الكاذبة مع علمه بأنه لا يفي بها، قال: وفي صحة هذا الحديث نظر، كذا ذكره السيوطي. انتهى منه.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، فدرجته: أنه ضعيف (9)(228)؛ لضعف سنده، ولعدم المشاركة فيه، ولذلك أخره عن أول الترجمة مع كونه صريحًا فيها، وغرضه: الاستئناس به.

* * *

فجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:

الأول للاستدلال، والأخير للاستئناس، والآخران للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 384