الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(59) - (690) - بَابُ الاقْتِصَادِ فِي طَلَبِ الْمَعِيشَةِ
(124)
- 2108 - (1) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ
===
(59)
- (690) - (باب الاقتصاد في طلب المعيشة)
(124)
-2108 - (1)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق مقرئ خطيب، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا إسماعيل بن عياش) بن سليم العنسي - بالنون - أبو عتبة الحمصي، صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط عن غيرهم، من الثامنة، مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين ومئة (182 هـ). يروي عنه:(عم).
(عن عمارة بن غزية) -بفتح المعجمة وكسر الزاي بعدها تحتانية مشددة- ابن الحارث الأنصاري المازني المدني، لا بأس به، وروايته عن أنس مرسلة، من السادسة، مات سنة أربعين ومئة (140 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن) التيمي مولاهم أبي عثمان المدني، المعروف بربيعة الرأي، واسم أبيه فروخ، ثقة فقيه مشهور، قال ابن سعد: كانوا يتَّقونَهُ لموضعِ الرأي، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن عبد الملك بن سعيد) بن سويد (الأنصاري) المدني، ثقة، من الثالثة. يروي عنه (م د س ق).
(عن أبي حميد الساعدي) المنذر بن سعد الأنصاري الصحابي المشهور
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَجْمِلُوا فِي طَلَبِ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ كُلًّا مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ".
===
رضي الله تعالى عنه. مات سنة ستين (60 هـ). يروي عنه: (ع).
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه إسماعيل بن عياش؛ كان يدلس، ورواه بالعنعنة، وروايته عن غير أهل بلده ضعيفة.
(قال) أبو حميد: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجملوا) واقتصدوا (في طلب الدنيا) ولا تحرصوا عليها، يقال: أجمل في الطلب؛ إذا اعتدل ولم يُفْرِطْ (فإن كلًّا) منكم أو من الرزق (ميسر) بصيغة اسم المفعول؛ أي: مُهَيَّأٌ (لما خُلق له) أي: للرزق الذي خلق لأجله، فيجعل له ذلك ويحصلُ بلا تعب ولا كدٍّ، فلا فائدة في إيقاع نفسه في التعب كثيرًا. انتهى "سندي".
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، قال البوصيري: لكن رواه الحاكم من طريق سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن به، وقال: صحيحٌ على شرطهما، ورواه البيهقي في "الكبرى" عن الحاكم بإسناده ومتنه، وله شاهد من حديث جابر الآتي في آخر الباب، ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"، وقال: هذا حديث ثابت مشهور من حديث ربيعة، رواه عمارة بن غزية والدراوردي عنه مثله.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح المتن بغيره، ضعيف السند؛ لما قد علمت، وغرضه: الاستدلال به.
* * *
ثم استأنس المؤلف للترجمة بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، فقال:
(125)
- 2109 - (2) حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ زَوْجُ بِنْتِ الشَّعْبِيّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَعْظَمُ النَّاسِ هَمًّا الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَهُمُّ بِأَمْرِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ"،
===
(125)
- 2109 - (2)(حدثنا إسماعيل بن بهرام) بن يحيى الهمداني ثم الخَبْذَعِيُّ -بفتح المعجمة وسكون الموحدة- صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ). يروي عنه:(ق).
(حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان) بن الحارث (زوج بنت الشعبي) عامر بن شراحيل الكوفي إمام مسجد المَطْمُوْرَة، مقبول، من التاسعة. يروي عنه:(ق).
(حدثنا سفيان) بن سعيد الثوري، من السابعة.
(عن) سليمان بن مهران (الأعمش) ثقة، من الخامسة.
(عن يزيد) بن أبان (الرَّقاشي) - بتخفيف القاف ثم معجمة - أبي عمرو البصري القاصِّ - بتشديد الصاد المهملة - زاهدٌ ضعيف، من الخامسة، مات قبل العشرين ومئة (120 هـ). يروي عنه:(ت ق).
(عن أنس بن مالك) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه يزيد بن أبان الرقاشي، والحسن بن محمد بن عثمان، وإسماعيل بن بهرام، وكلهم ضعفاء.
(قال) أنس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعظمُ الناس) وأكثرُهم (هَمًّا .. المؤمن الذي يهم بأمر دنياه و) أمرِ (آخرته) فإن همَّ كُلٍّ منهما بانفراده .. كافٍ في عِظَمِهِ وشدَّته، فكيف إذا اجتمعَ الهمَّان على قلبِ رجلٍ واحدٍ؟ !
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: (هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ).
(126)
- 2110 - (3) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ،
===
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه ضعيف، لضعف سنده، لما قد عَلِمْتَ آنفًا، وغرضه: الاستئناس به للترجمة، فالحديث: ضعيف السند والمتن جميعًا (8)(227)؛ لأنه لا شاهد له.
قال أبو الحسن تلميذ المؤلف وراويته: (قال) لنا (أبو عبد الله) محمد بن يزيد ابن ماجه: (هذا) الحديث - يعني: حديث أنس المذكور - (حديث غريب تفرد به إسماعيل) بن بهرام؛ ففي الكلام إشارة لضعفه.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي حميد الساعدي بحديث جابر رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(126)
- 2110 - (3)(حدثنا محمد بن المصفى) بن بهلول (الحمصي) القرشي، صدوق له أوهام، وكان يدلس، من العاشرة، مات سنة ست وأربعين ومئتين (246 هـ). يروي عنه:(د س ق).
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم أبو العباس الدمشقي، ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية، من الثامنة، مات آخرَ سنة أربع أو أولَ سنة خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن) عبد الملك بن عبد العزيز (بن جريج) الأموي مولاهم المكي، ثقة فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل، من السادسة، مات سنة خمسين ومئة (150 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(ع).
عَنْ أَبِي الزُّبَيْر، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّهَا النَّاسُ؛ اتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ؛ فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَب، خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ".
===
(عن) محمد بن مسلم بن تدرس -بفتح المثناة وسكون الدال المهملة وضم الراء- الأسدي مولاهم (أبي الزبير) المكي، صدوق إلا أنه كان يدلس، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن جابر بن عبد الله) الأنصاري رضي الله تعالى عنهما.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه الوليد بن مسلم وأبا الزبير المكي وابن جريج، كل منهم كان يدلس، وقد رواه بالعنعنة، فالسند مختلف فيه.
(قال) جابر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس؛ اتقوا الله) بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه (وأجملوا) أي: اقتصدوا ولا تُفرطوا (في الطلب) أي: في طلب الدنيا (فإن نفسًا) من النفوس، فهو من عموم النكرة في الإثبات أو في النفي؛ بناءً على اتحاده مع ضمير (لن تموت حتى تستوفي) وتستكمل (رزقها) أي: ما كتبَ الله لها من الرزق (وإن أبطأ) وتأخر الرزق المكتوب لها (عنها، فاتقوا الله) بالصبر على تأخرها ولا تتجاوزوا إلى أخذ الحرام (وأجملوا) أي: والطفوا (في الطلب) أي: في طلبه من الله تعالى برفق ولين، ولا تشددوا في طلبه ولا تبالغوا بالإفراط فيه، كرره تأكيدًا لما قبله.
وقوله: (خذوا ما حل) لكم منه (ودعوا) أي: واتركوا (ما حَرُمَ) عليكم يقينًا، ودعوا أيضًا ما اشتبَهَ عليكم أَمرُهُ من الشبهات؛ فإن الله سبحانه يحب الرفق والإجمال؛ لأنه رفيق جميل.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، كما في "تحفة الأشراف"، لكن لم ينفرد به ابن ماجه بإخراجه من هذا الوجه، فقد روى ابن حبان في "صحيحه" في (ص 267/ موارد) عن عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن المنكدر عن جابر بإسناده ومتنه، ورواه أيضًا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف عن الوليد بن شجاع عن ابن وهب، فذكر نحوه، وله شاهد من حديث حذيفة رواه البزار في "مسنده"، وأخرجه الحاكم أيضًا في "المستدرك" في (4/ 325)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في "التلخيص".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح بغيره، وإن كان سنده حسنًا، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والثاني للاستئناس، والثالث للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم