الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(73) - (350) - بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّاعَاتِ الَّتِي تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ
(176)
- 1224 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ:
===
(73)
- (350) - (باب ما جاء في الساعات التي تكره فيها الصلاة)
(176)
- 1224 - (1)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غندر) محمد بن جعفر الهذلي.
(عن شعبة، عن يعلى بن عطاء) العامري الليثي الطائفي نزيل واسط، ثقة، من الرابعة، مات بواسط سنة عشرين ومئة (ت 12 هـ)، أو بعدها. يروي عنه:(م عم).
(عن يزيد بن طلق) مجهول، من السادسة. يروي عنه:(س ق).
(عن عبد الرَّحمن بن البيلماني) -بفتح الموحدة وسكون الياء- مولى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، مدني نزل حران، ضعيف، من الثالثة، مات في حدود التسعين. يروي عنه:(عم).
(عن عمرو بن عبسة) - بموحدة ومهملتينِ مفتوحتَينِ - ابن عامر بن خالد السلمي الشامي الصحابي المشهور رضي الله عنه، أسلم قديمًا وهاجر بعد أحد، ثم نزل الشام. يروي عنه:(م عم).
وهذا السند من سباعياته، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه يزيد بن طلق، وهو مجهول، وعبد الرَّحمن بن البيلماني، وهو ضعيف.
(قال) عمرو: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت) له:
هَلْ مِنْ سَاعَةٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ أُخْرَى؟ قَالَ: "نَعَمْ، جَوْفُ اللَّيْلِ الْأَوْسَطُ، فَصَلِّ مَا بَدَا لَكَ حَتَّى يَطْلُعَ الصُّبْحُ، ثُمَّ انْتَهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَمَا دَامَتْ كَأَنَّهَا حَجَفَةٌ حَتَّى تُبَشْبِشَ،
===
(هل من ساعة) من زائدة، وساعة مبتدأ، وسوغ الابتداء بالنكرة العموم ودخول من الاستغراقية عليه (أحب) خبر المبتدأ، وهو اسم تفضيل يصح الإخبار به عن المذكر والمؤنث؛ أي: هل ساعة أحب (إلى الله) تعالى؛ أي: عند الله تعالى (من) ساعة (أخرى؟ قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (نعم) عند الله ساعة العمل فيها أحب من العمل في غيرها، وتلك الساعة هي (جوف الليل) أي: آنائه وداخله وثلثه (الأوسط) قال السندي: جوف الليل؛ أي: وسطه، وقوله:"الأوسط" كالبيان للجوف، أي: فهو عطف بيان له، فإذا جاءك ثلثه الأوسط .. (فصل ما بدا لك) أي: ما ظهر لك من الصلاة وقدرت عليه (حتى يطلع الصبح) وينشق الفجر الصادق في الأفق.
(ثم) بَعْدَمَا طلعَ الفجر وانشق (انته) أي: اكفف وامنع نفسك من صلاة الليل إلَّا راتبة الفجر وفرض الصبح (حتى تطلع الشمس) وترتفع قدر رمح، قال السعدي قوله:"انْتَهْ" أمر من الانتهاء، وفي نسخة:(أَنْهِهْ) من الإنهاءِ بمعنى الانتهاءِ، والهاء للسكت؛ كما في قوله تعالى {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (1)، (و) لا تصل بعد طلوع قرصها (ما دامت كأنها حجفة) بتقديم الحاء المهملة على الجيم، وهما مفتوحتان، وهي الترس؛ أي: لا تصل بعد طلوعها مدة دوام تشبهها بالحجفة في عدم الحرارة وإمكان النظر إليها وعدم انتشار النور منها (حتى تُبَشْبِشَ) -بضم الفوقانية وفتح الموحدة وسكون المعجمة وكسر الموحدة الثانية- من بَشْبَشَ بوزن فَعْلَلَ كدحرج وزلزل، لكنه من مزيد الثلاثي؛
(1) سورة الأنعام: (90).
ثُمَّ صَلِّ مَا بَدَا لَكَ حَتَّى يَقُومَ الْعَمُودُ عَلَى ظِلِّهِ، ثُمَّ انْتَهِ حَتَّى تَزِيغَ الشَّمْسُ؛ فَإِنَّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ نِصْفَ النَّهَارِ،
===
أي: حتى تُبَشْبِشَ ويَنْتَشِرَ نورُها وشعاعُها في نواحي الأرض من الجبال والسهول.
(ثم) بعدما بَشْبَشَتْ ونَشَرَتْ شُعاعَها بارتفاعها قدْرَ رمح (صل ما بدا لك) واستطعت من صلاة الضحى والنوافل المطلقة (حتى يقوم العمود) أي: عمود البيت وخشبته التي تربط عليها الخيمة (على ظله) لنهاية قصره من غير خروج الظل من تحته لبلوغه في القصر غايته، وذلك وقت الاستواء، قال السندي: قوله: "حتى يقوم على ظله" وهو خشبة يقوم عليها البيت، والمراد: حتى يبلغ الظل في القصر غايته ونهايته بحيث لا يظهر إلَّا تحت العمود، والمراد به: وقت الاستواء الذي يقول فيه الفقهاء حتى قام قائم الظهيرة.
(ثم) بعدما بلغ غايته في القصر (انته) أي: اكفف نفسك عن فعل الصلاة واتركها (حتى تزيغ) وتميل (الشمس) عن وسط السماء إلى جانب الغرب، والفاء في قوله:(فإن جهنم) تعليلية؛ أي: وإنما قلت: ثم انته عن الصلاة حتى تزيغ الشمس؛ لأن جهنم (تُسْجَرُ) بالبناء للمفعول مع التخفيف أو التشديد؛ أي: توقد وتلتهب ويشتد حرها وقت (نصف النهار) أي: توقد إيقادًا بليغًا كأنه أراد الإبراد بالظهر، كما مر في بابه، وضبطه ابن الملك بالتشديد، وضبطه ملا علي به وبالتخفيف، وبكليهما جاء القرآن قال تعالى:{ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} (1)، {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} في الطور (2)، وقال:{وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} (3)، وسَجْرُ النارِ تَهْييجُهَا.
(1) سورة غافر: (22).
(2)
سورة الطور: (6).
(3)
سورة التكوير: (6).
ثُمَّ صَلِّ مَا بَدَا لَكَ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ انْتَهِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ؛ فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، وَتَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ".
===
(ثم) بعدما زاغت الشمس وزالت (صل ما بدا لك) واستطعت من النوافل والفرائض (حتى تصلي) فرض (العصر) ونوافله، أي: إلى أن تصلي العصر، (ثم) بعدما فرغت من صلاة العصر (انته) أي: اكفف نفسك عن فعل النوافل المطلقة (حتى تغرب الشمس) بجميع قرصها؛ (فإنها) أي: فإن الشمس (تغرب بين قرني الشيطان) وحينئذ يسجد لها عابدوها، كما في رواية مسلم (وتطلع بين قرني الشيطان) وحينئذ يسجد لها عابدوها.
قال الخطابي: وذكر تسجير جهنم وكون الشمس بين قرني الشيطان وما أشبه ذلك من الأشياء التي تذكر على سبيل التعليل لتحريم شيء أو لنهي عن شيء من الأمور التي لا تُدْرَك معانيها من طريق الحس والعيان، وإنما يجب علينا الإيمان بها والتصديق بمخبوءاتها والانتهاء إلى أحكامها التي علقت بها. انتهى من "العون".
قوله: "حتى تصلي العصر" قال في "النيل": فيه دليل على أن وقت النهي لا يدخل بدخول وقت العصر ولا بصلاة غير المصلي، وإنما يكره لكل إنسان بعد صلاة نفسه حتى لو أخرها عن أول الوقت لَمْ يكره التنفل قبلها. انتهى منه.
قلت: هذا هو الظاهر من الحديث، وحمله الآخرون على وقت الغروب وعلى وقت الطلوع. انتهى من "العون".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم في كتاب صلاة المسافرين، في بيان إسلام عمرو بن عبسة في ضمن باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، أخرجه مطولًا بأسانيد صحيحة بألفاظ أخر، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب من رخص في صلاة الركعتين بعد العصر إذا كانت الشمس مرتفعة، والنسائي
(177)
-1225 - (2) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُودَ الْمُنْكَدِرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ،
===
في كتاب المواقيت، باب النهي عن الصلاة بعد العصر، وأحمد بن حنبل في "مسنده".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح، وإن كان سنده ضعيفًا؛ للمشاركة، ولأن له شواهد في "الصحيحين" وغيرهما، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة، فالحديث صحيح المتن، ضعيف السند.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عمرو بن عبسة بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما، فقال:
(177)
-1225 - (2)(حدثنا الحسن بن داوود) بن محمد بن المنكدر (المنكدري) أبو محمد المدني، لا بأس به تكلموا في سماعه من المعتمر، من العاشرة، مات سنة سبع وأربعين ومئتين (247 هـ). يروي عنه:(س ق).
(حدثنا) محمد بن إسماعيل بن مسلم (بن أبي فديك) - بالفاء مصغرًا - الديلي مولاهم أبو إسماعيل المدني، صدوق، من صغار الثامنة، مات سنة مئتين (200 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن الضحاك بن عثمان) بن عبد الله بن خالد بن حازم الأسدي الحزامي - بكسر المهملة وبالزاي - أبي عثمان المدني، صدوق يهم، من السابعة، مات سنة ثلاث وخمسين ومئة (153 هـ). يروي عنه:(م عم).
(عن) سعيد بن أبي سعيد كيسان (المقبري) أبي سعد المدني، ثقة، من الثالثة، تغير قبل موته بأربع سنين، مات في حدود العشرين ومئة (120 هـ)، وقيل قبلها، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَأَلَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ أَمْرٍ أَنْتَ بهِ عَالِمٌ وَأَنَا بِهِ جَاهِلٌ قَالَ: "وَمَا هُوَ؟ "، قَالَ: هَلْ مِنْ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَاعَةٌ تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ .. فَدَعِ الصَّلَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ؛ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بِقَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، ثُمَّ صَلِّ فَالصَّلَاةُ مَحْضُورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تَسْتَوِيَ الشَّمْسُ
===
(عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه.
وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة، قال البوصيري: هذا إسناد حسن؛ لأن فيه المنكدري، وهو لا بأس به.
(قال) أبو هريرة: (سأل صفوان بن المعطل) -بضم الميم وفتح المهملة وتشديد الطاء المفتوحة- الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه (رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال) في سؤاله: (يا رسول الله؛ إني سائلك عن أمر أنت به عالم وأنا به جاهل، قال) رسول الله: (وما هو؟ ) أي: وما ذلك الأمر الذي تريد سؤاله؟ (قال) صفوان: (هل من ساعات الليل والنهار ساعة تكره فيها الصلاة) وتمنع؟
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم) أخبرك عنها وأقول لك: (إذا صليت) فرض (الصبح .. فاع) أي: فاترك فعل (الصلاة) التي لا سبب لها (حتى تطلع الشمس) وترتفع قدر رمح (فإنها تطلع) مقارنة (بقرني الشيطان، ثم) بعد طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح (صل) بقدر ما استطعت من النوافل المطلقة، (فالصلاة) في ذلك الوقت (محضورة) أي: تحضرها الملائكة (متقبلة) أي: مقبولة عند الله تعالى؛ أي: لها ثواب عند الله تعالى مأجورة؛ أي: صل بقدر ما استطعت (حتى تستوي الشمس)
عَلَى رَأْسِكَ كَالرُّمْحِ، فَإِذَا كَانَتْ عَلَى رَأْسِكَ كَالرُّمْحِ .. فَدَعِ الصَّلَاةَ؛ فَإِنَّ تِلْكَ السَّاعَةَ تُسْجَرُ فِيهَا جَهَنَّمُ، وَتُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُهَا، حَتَّى تَزِيغَ الشَّمْسُ عَنْ حَاجِبِكَ الْأَيْمَنِ، فَإِذَا زَالَتْ .. فَالصَّلَاةُ مَحْضُورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ دَعِ الصَّلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ".
===
وترتفع (على رأسك كالرمح) المستوي المستقيم الذي لا يميل من جانب إلى جانب، وتخصيص الرمح هنا للذكر؛ لأن العرب أهل بادية، إذا أرادوا أن يعلموا نصف النهار .. ركزوا رماحهم في الأرض، ثم نظروا إلى ظلها. انتهى من "المرقاة".
(فإذا كانت) مرتفعة عالية (على رأسك) أي: فوق رأسك واقفة فوقه (كالرمح .. فدع) أي: فاترك (الصلاة) التي لا سبب لها؛ (فإن تلك الساعة) التي تكون الشمس فيها فوق رأسك (تسجر) وتوقد (فيها جهنم، وتفتح فيها أبوابها) أي: فدع الصلاة في تلك الساعة التي هي ساعة الاستواء (حتى تزيغ) وتميل (الشمس عن) كبد السماء إلى (حاجبك الأيمن) يعني: إلى جهة المغرب، (فإذا زالت) ومالت عن كبد السماء إلى جهة المغرب .. فصل بقدر ما استطعت .. (فالصلاة) أي: فإن الصلاة في ذلك الوقت (محضورة) تحضرها الملائكة (متقبلة) أي: مأجورة لها ثواب (حتى تصلي) فرض صلاة (العصر) وتفرغ عنها، (ثم) بعدما صليت العصر (ح الصلاة) واتركها (حتى تغيب) وتغرب (الشمس) بجميع قرصها. وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ولكن رواه ابن حبان في "صحيحه" عن أحمد بن علي بن المثنى عن أحمد بن عيسى المصري، عن ابن وهب، عن عياض بن عبد الله القرشي، عن سعيد المقبري به، ورواه ابن خزيمة أيضًا في "صحيحه" عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ويوسف بن عبد الأعلى كلاهما
(178)
- 1226 - (3) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،
===
عن ابن وهب به، ورواه الإمام أحمد في "مسنده"، وأبو يعلى الموصلي أيضًا من طريق حميد بن الأسود، عن الضحاك، عن المقبري، عن صفوان بن المعطل، فجعله من مسند صفوان، وأصله في "الصحيحين" من حديث ابن عمر، وفي "مسلم" من حديث عمرو بن عبسة، وروى النسائي في "الصغرى" بعضه.
فإذًا درجة هذا الحديث: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عمرو بن عبسة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث عمرو بن عبسة بحديث الصنابحي، فقال:
(178)
- 1226 - (3)(حدثنا إسحاق بن منصور) بن بهرام الكوسج التميمي المروزي، ثقة ثبت، من الحادية عشرة، مات سنة إحدى وخمسين ومئتين (251 هـ). يروي عنه:(خ م ت س ق).
(أنبأنا عبد الرزاق) الصنعاني الحميري، ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى عشرة ومثتين (211 هـ). يروي عنه:(ع).
(أنبأنا معمر) بن راشد الأزدي البصري، ثقة، من السابعة، مات سنة أربع وخمسين ومئة (154 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن زيد بن أسلم) العدوي مولاهم مولى عمر بن الخطاب أبي أسامة المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عطاء بن يسار) الهلالي مولاهم مولى ميمونة أبي محمد المدني،
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصُّنَابِحِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ - أَوْ قَالَ -: يَطْلُعُ مَعَهَا قَرْنَا الشَّيْطَانِ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ .. فَارَقَهَا، فَإِذَا كَانَتْ فِي وَسَطِ السَّمَاءِ .. قَارَنَهَا، فَإِذَا دَلَكَتْ - أَوْ قَالَ -: زَالَتْ .. فَارَقَهَا، فَإِذَا دَنَتْ لِلْغُرُوبِ .. قَارَنَهَا، فَإِذَا غَرَبَتْ .. فَارَقَهَا، فَلَا تُصَلُّوا هَذِهِ السَّاعَاتِ الثَّلَاثَ".
===
ثقة، من صغار الثانية، مات سنة أربع وتسعين (94 هـ)، وقيل بعد ذلك. يروي عنه:(ع).
(عن أبي عبد الله الصنابحي) عبد الرَّحمن بن عُسيلة - مصغرًا - المرادي، ثقة مخضرم، قدم المدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أيام، مات في خلافة عبد الملك. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من سداسياته، رجاله ثقات أثبات، ولكنه ضعيف؛ لأنه مرسل؛ لأن الصنابحي لَمْ ير النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمعه.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الشمس تطلع بين قرني الشيطان، أو قال) الراوي: (يطلع معها قرنا الشيطان) يعني: أنه يدني رأسه على الشمس في هذه الأوقات حبًا منه بأن يعبدوا بجبهته، فيكون الساجد لها من الكفار كالساجد له في الصورة، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك الوقت تحرزًا عن شبه الكفرة، كما في "المبارق". انتهى من "الكوكب".
(فإذا ارتفعت .. فارقها، فإذا كانت في وسط السماء .. قارنها، فإذا دلكت) وزالت عن وسط السماء (أو قال) الراوي: (زالت .. فارقها، فإذا دنت) وقربت (للغروب .. قارنها، فإذا غربت .. فارقها، فلا تصلوا) الصلاة التي لا سبب لها في (هذه الساعات) والأوقات (الثلاث) عند طلوع الشمس وعند الاستواء وعند الغروب؛ لئلا تَتَشَبَّهُوا بالكفارِ عبدة الشمس والشيطان.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: النسائي في "الصغرى" في كتاب المواقيت، باب الساعات التي نهي عن الصلاة فيها، وأصله في "الصحيحين"، أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، رقم (3237) والشافعي في "الرسالة"، ومسلم في كتاب المساجد مواضع الصلاة، باب أوقات الصلوات الخمس، رقم (173)، ومالك في "الموطأ".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح المتن للمشاركة فيه؛ لأن له شواهد كما بيناه، وإن كان ضعيف السند؛ لإرساله، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.
* * *
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:
الأول للاستدلال، والأخيران للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم