المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(12) - (289) - باب ما جاء فيمن دخل المسجد والإمام يخطب - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٧

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌تَتِمَّة كتابُ الأذان (2)

- ‌(1) - (278) - بَابُ كَمْ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ الْمُسَافِرُ إِذَا أَقَامَ بِبَلْدَةٍ

- ‌(2) - (279) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ

- ‌فصل

- ‌(3) - (280) - بَابٌ: فِي فَرْضِ الْجُمُعَةِ

- ‌(4) - (281) - بَابٌ: فِي فَضْلِ الْجُمُعَةِ

- ‌(5) - (282) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌(6) - (283) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ

- ‌(7) - (284) - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّهْجِيرِ إِلَى الْجُمُعَةِ

- ‌(8) - (285) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الزِّينَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌(9) - (286) - بَابُ مَا جَاءَ فِي وَقْتِ الْجُمُعَةِ

- ‌(10) - (287) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌(11) - (288) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الاسْتِمَاعِ لِلْخُطْبَةِ وَالْإِنْصَاتِ لَهَا

- ‌(12) - (289) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ

- ‌(13) - (290) - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ تَخَطِّي النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌فائدة

- ‌(14) - (291) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْكَلَامِ بَعْدَ نُزُولِ الْإِمَامِ عَنِ الْمِنْبَرِ

- ‌(15) - (292) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌(16) - (293) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً

- ‌(17) - (294) - بَابُ مَا جَاءَ فِي مِنْ أَيْنَ تُؤْتَى الْجُمُعَةُ

- ‌(18) - (295) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ

- ‌(19) - (296) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ قَبْلَ الْجُمُعَةِ

- ‌(20) - (297) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ

- ‌(21) - (298) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الحِلَقِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَالاحْتِبَاءِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ

- ‌(22) - (299) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَذَانِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌تنبيه

- ‌(23) - (300) - بَابُ مَا جَاءَ فِي اسْتِقْبَالِ الْإِمَامِ وَهُوَ يَخْطُبُ

- ‌(24) - (301) - بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي تُرْجَى فِي الْجُمُعَةِ

- ‌(25) - (302) - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثِنْتَي عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ السُّنَّةِ

- ‌(26) - (303) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ

- ‌(27) - (304) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ

- ‌(28) - (305) - بَابُ مَا جَاءَ فِي: إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ .. فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ

- ‌(29) - (306) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ فَاتَتْهُ الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ مَتَى يَقْضِيهِمَا

- ‌فائدة

- ‌(30) - (307) - بَابٌ: فِي الْأَرْبَعِ الرَّكَعَاتِ قَبْلَ الظُّهْرِ

- ‌(31) - (308) - بَابُ مَنْ فَاتَتْهُ الْأَرْبَعُ قَبْلَ الظُّهْرِ

- ‌(32) - (309) - بَابٌ: فِيمَنْ فَاتَتْهُ الرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الظُّهْرِ

- ‌(33) - (310) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ صَلَّى قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا وَبَعْدَهَا أَرْبَعًا

- ‌(34) - (311) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُسْتَحَبُّ مِنَ التَّطَوُّعِ بِالنَّهَارِ

- ‌(35) - (312) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ

- ‌(36) - (313) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّكعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ

- ‌(37) - (314) - بَابُ مَا يُقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ

- ‌(38) - (315) - بَابُ مَا جَاءَ فِي السِّتِّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ

- ‌(39) - (316) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ

- ‌(40) - (317) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُقْرَأُ فِي الْوِتْرِ

- ‌(41) - (318) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ بِرَكعَةٍ

- ‌(42) - (319) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقُنُوتِ فِي الْوِتْرِ

- ‌(43) - (320) - بَابُ مَنْ كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الْقُنُوتِ

- ‌(44) - (321) - بَابُ مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ وَمَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ

- ‌(45) - (322) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقُنُوتِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَهُ

- ‌فائدة

- ‌(46) - (323) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ آخِرَ اللَّيْلِ

- ‌(47) - (324) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ نَامَ عَنِ الْوِتْرِ أَوْ نَسِيَهُ

- ‌(48) - (325) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ بِثَلَاثٍ وَخَمْسٍ وَسَبْعٍ وَتِسْعٍ

- ‌(49) - (326) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ فِي السَّفَرِ

- ‌(50) - (327) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْوِتْرِ جَالِسًا

- ‌(51) - (328) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الضَّجْعَةِ بَعْدَ الْوِتْرِ وَبَعْدَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ

- ‌فائدة

- ‌(52) - (329) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ عَلَى الرَّاحِلَةِ

- ‌(53) - (330) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ أَوَّلَ اللَّيْلِ

- ‌(54) - (331) - بَابُ السَّهْوِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(55) - (332) - بَابُ مَنْ صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا وَهُوَ سَاهٍ

- ‌(56) - (333) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ قَامَ مِنِ اثْنَتَيْنِ سَاهِيًا

- ‌(57) - (334) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ شَكَّ فِي صَلَاتِهِ فَرَجَعَ إِلَى الْيَقِينِ

- ‌(58) - (335) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ شَكَّ فِي صَلَاتِهِ فَتَحَرَّى الصَّوَابَ

- ‌(59) - (336) - بَابٌ: فِيمَنْ سَلَّمَ مِنْ ثِنْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ سَاهِيًا

- ‌(60) - (337) - بَابُ مَا جَاءَ فِي سَجْدَتَيِ السَّهْوِ قَبْلَ السَّلَامِ

- ‌(61) - (338) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ سَجَدَهُمَا بَعْدَ السَّلَامِ

- ‌(62) - (339) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبِنَاءِ عَلَى الصَّلَاةِ

- ‌(63) - (340) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أَحْدَثَ فِي الصَّلَاةِ كَيْفَ يَنْصَرِفُ

- ‌(64) - (341) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْمَرِيضِ

- ‌(65) - (342) - بَابٌ: فِي صَلَاةِ النَّافِلَةِ قَاعِدًا

- ‌(66) - (343) - بَابُ صَلَاةِ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ

- ‌(67) - (344) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ

- ‌(68) - (345) - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِهِ

- ‌(69) - (346) - بَابُ مَا جَاءَ فِي "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ

- ‌(70) - (347) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقُنُوتِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ

- ‌(71) - (348) - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَتْلِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ فِي الصَّلَاةِ

- ‌(72) - (349) - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَجْرِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ

- ‌(73) - (350) - بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّاعَاتِ الَّتِي تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ

- ‌(74) - (351) - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرُّخْصَةِ فِي الصَّلَاةِ بِمَكَّةَ فِي كلِّ وَقْتٍ

- ‌(75) - (352) - بَابُ مَا جَاءَ إِذَا أَخَّرُوا الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا

الفصل: ‌(12) - (289) - باب ما جاء فيمن دخل المسجد والإمام يخطب

(12) - (289) - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ

(39)

- 1087 - (1) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ جَابِرًا، وَأَبُو الزُّبَيْرِ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَالَ: دَخَلَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِي الْمَسْجِدَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقَالَ:

===

(12)

- (289) - (باب ما جاء فيمن دخل المسجد والإمام يخطب)

(39)

- 1087 - (1)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق مقرئ، من كبار العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (245 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(خ عم).

(حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار) الجمحي المكي، ثقة، من الرابعة، مات سنة ست وعشرين ومئة (126 هـ). يروي عنه:(ع).

(سمع) عمرو بن دينار (جابر) بن عبد الله الأنصاري.

(وأبو الزبير) الأسدي المكي محمد بن مسلم بن تدرس (سمع) أيضًا بالسند السابق، ولم يعطفه على عمرو؛ لتصريح سماعه؛ لأنه مدلس، والعنعنة فيه توهم التدليس منه (جابر بن عبد الله) الأنصاري رضي الله تعالى عنهما.

وهذان السندان من رباعياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات، والله أعلم.

(قال) جابر: (دخل سُليك) -بضم السين مصغرًا- ابن عمرو أو ابن هدية، كذا في "الإصابة"(الغطفاني) -بفتحتين- نسبة إلى غطفان قبيلة مشهورة من العرب (المسجد) النبوي، (و) الحال أن (النبي صلى الله عليه وسلم يخطب) أي: يعظ الناس ويذكرهم، فجلس بلا صلاة ركعتي التحية، (فقال) له؛ أي:

ص: 113

"أَصلَّيْتَ؟ "، قَالَ: لَا، قَالَ:"فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ"، وَأَمَّا عَمْرٌو .. فَلَمْ يَذْكُرْ سُلَيْكًا.

===

لسُليك النبي صلى الله عليه وسلم: (أصليت) أي: هل صليت (يا فلان) كما في رواية مسلم تحية المسجد؟ فـ (قال) الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم: (لا) أي: ما صليت، فـ (قال) له النبي صلى الله عليه وسلم: قم (فصل ركعتين) تحية المسجد.

(وأما عمرو) بن دينار .. (فلم يذكر سُليكًا) في روايته، وهذا الكلام لا يصح سواء كان من المؤلف أو من راويته أبي الحسن القطان؛ لأنه ذكر سُليكًا كما ذكره عمرو بن دينار، راجع "صحيح مسلم" .. تر خلافه.

قال القسطلاني: واستدل بهذا الحديث الشافعية والحنابلة على أن الداخل للمسجد والخطيب يخطب على المنبر يُندب له صلاة تحية المسجد إلا في آخر الخطبة، ويخففها وجوبًا ليسمع الخطبة، قال الزركشي: والمراد بالتخفيف فيما ذكر: الاقتصار على الواجبات، لا الإسراع، قال: ويدل له ما ذكروه من أنه إذا ضاق الوقت وأراد الوضوء .. اقتصر على الواجبات. انتهى.

ومنع منها المالكية والحنفية لحديث ابن ماجه أنه صلى الله عليه وسلم قال للذي دخل يتخطى رقاب الناس: "اجلس فقد آذيت"، وأجابوا عن قصة سُليك بأنها واقعة عين لا عموم لها، فتختص بسُليك.

وأُجيب بأن الأصل عدم الخصوصية، وبأن التحية لا تفوت بالجلوس في حق الجاهل أو الناسي، فحال هذا الرجل الداخل محمولة على أحدهما، وبأن قوله للذي يتخطى على رقاب الناس:"اجلس" أي: لا تتخط، أو ترك أمره بالتحية لبيان الجواز؛ فإنها ليست واجبة، أو لكون دخوله وقع في آخر الخطبة بحيث ضاق الوقت عن التحية، أو كان قد صلى التحية في مؤخر المسجد، ثم

ص: 114

(40)

- 1088 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ،

===

تقدم ليقرب من الإمام لسماع الخطبة فوقع منه التخطي، فأنكر عليه. انتهى من "القسطلاني" أيضًا.

وشارك المؤلف في رواية حديث عمرو بن دينار: البخاري؛ أخرجه في كتاب الجمعة، باب إذا رأى الإمام رجلًا جاء وهو يخطب .. أمره أن يصلي ركعتين، ومسلم في كتاب الجمعة، باب التحية والإمام يخطب، رقم (875)، وأبو داوود في كتاب الجمعة، باب إذا دخل الرجل والإمام يخطب، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في الركعتين إذا جاء الرجل والإمام يخطب، والنسائي في كتاب الجمعة، باب الصلاة يوم الجمعة من جاء والإمام يخطب، وأحمد بن حنبل في "مسنده".

وأما حديث أبي الزبير .. فقد انفرد به ابن ماجه، وهذا الكلام لا يصح أيضًا؛ لأنه شاركه فيه أيضًا الإمام مسلم رحمه الله تعالى، ارجع إلى "صحيح مسلم" .. تر خلافه.

فدرجة هذا الحديث أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث جابر بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(40)

- 1088 - (2)(حدثنا محمد بن الصباح) بن سفيان الجرجرائي، صدوق، من العاشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ). يروي عنه:(د ق).

(أخبرنا سفيان بن عيينة عن) محمد (بن عجلان) القرشي مولاهم

ص: 115

عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبي سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقَالَ: "أَصَلَّيْتَ؟ "، قَالَ: لَا، قَالَ:"فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ".

===

أبي عبد الله المدني، صدوق، من الخامسة، مات سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ). يروي عنه:(م عم).

(عن عياض بن عبد الله) بن سعد بن أبي سرح - بمهملات مع فتح أوله وسكون ثانيه - القرشي العامري المكي، ثقة، من الئالثة، مات على رأس المئة (100 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي سعيد) الخدري سعد بن مالك الأنصاري رضي الله عنه.

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) أبو سعيد: (جاء رجل) من الصحابة المسجد النبوي (والنبي صلى الله عليه وسلم أي: والحال أنه صلى الله عليه وسلم (يخطب) الناس، وفي تحفة الأحوذي أن ذلك الرجل هو سُليك بن عمرو الغطفاني، (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم للرجل:(أصليت؟ ) أي: هل صليت تحية المسجد يا فلان؟ (قال) الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم: (لا) أي: ما صليتها، فـ (قال) له النبي صلى الله عليه وسلم: قم (فصل ركعتين) تحية المسجد.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في الركعتين إذا جاء الرجل، رقم (510)، قال أبو عيسى: حديث أبي سعيد الخدري حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق، والنسائي في كتاب الجمعة، باب حث الإمام على الصدقة يوم الجمعة في خطبته، الحديث (1407). انتهى "تحفة الأشراف".

ص: 116

(41)

- 1089 - (3) حَدَّثَنَا دَاوُودُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ

===

فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وله مشاركة أيضًا، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث جابر بحديث أبي هريرة وجابر رضي الله تعالى عنهما، فقال:

(41)

- 1089 - (3)(حدثنا داوود بن رشيد) - بالتصغير - الهاشمي مولاهم أبو الفضل الخوارزمي نزيل بغداد، قال في "التقريب": ثقة، من العاشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومئتين (239 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).

(حدثنا حفص بن غياث) - بمعجمة مكسورة - ابن طلق بن معاوية النخعي الكوفي، ثقة، من الثامنة، مات سنة أربع أو خمس وتسعين ومئة (195 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن الأعمش) سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، ثقة، من الخامسة، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن أبي صالح) ذكوان السمان القيسي مولاهم المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومئة (101 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.

وقوله: (وعن أبي سفيان) طلحة بن نافع الواسطي، صدوق، من الرابعة.

يروي عنه: (ع) .. معطوف على قوله: عن أبي صالح.

(عن جابر) بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما.

ص: 117

قَالَا: جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَصَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ؟ "، قَالَ: لَا، قَالَ:"فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا".

===

وهذان السندان من خماسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات.

(قالا) أي: قال جابر وأبو هريرة: (جاء سُليك الغطفاني) المسجد النبوي (ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر (يخطب، فقال له) أي: لسُليك (النبي صلى الله عليه وسلم: أصليت) أي: هل صليت يا سُليك تحية المسجد (ركعتين قبل أن تجيء) وتقرب إليّ؟ هذه زيادة شاذة (قال) سُليك: إلا) أي: ما صليت شيئًا، (قال) له النبي صلى الله عليه وسلم: قم (فصل ركعتين) تحية المسجد، (وتجوّز) هو أمر بالتخفيف بالركعتين والإسراع بهما (فيهما) أي: في الركعتين ياقتصاره على أولى ما يجزئ في الصلاة؛ لئلا تشغله عن استماع الخطبة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم؛ أخرجه في كتاب الجمعة، باب التحية والإمام يخطب، الحديث (2021)، وأبو داوود في كتاب الصلاة، باب إذا دخل الرجل والإمام يخطب، الحديث (1116).

فدرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به.

قال النووي: وفي هذه الأحاديث جواز الكلام في الخطبة لحاجة، وفيها جوازه للخطيب وغيره، وفيها الأمر بالمعروف والإرشاد إلى المصالح في كل حال وموطن، وفيها أن تحية المسجد ركعتان، وأن نوافل النهار ركعتان، وأن تحية المسجد لا تفوت بالجلوس في حق الجاهل حكمها. انتهى.

وقد أطلق الشافعية فواتها بالجلوس، وهو محمول على العالِم بأنها سنة، أما الجاهل .. فيتداركها على قرب لهذا الحديث، ويستنبط من هذه الأحاديث

ص: 118

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

أن تحية المسجد لا تُترك في أوقات النهي عن الصلاة، وأنها ذات سبب تُباح في كل وقت، ويلحق بها كل ذوات الأسباب؛ كقضاء الفائتة ونحوها؛ لأنها لو سقطت في حال ما .. لكان هذا الحال أولى به؛ فإنه مأمور باستماع الخطبة، فلما ترك لها استماع الخطبة، وقطع النبي صلى الله عليه وسلم لها الخطبة، وأمره بها بعد أن قعد وكان هذا الجالس جاهلًا حكمها .. دل على تأكدها، وأنها لا تُترك بحال ولا في وقت من الأوقات، والله أعلم. انتهى من "العون".

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:

الأول منها للاستدلال، والأخيران منها للاستشهاد.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 119