الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(65) - (342) - بَابٌ: فِي صَلَاةِ النَّافِلَةِ قَاعِدًا
(150)
- 1198 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِهِ صلى الله عليه وسلم؛ مَا مَاتَ حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ صلَاتِهِ وَهُوَ
===
(65)
- (342) - (باب: في صلاة النافلة قاعدًا)
(150)
- 1198 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي، ثقة، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).
(حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي، ثقة متقن، من السابعة، مات سنة تسع وسبعين ومئة (179 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي الكوفي، ثقة عابد مكثر، من الثالثة، اختلط بأخرة، مات سنة تسع وعشرين ومئة (129 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرَّحمن بن عوف الزهري المدني، كان ثقة فقيهًا، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين (94 هـ)، أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن أم سلمة) هند بنت أبي أمية حذيفة المخزومية رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قالت) أم سلمة: (والذي) أي: أقسمت لكم بالإله الذي (ذهب) وقبض (بنفسه) أي: بروحه صلى الله عليه وسلم؛ ما مات) وتوفي (حتى) كبر سنه، و (كان أكثر صلاته) في الليل أو النوافل مطلقًا (وهو) أي: والحال
جَالِسٌ، وَكَانَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَيْهِ الْعَمَلَ الصَّالِحَ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ وَإنْ كَانَ يَسِيرًا.
(151)
- 1199 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي هِشَامٍ،
===
أنه (جالس) أي: قاعد، (وكان أحب الأعمال) الصالحة (إليه) أي: عنده (العمل الصالح الذي يدوم) ويواظب (عليه العبد) الصالح؛ أي: الرجل الصالح والمرأة الصالحة، (وإن كان) ذلك العمل الصالح (يسيرًا) أي: قليلًا، فركعتان يدوم عليهما خير من عشر ركعات يصليها في بعض الليالي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في كتاب قيام الليل، باب صلاة القاعد في النافلة.
ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أم سلمة بحديث عائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(151)
- 1199 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل بن) إبراهيم بن مقسم القرشي الأسدي مولاهم المعروف بـ (ابن علية) اسم أمه، أبو بشر البصري، ثقة حافظ، من الثامنة، مات سنة ثلاث وتسعين ومئة (193 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن الوليد بن أبي هشام) زياد القرشي الأموي مولاهم المدني أو البصري، وثقه أبو حاتم وأحمد وابن معين وأبو داوود، وقال في "التقريب": صدوق، من السادسة. يروي عنه:(م عم).
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ .. قَامَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ إِنْسَانٌ أَرْبَعِينَ آيَةً.
===
(عن أبي بكر بن محمد) بن عمرو بن حزم الأنصاري الخزرجي النجاري المدني القاضي، اسمه وكنيته واحد، وقيل: اسمه أبو بكر، وكنيته أبو محمد، ثقة عابد، من الخامسة، مات سنة عشرين ومئة (120 هـ)، وقيل غير ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن) خالته (عمرة) بنت عبد الرَّحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية، ثقة، من الثالثة، ماتت قبل المئة، ويقال بعدها. يروي عنها:(ع). (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.
(قالت) عائشة: (كان النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته (يقرأ) في صلاة الليل أغلب قراءته (وهو) أي: والحال أنه (قاعد) أي: جالس (فإذا أراد أن يركع) نهض من الجلوس و (قام) أي: استمر في القيام (قدر ما) أي: قدر زمن (يقرأ) فيه (إنسان) معتدل القراءة (أربعين آية) معتدلة.
قال النووي: والحديث دليل على استحباب تطويل القيام، وأنه أفضل من إكثار عدد الركعات في ذلك الزمان، وفيه جواز تقسيم الركعة الواحدة بعضها من قيام وبعضها من قعود، وهو مذهبنا ومذهب مالك وأبي حنيفة وعامة العلماء، وسواء قام ثم قعد، أو قعد ثم قام، ومنعه بعض السلف وهو غلط، وفي قولها: حتى (إذا أراد أن يركع قام) إشارة إلى أن الذي كان يقرأه قبل أن يقوم أكثر، وفيه أيضًا أنه لا يُشترط لمن افتتح النافلة قاعدًا أن يركع قاعدًا أو افتتحها قائمًا أن يركع قائمًا. انتهى من "العون".
(152)
- 1200 - (3) حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جواز النافلة قائمًا وقاعدًا، وفعل بعض الركعة قائمًا وبعضها قاعدًا، والنسائي في كتاب قيام الليل، باب كيف يفعل إذا افتتح الصلاة قائمًا
…
إلى آخره.
ودرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أم سلمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أم سلمة بحديث آخر لعائشة رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(152)
- 1200 - (3)(حدثنا أبو مروان العثماني) محمد بن عثمان بن خالد الأموي المدني، نزيل مكة، صدوق يخطئ، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ). يروي عنه:(س ق).
(حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم) سلمة بن دينار المدني، صدوق فقيه، من الثامنة، مات سنة أربع وثمانين ومئة (184 هـ)، وقيل قبل ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن هشام بن عروة، عن أبيه) عروة بن الزبير.
(عن عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قالت) عائشة: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم طول حياته
يُصَلِّي فِي شَيْءٍ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ إِلَّا قَائِمًا، حَتَّى دَخَلَ فِي السِّنِّ فَجَعَلَ يُصَلِّي جَالِسًا، حَتَّى إِذَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْ قِرَاءَتِهِ أَرْبَعُونَ أَيَةً أَوْ ثَلَاثُونَ أَيَةً .. قَامَ فَقَرَأَهَا وَسَجَدَ.
(153)
- 1201 - (4) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ،
===
(يُصلي) ويقرأ (في شيء من صلاة الليل إلَّا قائمًا، حتى دخل في السن) أي: في سن الكبر وزمن ثقل الجسم، (ؤ) بعدما دخل في سن الكبر (جعل) وشرع (يصلي جالسًا) في أوائل ركعاته، (حتى إذا بقي عليه من قراءته) في حلاته (أربعون آية، أو) قال: (ثلاثون آية) بالشك من الراوي .. (قام) من جلوسه (فقرأها) أي: فقرأ تلك الأربعين أو الثلاثين في قيامه ذلك، فإذا كملها .. ركع (وسجد) كما في رواية مسلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب التقصير، باب إذا صلى قاعدًا، وفي كتاب التهجد، باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جواز النافلة قائمًا وقاعدًا، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب في صلاة القاعد، والنسائي في كتاب قيام الليل.
فهذا الحديث في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أم سلمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث أم سلمة بحديث ثالث لعائشة رضي الله عنهما، فقال:
(153)
- 1201 - (4)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا معاذ بن معاذ) التميمي العنبري أبو المثنى البصري قاضيها، ثقة متقن، من كبار
عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم باللَّيْلِ، فَقَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي لَيْلَا طَوِيلَا قَائِمًا وَلَيْلًا طَوِيلًا قَاعِدًا؛ فَإِذَا قَرَأً قَائِمًا .. رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا .. رَكَعَ قَاعِدًا.
===
التاسعة، مات سنة ست وتسعين ومئة (196 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن حميد) بن أبي حميد الطويل اسم أبي حميد فيه عشرة أقوال؛ قيل: إنه تير، وقيل: تيرويه، أو زادويه، أبي عبيدة البصري، ثقة مدلس، من الخامسة، مات سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين ومئة (143 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبد الله بن شقيق العقيلي) - مصغرًا - أبي عبد الرَّحمن البصري، ثقة فيه نصب، من الثالثة، مات سنة ثمان ومئة (108 هـ). يروي عنه:(م عم).
(قال) عبد الله: (سألت عائشة) رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(عن (صفة (صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل، فقالت) عائشة: (كان صلى الله عليه وسلم (يصلي ليلًا طويلًا) حالة كونه (قائمًا) في حلاته، (و) يصلي أيضًا (ليلًا طويلًا) حالة كونه (قاعدًا؛ فإذا قرأ قائمًا .. ركع قائمًا، وإذا قرأ قاعدًا .. ركع قاعدًا).
وهذا الحديث يدلُّ على أن المشروع لمن قرأ قائمًا أن يركع ويسجد من قيام، ومن قرأ قاعدًا أن يركع ويسجد من قعود، والحديث الذي قبله يدلُّ على جواز الركوع من قيام من قرأ قاعدًا، ويُجمع بين الحديثين بأنه صلى الله عليه وسلم كان يفعل مرّة كذا، ومرة كذا. انتهى من "العون".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جواز النافلة قائمًا وقاعدا، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب في صلاة القاعد، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في الرجل يتطوع جالسًا، وأحمد في "مسنده".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، ولما فيه من المشاركة، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: أربعة أحاديث:
الأول للاستدلال، والبواقي للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم