المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(24) - (301) - باب ما جاء في الساعة التي ترجى في الجمعة - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٧

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تَتِمَّة كتابُ الأذان (2)

- ‌(1) - (278) - بَابُ كَمْ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ الْمُسَافِرُ إِذَا أَقَامَ بِبَلْدَةٍ

- ‌(2) - (279) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ

- ‌فصل

- ‌(3) - (280) - بَابٌ: فِي فَرْضِ الْجُمُعَةِ

- ‌(4) - (281) - بَابٌ: فِي فَضْلِ الْجُمُعَةِ

- ‌(5) - (282) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌(6) - (283) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ

- ‌(7) - (284) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّهْجِيرِ إِلَى الْجُمُعَةِ

- ‌(8) - (285) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الزِّينَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌(9) - (286) - بَابُ مَا جَاءَ فِي وَقْتِ الْجُمُعَةِ

- ‌(10) - (287) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌(11) - (288) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الاسْتِمَاعِ لِلْخُطْبَةِ وَالْإِنْصَاتِ لَهَا

- ‌(12) - (289) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ

- ‌(13) - (290) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ تَخَطِّي النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌فائدة

- ‌(14) - (291) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْكَلَامِ بَعْدَ نُزُولِ الْإِمَامِ عَنِ الْمِنْبَرِ

- ‌(15) - (292) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌(16) - (293) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً

- ‌(17) - (294) - بَابُ مَا جَاءَ فِي مِنْ أَيْنَ تُؤْتَى الْجُمُعَةُ

- ‌(18) - (295) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ

- ‌(19) - (296) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ قَبْلَ الْجُمُعَةِ

- ‌(20) - (297) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ

- ‌(21) - (298) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الحِلَقِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَالاحْتِبَاءِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ

- ‌(22) - (299) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَذَانِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌تنبيه

- ‌(23) - (300) - بَابُ مَا جَاءَ فِي اسْتِقْبَالِ الْإِمَامِ وَهُوَ يَخْطُبُ

- ‌(24) - (301) - بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي تُرْجَى فِي الْجُمُعَةِ

- ‌(25) - (302) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثِنْتَي عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ السُّنَّةِ

- ‌(26) - (303) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ

- ‌(27) - (304) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ

- ‌(28) - (305) - بَابُ مَا جَاءَ فِي: إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ .. فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ

- ‌(29) - (306) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ فَاتَتْهُ الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ مَتَى يَقْضِيهِمَا

- ‌فائدة

- ‌(30) - (307) - بَابٌ: فِي الْأَرْبَعِ الرَّكَعَاتِ قَبْلَ الظُّهْرِ

- ‌(31) - (308) - بَابُ مَنْ فَاتَتْهُ الْأَرْبَعُ قَبْلَ الظُّهْرِ

- ‌(32) - (309) - بَابٌ: فِيمَنْ فَاتَتْهُ الرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الظُّهْرِ

- ‌(33) - (310) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ صَلَّى قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا وَبَعْدَهَا أَرْبَعًا

- ‌(34) - (311) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُسْتَحَبُّ مِنَ التَّطَوُّعِ بِالنَّهَارِ

- ‌(35) - (312) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ

- ‌(36) - (313) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّكعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ

- ‌(37) - (314) - بَابُ مَا يُقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ

- ‌(38) - (315) - بَابُ مَا جَاءَ فِي السِّتِّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ

- ‌(39) - (316) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ

- ‌(40) - (317) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُقْرَأُ فِي الْوِتْرِ

- ‌(41) - (318) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ بِرَكعَةٍ

- ‌(42) - (319) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقُنُوتِ فِي الْوِتْرِ

- ‌(43) - (320) - بَابُ مَنْ كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الْقُنُوتِ

- ‌(44) - (321) - بَابُ مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ وَمَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ

- ‌(45) - (322) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقُنُوتِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَهُ

- ‌فائدة

- ‌(46) - (323) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ آخِرَ اللَّيْلِ

- ‌(47) - (324) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ نَامَ عَنِ الْوِتْرِ أَوْ نَسِيَهُ

- ‌(48) - (325) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ بِثَلَاثٍ وَخَمْسٍ وَسَبْعٍ وَتِسْعٍ

- ‌(49) - (326) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ فِي السَّفَرِ

- ‌(50) - (327) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْوِتْرِ جَالِسًا

- ‌(51) - (328) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الضَّجْعَةِ بَعْدَ الْوِتْرِ وَبَعْدَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ

- ‌فائدة

- ‌(52) - (329) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ عَلَى الرَّاحِلَةِ

- ‌(53) - (330) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ أَوَّلَ اللَّيْلِ

- ‌(54) - (331) - بَابُ السَّهْوِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(55) - (332) - بَابُ مَنْ صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا وَهُوَ سَاهٍ

- ‌(56) - (333) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ قَامَ مِنِ اثْنَتَيْنِ سَاهِيًا

- ‌(57) - (334) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ شَكَّ فِي صَلَاتِهِ فَرَجَعَ إِلَى الْيَقِينِ

- ‌(58) - (335) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ شَكَّ فِي صَلَاتِهِ فَتَحَرَّى الصَّوَابَ

- ‌(59) - (336) - بَابٌ: فِيمَنْ سَلَّمَ مِنْ ثِنْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ سَاهِيًا

- ‌(60) - (337) - بَابُ مَا جَاءَ فِي سَجْدَتَيِ السَّهْوِ قَبْلَ السَّلَامِ

- ‌(61) - (338) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ سَجَدَهُمَا بَعْدَ السَّلَامِ

- ‌(62) - (339) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبِنَاءِ عَلَى الصَّلَاةِ

- ‌(63) - (340) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أَحْدَثَ فِي الصَّلَاةِ كَيْفَ يَنْصَرِفُ

- ‌(64) - (341) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْمَرِيضِ

- ‌(65) - (342) - بَابٌ: فِي صَلَاةِ النَّافِلَةِ قَاعِدًا

- ‌(66) - (343) - بَابُ صَلَاةِ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ

- ‌(67) - (344) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ

- ‌(68) - (345) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِهِ

- ‌(69) - (346) - بَابُ مَا جَاءَ فِي "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ

- ‌(70) - (347) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقُنُوتِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ

- ‌(71) - (348) - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَتْلِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(72) - (349) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَجْرِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ

- ‌(73) - (350) - بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّاعَاتِ الَّتِي تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ

- ‌(74) - (351) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرُّخْصَةِ فِي الصَّلَاةِ بِمَكَّةَ فِي كلِّ وَقْتٍ

- ‌(75) - (352) - بَابُ مَا جَاءَ إِذَا أَخَّرُوا الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا

الفصل: ‌(24) - (301) - باب ما جاء في الساعة التي ترجى في الجمعة

(24) - (301) - بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي تُرْجَى فِي الْجُمُعَةِ

(64)

- 1112 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا .. إِلَّا أَعْطَاهُ

===

(24)

- (301) - (باب ما جاء في الساعة التي تُرجى في الجمعة)

(64)

- 1112 - (1)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).

(أنبأنا سفيان بن عيينة عن أيوب) بن أبي تميمة كيسان السختياني العنزي أبي بكر البصري، ثقة، من الخامسة، مات سنة إحدى وثلاثين ومئة (131 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن محمد بن سيرين) الأنصاري مولاهم أبي بكر البصري، ثقة، من الثالثة، مات سنة عشر ومئة (110 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة، لأن رجاله ثقات.

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في) يوم (الجمعة ساعة) لطيفة، وفي رواية لمسلم:(إن في الجمعة لساعة) أي: إن في يومها لساعة شريفة عظيمة (لا يوافقها) أي: لا يصادفها بالدعاء فيها (رجل مسلم)، وكذا امرأة مسلمة، وفي رواية مسلم:"عبد مسلم"(قائم) في الصلاة، حالة كونه (يصلي يسأل الله فيها) أي: في تلك الساعة (خيرًا) من خيري الدنيا والآخرة .. (إلا أعطاه) ذلك الخير، قال الراوي،

ص: 171

وَقَلَّلَهَا بِيَدِهِ".

===

(وقللها) أي: قلَّل تلك الساعة (بيده) الشريفة؛ أي: أشار بيده إلى قلتها، قال المناوي: أبهمها كليلة القدر والاسم الأعظم والرجل الصالح؛ لتتوافر الدواعي على مراقبات ساعات ذلك اليوم، وقد روي:"إن لربكم في أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها"، ويوم الجمعة من جملة تلك الأيام فينبغي أن يكون العبد في جميع نهاره متعرضًا لها باحضار القلب، وملازمة الذكر والدعاء، والنزوع عن وساوس الدنيا؛ فعساه يحظى بشيء من تلك النفحات.

قيل: وهل هذه الساعة باقية أو رفعت؟ وإذا قلنا: إنها باقية وهو الصحيح؛ فهل هي في جمعة واحدة من السنة، أو في كل جمعة منها؟ والجمهور على وجودها في كل جمعة، ووقع تعيينها في أحاديث أخر كثيرة، أرجحها حديث أبي موسى مرفوعًا:(أنها ما بين أن يجلس الإمام على المنبر إلى أن تقضى الصلاة) رواه مسلم وأبو داوود. انتهى من "الإرشاد".

(لا يوافقها) أي: لا يصادفها (رجل مسلم) قصدها أو اتفق له وقوع الدعاء فيها، وفي رواية البخاري زيادة:(وهو) قائم جملة اسمية حالية (يصلي) جملة فعلية حالية، والجملة الأولى خرجت مخرج الغالب في المصلي أن يكون قائمًا، فلا يعمل بمفهومها، وهو أنه إن لم يكن قائمًا .. لا يكون هذا الحكم له، والمراد بالصلاة: انتظارها أو الدعاء، وبالقيام: الملازمة والمواظبة لا حقيقة القيام؛ لأن منتظر الصلاة في حكم الصلاة، (يسأل الله) تعالى فيها (شيئًا) مما يليق أن يسأل المسلم به ويدعو فيه ربه تعالى.

قوله: (خيرًا) قال المناوي: خيرًا من خيور الدنيا والآخرة، (إلا أعطاه) أي: إلا أعطى الله تعالى ذلك العبد إياه؛ أي: ذلك الخير المسؤول به،

ص: 172

(65)

- 1113 - (2) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ،

===

(وقللها بيده) أي: أشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة إليها حالة كونه يقللها؛ أي: يشير إلى قلة تلك الساعة وعدم امتدادها؛ من التقليل ضد التكثير.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الجمعة، باب في الساعة التي في يوم الجمعة، ومسلم في كتاب الجمعة، باب في الساعة التي في يوم الجمعة، والنسائي في كتاب الجمعة.

فدرجة هذا الحديث: أنه في أعلى درجات الصحة، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة بحديث عمرو بن عوف المزني رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(65)

-1113 - (2)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا خالد بن مخلد) القطواني -بفتحتين- أبو الهيثم البجلي مولاهم الكوفي، صدوق يتشيع وله أفراد، من كبار العاشرة، مات سنة ثلاث عشرة ومئتين (213 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(خ م ت س ق).

(حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني) المدني، ضعيف أفرط من نسبه إلى الكذب، من السابعة، مات سنة ثلاث وستين ومئة (163 هـ). يروي عنه:(د ت ق).

(عن أبيه) عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد المزني المدني والد كثير، مقبول، من الثالثة. يروي عنه:(د ت ق).

ص: 173

عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ مِنَ النَّهَارِ لَا يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا .. إِلَّا أُعْطِيَ سُؤْلَهُ"، قِيلَ: أَيُّ سَاعَةٍ؟ قَالَ: "حِينَ تُقَامُ الصَّلَاةُ إِلَى الانْصِرَافِ مِنْهَا".

===

(عن جده) عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة - بكسر أوله ومهملة - أبي عبد الله المزني الصحابي رضي الله تعالى عنه، مات في ولاية معاوية. يروي عنه:(د ت ق).

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه كثير بن عبد الله المزني، وهو متفق على ضعفه.

(قال) عمرو بن عوف: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في يوم الجمعة ساعة من النهار لا يسأل الله فيها العبد شيئًا) من الخيرات .. (إلا أُعْطِيَ) ذلك العبد السائل من ربه (سُؤْلَه) اسم مصدر بمعنى اسم المفعول؛ أي: مسؤوله، (قيل) لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أر من عيَّن اسم السائل:(أي ساعة) هي؛ أي: تلك الساعة التي يُستجاب فيها الدعاء من أي ساعة من ساعات النهار، أمن أوله أو من آخره أو من وسطه؟

فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي؛ أي: ساعة الإجابة في يوم الجمعة من (حين تقام الصلاة) أي: مبدأها من الوقت الذي يقيم المؤذن فيه لصلاة الجمعة، ومنتهاها (إلى) وقت (الانصراف) والفراغ (منها) أي: من صلاة الجمعة؛ أي: هي ساعة لطيفة تُرجى بين هذين الوقتين لا جميع ما بين الوقتين، وفي رواية مسلم من حديث أبي موسى الأشعري:(هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تُقضى الصلاة) أي: ما بين أن يجلس الإمام على المنبر للخطبة وبين ما بعده إلى أن تُقضى وتؤدى صلاة الجمعة ويُفرغ منها.

ص: 174

(66)

- 1114 - (3) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ،

===

ذكر النووي عن القاضي عياض بيان اختلاف السلف في تعيين تلك الساعة، ثم قال: والصحيح، بل الصواب ما رواه مسلم من حديث أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة. انتهى، قال الطيبي: الظاهر أن يقال: بين أن يجلس وبين أن تقضى الصلاة إلا أنه أتى بإلى؛ ليبين أن جميع الزمان المبتدأ من الجلوس إلى انقضاء الصلاة تلك السويعة. انتهى.

وهذا الحديث إسناده ضعيف جدًّا؛ لأن فيه كثير بن عبد الله، وقد أجمعوا على تضعيفه، ولكن المتن صحيح؛ لأن له شاهدًا أخرجه مسلم من حديث أبي موسى الأشعري في كتاب الجمعة، باب في الساعة التي في يوم الجمعة، رقم (16 - (853).

فدرجة الحديث: أنه ضعيف السند، صحيح المتن بغيره، وغرضه الاستشهاد به لحديث أبي هريرة.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث عبد الله بن سلام رضي الله عنهما، فقال:

(66)

- 1114 - (3)(حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم) بن عمرو العثماني مولاهم (الدمشقي) أبو سعيد، لقبه دُحَيْم - مصغرًا بمهملتين - ثقة حافظ متقن، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ). يروي عنه:(خ د س ق).

(حدثنا) محمد بن إسماعيل بن مسلم (بن أبي فُديك) - بالفاء مصغرًا -

ص: 175

عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سلَامٍ قَالَ: قُلْتُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ: إِنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ: فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِن يُصَلِّي يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا شَيْئًا .. إِلَّا قَضَى لَهُ

===

الديلي مولاهم أبو إسماعيل المدني، وقد يُنسب إلى جد أبيه، صدوق، من صغار الثامنة، مات سنة مئتين (200 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).

(عن الضحاك بن عثمان) بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي الحزامي - بكسر أوله وبالزاي - أبي عثمان المد ني، صدوق يهم، من السابعة. يروي عنه:(م عم).

(عن أبي النضر) سالم بن أبي أمية مولى عمر بن عبيد الله التيمي المدني، ثقة ثبت، وكان يرسل، من الخامسة، مات سنة تسع وعشرين ومئة (129 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن الزهري المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين، أو أربع ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن عبد الله بن سلام) الإسرائيلي المدني الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من سداسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) عبد الله بن سلام: (قلت) لرسول الله صلى الله عليه وسلم (و) الحال أن (رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس) بيننا: (إنا) نحن معاشر الأحبار (لنجد في كتاب الله) تعالى؛ يعني: التوراة كلمة: (في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها) أي: لا يصادفها (عبد مؤمن) بالله (يُصلي) الصلاة الشرعية (يسأل الله فيها شيئًا) من خيرات الدنيا والآخرة .. (إلا قضى) الله (له) أي:

ص: 176

حَاجَتَهُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَأَشَارَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ: "بَعْضُ سَاعَةٍ" فَقُلْتُ: صَدَقْتَ، أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ، قُلْتُ: أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: "هِيَ آخِرُ سَاعَاتِ النَّهَارِ"، قُلْتُ: إِنَّهَا لَيْسَتْ سَاعَةَ صَلَاةٍ، قَالَ:"بَلَى؛ إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا صَلَّى ثُمَّ جَلَسَ لَا يَحْبِسُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ فَهُوَ .. فِي الصَّلَاة".

===

لذلك العبد السائل (حاجته) أعطاه وأتمه، (قال عبد الله) بن سلام:(فأشار إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده (أو بعض ساعة) أي: بل هي بعض ساعة وجزء قليل منها.

(فقلت) له صلى الله عليه وسلم: (صدقت) فيما قلت يا رسول الله (أو بعض ساعة) أي: بل هي بعض ساعة لا تمامها، ثم (قلت) له:(أي ساعة هي؟ ) أي: تلك الساعة التي يُستجاب فيها الدعاء، أي ساعة هي من النهار أمِن أوله أو آخره أو وسطه؟ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:(هي) أي: تلك الساعة (آخر ساعات النهار) من يوم الجمعة، (قلت) له:(إنها) أي: إن ساعات آخر النهار (ليست ساعة صلاة) فكيف تكون هي منها؟ (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بلى) أي: ليس الأمر كما قلت؛ (إن العبد المؤمن إذا صلى) الصلاة الحاضرة، (ثم جلس) في المسجد لانتظار الصلاة المستقبلة، حالة كونه (لا يحبسه) في المسجد ولا يمنعه من الخروج منه (إلا الصلاة) أي: إلا انتظارها .. (فهو في) ثواب انتظار (الصلاة) فكأنه في الصلاة حكمًا في آخر النهار.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ولكنه رواه أحمد في "مسنده" من هذا الوجه، ورواه أبو داوود في كتاب الصلاة، والترمذي في كتاب الصلاة، باب في الساعة التي يُرجى، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم

ص: 177

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

في "المستدرك" من حديث أبي هريرة، وفيه سؤالهم لعبد الله بن سلام عن تعيين الساعة.

وقد ورد في "صحيح مسلم" وأبي داوود من حديث أبي موسى الأشعري مرفوعًا: (هي ما بين أن يجلس الإمام) على المنبر (إلى أن تُقضى الصلاة)، فحديث عبد الله بن سلام معارض لحديث أبي موسى الأشعري في تعيين الوقت، فحديث أبي موسى هو المرجح على حديث عبد الله بن سلام؛ لكونه من رواية مسلم، قال النووي: وقد روينا في "سنن البيهقي" عن أحمد بن سلمة، قال: ذاكرت مسلم بن الحجاج في حديث أبي موسى هذا، فقال مسلم: هو أجود حديث وأصحه في بيان ساعة الجمعة، والله أعلم. انتهى منه.

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:

فالأول منها للاستدلال، والأخيران للاستشهاد، وكلها صحيح، كما مر آنفًا.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 178