الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(9) - (286) - بَابُ مَا جَاءَ فِي وَقْتِ الْجُمُعَةِ
(26)
- 1074 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَا كُنَّا نَقِيلُ وَلَا نَتَغَدَّى
===
(9)
- (286) - (باب ما جاء في وقت الجمعة)
(26)
- 1074 - (1)(حدثنا محمد بن الصبّاح) بن سفيان الجرجرائي أبو جعفر التاجر، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).
(حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم) سلمة بن دينار المدني، صدوق فقيه، من الثامنة، مات سنة أربع وثمانين ومئة (184 هـ)، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(حدثني أبي) سلمة بن دينار الأعرج التمار المدني القاضي، ثقة عابد، من الخامسة، مات في خلافة المنصور. يروي عنه:(ع).
(عن سهل بن سعد) بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبي العباس، له ولأبيه صحبة رضي الله تعالى عنهما، مات سنة ثمان وثمانين (88 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) سهل: (ما كنا) معاشر الصحابة (نقيل) -بفتح النون- من القيلولة؛ وهي الاستراحة في نصف النهار وإن لم يكن معها نوم، (ولا نتغدى) أي: ولا نأكل الغداء؛ من الغداء - بمعجمة ثم مهملة - وهو طعام يؤكل أول النهار، وظاهر الحديث أنهم كانوا يصلون أول النهار قبل الزوال، وهو مذهب أحمد، وحمله الجمهور على التبكير وأنهم كانوا يشتغلون أول النهار قبل الزوال،
إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ.
(27)
- 1075 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ،
===
فيؤخرون الغداء والقيلولة عن وقتهما، والحاصل أن ما كان غداء في غير يوم الجمعة يكون بعد صلاة الجمعة، وكذا القيلولة. انتهى "سندي"، (إلا بعد الجمعة) أي: إلا بعد رجوعنا من صلاة الجمعة (في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في رواية مسلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري؛ أخرجه في كتاب الجمعة، باب قول الله تعالى:{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} (1)، رقم (939)، ومسلم في كتاب الجمعة، باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس، رقم (859)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في القائلة بعد الجمعة (315)، وأحمد بن حنبل (5/ 336).
فالحديث من المتفق عليه، فهو في أعلى درجات الصحة، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث سهل بحديث سلمة بن الأكوع رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(27)
- 1075 - (2)(حدثنا محمد بن بشار) العبدي البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين ومئتين (252 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا عبد الرحمن بن مهدي) بن حسان الأزدي مولاهم أبو سعيد
(1) سورة الجمعة: (10).
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ إِيَاسَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ، ثُمَّ نَرْجِعُ فَلَا نَرَى لِلْحِيطَانِ فَيْئًا نَسْتَظِلُّ بِهِ.
===
البصري، ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث، من التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ) بالبصرة عن ثلاث وستين (63) سنة، وكان يحج كل سنة. يروي عنه:(ع).
(حدثنا يعلى بن الحارث) بن حرب بن جرير المحاربي أبو حرب الكوفي، ثقة، من الثامنة، مات سنة ثمان وستين ومئة (168 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(قال) يعلى: (سمعت إياس بن سلمة بن الأكوع) الأسلمي أبا سلمة المدني، وثقه ابن معين، وقال في "التقريب": ثقة، من الثالثة. يروي عنه:(ع)، مات سنة تسع عشرة ومئة (119 هـ) حالة كونه يرويه (عن أبيه) سلمة بن عمرو بن الأكوع رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) سلمة: (كنا) معاشر الصحابة (نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة (الجمعة، ثم نرجع) إلى بيوتنا (فلا نرى) ولا نجد في إيابنا (للحيطان) أي: لجدران البيوت (فيئًا) أي: ظلًا (نستظل به) لعدم زوال الشمس عن وسط السماء.
قوله: (للحيطان) جمع حائط وهذا يكون عند الاستواء، والفيء: الظل بعد الزوال، فظاهر الحديث أن تكون الصلاة قبل الزوال كما عليه أحمد، ولعل الجمهور يحمل الفيء على فيء يمكن فيه المشي مثلًا، فيكون الحديث بيانًا للتعجيل بعد الزوال. انتهى "سندي".
(28)
-1076 - (3) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
===
قوله: (فيئًا نستظل به) أي: فيئًا واسعًا نستظل به من حر الشمس؛ لقلته وصغره، قال القرطبي: يعني أنه كان يفرغ من صلاة الجمعة قبل تمكن الفيء من أن يستظل به، وهذا يدل على إيقاعه صلى الله عليه وسلم الجمعة في أول الزوال. انتهى "مفهم".
قال النووي: هذه الأحاديث ظاهرة في تعجيل الجمعة، ولا تجوز إلا بعد الزوال في قول جماهير العلماء، ولم يخالف في هذا إلا أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم، فجوزاها قبل الزوال، وحمل الجمهور هذه الأحاديث على المبالغة في تعجيلها، وأنهم كانوا يؤخرون الغداء والقيلولة في هذا اليوم إلى ما بعد صلاة الجمعة؛ لأنهم ندبوا إلى التبكير إليها، فلو اشتغلوا بشيء من ذلك قبلها .. خافوا فوتها أو فوت التبكير إليها. انتهى منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري؛ أخرجه في كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية الحديث (4168)، ومسلم في كتاب الجمعة، باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس (1989)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب في وقت الجمعة، الحديث (1085)، والنسائي في كتاب الجمعة، باب وقت الجمعة، الحديث (1395). انتهى "تحفة الأشراف".
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة، لأنه من المتفق عليه، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث سهل بن سعد بحديث سعد القرظ مؤذن مسجد قباء رضي الله عنهم، فقال:
(28)
-1076 - (3)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير - مصغرًا - السلمي
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ مُؤَذِّنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ كَانَ يُؤَذِّنُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ الْفَيْءُ مِثْلَ الشِّرَاكِ.
===
الدمشقي الخطيب، صدوق مقرئ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ عم).
(حدثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد) القرظ (مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم المدني، وقد يُنسب إلى جده، ضعيف، من السابعة. يروي عنه: (ق).
(حدثني أبي) سعد بن عمار بن سعد القرظ المؤذن، مستور، من السادسة. يروي عنه:(ق).
(عن أبيه) عمار بن سعد القرظ -بفتح القاف والراء بعدها ظاء معجمة- المؤذن، مقبول من الثالثة، ووهم من زعم أن له صحبة. يروي عنه:(ق).
(عن جده) سعد بن عائذ، أو ابن عبد الرحمن مولى الأنصار المعروف بسعد القرظ -بفتحتين- المؤذن بقباء، الصحابي المشهور رضي الله عنه، بقي إلى ولاية الحجاج على العراق؛ وذلك سنة أربع وسبعين (74 هـ). يروي عنه:(ق).
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن عبد الرحمن بن سعد أجمعوا على ضعفه، وأما أبوه .. فقال ابن القطان: لا يُعرف حاله ولا حال أبيه.
(أنه) أي: أن جده (كان يؤذن يوم الجمعة) بقباء (على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: في زمن حياته (إذا كان الفيء) أي: الظل بعد الزوال (مثل الشراك) - بكسر الشين المعجمة وتخفيف الراء المهملة - أي: قدر
(29)
-1077 - (4) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ
===
الشراك .. لم يخرج من تحته، والشراك: سير النعل وحبله؛ وذلك يكون أول ما يظهر الزوال.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث أنس، ورواه الترمذي، وقال: حسن صحيح، قال: وفي الباب عن سلمة بن الأكوع وجابر والزبير.
فدرجة الحديث: أنه صحيح بغيره، وسنده ضعيف جدًّا، كما مر آنفًا، وغرضه: الاستشهاد به لحديث سهل بن سعد.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث سهل بحديث أنس رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(29)
-1077 - (4)(حدثنا أحمد بن عبدة) بن موسى الضبي البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(م عم).
(حدثنا المعتمر بن سليمان) بن طرخان التيمي البصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة سبع وثمانين ومئة (187 هـ). يروي عنه:(ع).
(حدثنا حميد) الطويل بن أبي الحميد، اسمه تير، وقيل غير ذلك، أبو عبيدة البصري، ثقة، من الخامسة، مات سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين ومئة (143 هـ) وهو قائم يصلي. يروي عنه:(ع).
(عن أنس) بن مالك رضي الله عنه.
وهذا السند من رباعياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
قَالَ: كُنَّا نُجَمِّعُ ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَقِيلُ.
===
(قال) أنس: (كنا نُجمع) من التجميع؛ أي: كنا نصلي الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، (ثم نرجع) إلى منازلنا، (فنقيل) أي: فننام نوم القيلولة، قال السندي: قوله: (نُجمِّع) من التجميع، يقال: جمع الناس إذا شهدوا الجمعة؛ كما يقال: عيّدوا إذا شهدوا العيد. انتهى.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكن له شاهد من حديث سهل بن سعد، رواه البخاري ومسلم في "صحيحهما"، وأبو داوود في "سننه"، والترمذي في "الجامع" مرفوعًا بلفظ:(كنا نقيل ونتغدى بعد الجمعة)، وقال: الترمذي: حديث حسن صحيح، وله شاهد أيضًا من حديث جابر بن عبد الله، رواه النسائي في "الصغرى" (3/ 100) بلفظ:(كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نرجع فنريح نواضحنا، قلت: أي ساعة؟ قال: زوال الشمس)، وله شاهد أيضًا من حديث الزبير بن العوام وحديث سلمة بن الأكوع، رواهما البخاري ومسلم والنسائي والدارمي وأحمد بن حنبل.
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولأن له شواهد، كما بيناها، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول للاستدلال، والبقية للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم