الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
148 - باب صلاة من لا يقيم صُلْبَهُ في الركوع والسجود
(*)
801 -
عن أبي مسعود البَدْري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تجزئ صلاة الرجل؛ حتى يُقِيمَ ظهره في الركوع والسجود".
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه أيضًا ابن حبان والدارقطني والبيهقي. وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه").
إسناده: حدثنا حفص بن عمر النّمَرِيُّ: ثنا شعبة عن سليمان عن عمَارة بن عُمَيْرٍ عن أبي مَعْمَرٍ عن أبي مسعود البدري.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير حفص بن عمر؛ فمن رجال البخاري وحده.
وأبو معمر: اسمه عبد الله بن سَخْبَرَةَ الأزْدي الكوفي.
والحديث أخرجه الطيالسي (1/ 97 / 427): حدثنا شعبة
…
به.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"(501)، والبيهقي (2/ 117) -عن الطيالسي-، وأحمد (4/ 119) - من طرق أخرى عن شعبة
…
به.
وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه"(2/ 104)، والنسائي (1/ 167)، والترمذي (2/ 51 / 265)، والدارمي (1/ 304)، وابن ماجة (1/ 284)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(1/ 79)، وابن الجارود (695)، وابن حبان أيضًا (502)، والدارقطني (133)، والبيهقي (2/ 88 و 117)، وأحمد (4/ 122)، والحميدي في
(*) من هنا بدأنا ضبط نصوص الأبواب وأرقامها على طبعة الدعاس؛ ذلك أنه تبين لنا -بعدما جهزنا المجلدات الثلاثة الأولى- اعتماد الشيخ لاحقًا عليها، انظر المقدمة (ص 6). (الناشر).
"مسنده"(454) من طرق أخرى عن الأعمش
…
به. وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وقال الدارقطني:
"هذا إسناد ثابت صحيح". وقال البيهقي: "إسناد صحيح". وقال المنذري في "الترغيب"(1/ 188):
"رواه أحمد و .... وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما". ورواه الطبراني والبيهقي وقالا: إسناده صحيح ثابت".
وقوله: "الطبراني"! أخشى أن يكون خطأً من الناسخ أو الطابع، تحرف من "الدارقطني"! والله أعلم.
802 -
عن أبي هريرة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَرَدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه السلام، وقال:
"ارجع فَصَلِّ، فإنك لم تُصَلِّ". فرجع الرجل فصلى كما كان صلى، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسلَّم عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وعليك السلام"، ثم قال:"ارجع فصلِّ؛ فإنك لم تصلِّ"؛ حتى فعل ذلك ثلاث مرار. فقال الرجل: والذي بعثك بالحق؛ ما أُحْسِنُ غير هذا فعلِّمْنِي؟ ! قال:
"إذا قمت إلى الصلاة فكبِّرْ، ثم اقرأ ما تيسَّر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدلَ قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئنَّ ساجدًا، ثم اجلس حتى تطمئنَّ جالسًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلِّها -قال القعنبي: عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة. وقال
في آخره:
"فإذا فعلت هذا فقد تَمَّتْ صلاتك، وما انتقصتَ مِنْ هذا شيئًا؛ فإنما انتقصته من صلاتك" وقال فيه:
"إذا قُمْتَ إلى الصلاة فأسْبغِ الوضوءَ"-.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في "صحاحهم". وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". لكن ليس عندهم -غير أبي عوانة-: "فإذا فعلت
…
" إلى قوله: "من صلاتك").
إسناده: حدثنا القعنبي: حدثنا أنس بن عياض. (ح) وثنا ابن المثنى: حدثني يحيى بن سعيد عن عبيد الله -وهذا لفظ ابن المثنى-: حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه أبو عوانة في "صحيحه"(2/ 103) من طريق المصنف.
وأخرجه مسلم (2/ 10 - 11)، والنسائي (1/ 141): أخبرنا محمد بن المثنى
…
به.
وأخرجه أحمد (2/ 437): ثنا يحيى
…
به.
وأخرجه البخاري (2/ 126 و 131)، وأبو عوانة، والترمذي (2/ 103 / 303)، والبيهقي (2/ 37 و 88 و 117 و 122) من طرق عن يحيى
…
به.
وقد خالفه أنس بن عياض فقال: عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة؛ لم يقل: عن أبيه؛ كما أخرجه المصنف.
وتابعه عبد الله بن نمير: حدثنا عبيد الله
…
به.
أخرجه البخاري (8/ 47)، ومسلم، وابن ماجة (1/ 327)، والبيهقي (2/ 15).
وكذلك تابعه أبو أسامة: حدثنا عبيد الله بن عمر
…
به.
أخرجه البخاري (8/ 115)، ومسلم، والبيهقي (2/ 15).
وتابعه عيسى بن يونس عن عبيد الله بن عمر
…
به.
أخرجه أبو عوانة. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح. وقد روى ابن نمير هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة؛ ولم يذكر فيه: عن أبيه. عن أبي هريرة. ورواية يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر أصح. وسعيد المقبري قد سمع من أبي هريرة، وروى عن أبيه عن أبي هريرة"!
كذا قال! أن رواية يحيى أصح، وقد علمت من تخريجنا أن ابن نمير قد تابعه أنس بن عياض وأبو أسامة وعيسى بن يونس كل هؤلاء لم يذكروا: عن أبيه.
فاتفاقهم على ذلك يرجح رواية ابن نمير. والله أعلم.
وهما رواية محمد بن بشار: حدثنا يحيى بن سعيد
…
به؛ دون: عن أبيه.
أخرجه ابن حبان (1887).
803 -
عن علي بن يحيى بن خَلَّاد عن عمِّه:
أن رجلًا دخل المسجد
…
فذكره نحوه؛ قال فيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنه لا تتمُّ صلاة لأحد من الناس؛ حتى يتوضأ فَيَضَعَ الوضوء
-يعني- مواضِعَهُ، ثم يكبِّر، ويحمَدَ الله عز وجل، ويُثْنِيَ عليه، ويقرأ بما تيسَّرَ من القرآن، ثم يقول: الله أكبر، ثم يركع حتى تطمئنَّ مفاصله، ثم يقول: سمع الله لمن حمده؛ حتى يستوي قائمًا، ثم يقول: الله أكبر، ثم يسجد حتى تطمئنَّ مفاصله، ثم يقول: الله أكبر؛ ويرفع برأسه حتى يستوي قاعدًا، ثم يقول: الله أكبر، ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله، ثم يرفع رأسه فيكبِّر، فإذا فعل ذلك تَمَّتْ صلاته".
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن علي بن يحيى بن خلاد.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"؛ إلا أنه منقطع بين علي بن يحيى بن خلاد وعمه؛ بينهما أبوه يحيى بن خلاد، كما في الروايات الآتية في الكتاب. ولذلك قال المنذري في "مختصره":
"المحفوظ في هذا: علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع كما يأتي".
والحديث أخرجه الحاكم (1/ 242) من طريق عَفَّان: ثنا حماد بن سلمة
…
به؛ إلا أنه قال: أبيه
…
مكان: عمه
…
فلا أدري؛ أهكذا وقعت الرواية عند الحاكم؟ ! أم هو خطأ من الناسخ أو الطابع؟ ! وقال الحاكم عن البخاري:
"لم يقمه حماد بن سلمة"! ويأتي.
804 -
وعنه عن أبيه عن عَمِّهِ رفاعة بن رافع
…
بمعناه؛ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنها لا تَتِمُّ صلاة أحدكم؛ حتى يُسْبِغَ الوضوءَ كما أمر الله عز وجل، فيَغْسِلَ وجهه ويديه إلى المرفقين، ويمسحَ برأسه، ورجليه إلى الكعبين، ثم يكبر الله عز وجل ويحمَدَهُ، ثم يقرأ من القرآن ما أُذِنَ له فيه وتيسَّر
…
" فذكر نحو حماد (يعني: الذي قبله)؛ قال:
"ثم يكبر فيسجد فيمكِّنَ وجهه -قال همام: وربما قال: جبهته- من الأرض؛ حتى تطمئنَّ مفاصله وتسترخيَ، ثم يكبِّر فيستويَ قاعدًا على مقعده ويقيم صلبه -فوصف الصلاة هكذا أربع ركعات-؛ لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك".
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري، وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي! وأخرجه ابن الجارود).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا هشام بن عبد الملك والحجاج بن منهال قالا: ثنا همام: ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن علي بن يحيى بن خلاد.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط البخاري من طريق الحسن بن علي -وهو الحُلْوَانِيُّ-.
وأما هشام بن عبد الملك -وهو اليَزَنيُّ-؛ فليس من رجاله، ولكنه متابع، وهو لا بأس به (*).
والحديث أخرجه النسائي (1/ 170)، والدارمي (1/ 305)، وابن الجارود (194)، والحاكم (1/ 241 - 242)، وعنه البيهقي (2/ 102 و 345) من طرق أخرى عن همام
…
به. وقال الحاكم:
(*) لكن هشام بن عبد الملك هذا؛ هو الباهلي مولاهم، أبو الوليد الطيالسي. وقد روى له الجماعة. ولعله انتقل نظر الشيخ رحمه الله تعالى إلى اليَزَنِيِّ؛ فظنه هو. انظر "التهذيب"(6/ 31). (الناشر).
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين؛ بعد أن أقام همام بن يحيى إسناده؛ فإنه حافظ ثقة، وكل من أفسد قوله؛ فالقول قول همام. وقد روى محمد ابن إسماعيل هذا الحديث في "التاريخ الكبير" عن حجاج بن منهال (يعني: الراوي عن همام)، وحكم له بحفظه، ثم قال: لم يقمه حماد بن سلمة"! ووافقه الذهبي على ذلك!
وإنما هو على شرط البخاري وحده؛ فإن علي بن يحيى بن خلاد وأباه لم يخرج لهما مسلم شيئًا. ثم قال الحاكم:
"وقد أقام هذا الإسناد: داود بن قيس الفَرَّاء، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وإسماعيل بن جعفر بن أبي كثير
…
"، ثم ساق أسانيده بذلك إليهم، وتأتي في الكتاب -عدا رواية داود بن قيس-.
وممن أقامه محمد بن عجلان فقال: عن علي بن يحيى من آل رفاعة بن رافع عن أبيه عن عم له بدريٍّ أنه حدثه
…
به.
أخرجه النسائي (1/ 161)، وابن حبان (484)، والبيهقي (2/ 372 و 373)، وأحمد (4/ 340) من طرق عنه
…
به نحوه.
وحديث داود؛ أخرجه البيهقي (2/ 374) أيضًا، وكذا النسائي (3/ 60 - القلم).
805 -
وعنه عن أبيه عن رفاعة بن رافع
…
بهذه القصة؛ قال:
"إذا قمت فتوجَّهت إلى القبلة؛ فكبِّر، ثم اقرأ بأم القرآن، وبما شاء الله أن تقرأ، وإذا ركعت؛ فضع راحتيك على ركبتيك، وامْدُدْ ظهرك". وقال:
"إذا سجدت فمكِّنْ لسجودك، فإذا رفعت؛ فاقعد على فَخِذِكَ اليسرى".
(قلت: إسناده حسن، وصححه ابن حبان).
إسناده: حدثنا وهب بن بقية عن خالد عن محمد -يعني: ابن عمرو- عن علي بن يحيى بن خلاد.
قلت: وهذا إسناد حسن.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 374) من طريق المصنف؛ لكن لم يقع عنده قوله: عن أبيه!
وكذلك هو في "المسند"(4/ 340): ثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو
…
به.
ومن هذا الوجه: أخرجه ابن حبان (484)، لكنه قال: أحسبه عن أبيه.
ولعل الشك من محمد بن عمرو؛ فإن فيه بعض الضعف؛ ولذلك اقتصرت على تحسين حديثه. والصواب إثبات الأب؛ كما في الكتاب؛ بدليل الروايات الاخرى.
806 -
وفي رواية قال:
"إذا أنت قمت في صلاتك؛ فكبِّر الله تعالى، ثم اقرأ ما تيسَّر عليك من القرآن". وقال فيه:
"فإذا جلست في وسط الصلاة؛ فاطمئنَّ وافترشِ اليسرى، ثم تشَّهْد، ثم إذا قمت فمثلَ ذلك، حتى تَفْرُغَ من صلاتك".
(قلت: إسناده حسن).
إسناده: حدثنا مُؤَمَّلُ بن هشام: ثنا إسماعيل عن محمد بن إسحاق: حدثني علي بن يحيى بن خلاد بن رافع عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
بهذه القصة قال
…
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير محمد بن إسحاق، وهو ثقة مدلس، وقد صرح هنا بالتحديث؛ فأمنَّا تدليسه.
وإسماعيل: هو ابن عُلَيَّةَ.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 133 - 134) من طريق المصنف.
807 -
وفي أخرى
…
فقصَّ هذا الحديث؛ قال فيه:
"فتوضَّأْ كما أمرك الله جل وعز، ثم تَشَهَّدْ فَأقِمْ، ثم كَبِّرْ؛ فإن كان معك قرآن فاقرأ به؛ وإلا فاحْمَدِ الله وكَبِّرْهُ وهَلِّلْهُ". وقال فيه:
"وإن انتقصت منه شيئًا؛ انتقصت من صلاتك".
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري، وقال الترمذي: "حديث حسن"، وقال ابن عبد البر: "هذا حديث ثابت"، وصححه ابن خزيمة).
إسناده: حدثنا عَبَّاد بن موسى الخُتُّلِيُّ: ثنا إسماعيل -يعني: ابن جعفر-: أخبرني يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزُّرَقِيُّ عن أبيه عن جده عن رفاعة بن رافع.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
والحديث أخرجه الطيالسي (1/ 90 / 390): حدثنا إسماعيل بن جعفر المدني
…
به.
وأخرجه الترمذي (2/ 100)، وابن خزيمة (1/ 274)، والحاكم (1/ 343) من طرق أخرى عن إسماعيل
…
به. وقال الترمذي:
"حديث حسن".
وأخرجه البيهقي (2/ 380) من طريق المصنف والترمذي.
(تنبيه): اقتصار الترمذي على تحسين الحديث قصور ظاهر؛ فإن إسناده صحيح لا غبار عليه، لا سيما وأنه يعني بقوله:"حديث حسن"؛ أنه حسن لغيره، كما نبه عليه في آخر كتابه. وقال المنذري في "الترغيب" (1/ 184):
"قال أبو عمر بن عبد البر النَّمَرِيُّ: هذا حديث ثابت".
808 -
عن عبد الرحمن بن شِبْلٍ قال:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نُقْرَة الغُرابِ، وافتراش السبع، وأن يُوَطِّنَ الرَّجُلُ المكانَ في المسجدِ كما يُوَطِّنُ البعير.
(قلت: حديث حسن، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا أبو الوليد الطيالسي: ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن جعفر بن الحكم. (ح). وثنا قتيبة: ثنا الليث عن جعفر بن عبد الله الأنصاري عن تميم بن محمود عن عبد الرحمن بن شبل. هذا لفظ قتيبة.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير تميم بن محمود؛ قال البخاري: "في حديثه نظر".
وذكره العقيلي والدَّولابي وابن الجارود في "الضعفاء". وقال العقيلي:
"لا يتابع عليه". وقال الحافظ في "التقريب": "فيه لين".
والحديث أخرجه أحمد (3/ 428) عن الحجاج وهاشم قالا: ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب
…
به.
وأخرجه النسائي (1/ 167) من طريق شعيب عن الليث قال: حدثنا خالد عن ابن أبي هلال عن جعفر بن عبد الله.
فقد اختلف فيه على الليث. والصواب رواية الطيالسي؛ لمتابعة الحجاج وهاشم، وثلاثتهم ثقات.
وتابعهم يحيى بن بكير أيضًا: عند البيهقي (2/ 118).
وقد تابعه عبد الحميد بن جعفر عن أبيه
…
به.
أخرجه الدارمي (1/ 303)، وابن ماجة (1/ 437)، وابن حبان (476)، والحاكم (1/ 229)، والبيهقي (2/ 118)، وأحمد (3/ 428 و 444) من طرق عنه.
وقال الحاكم:
"حديث صحيح"! ووافقه الذهبي!
ورواه ابن خزيمة أيضًا، كما في "الترغيب"(1/ 181).
لكن للحديث شاهد، يرتقي به إلى درجة الحسن إن شاء الله تعالى: أخرجه الإمام أحمد (5/ 446 - 447) من طريق عبد الحميد بن سلمة عن أبيه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى .... الحديث.
وهذا إسناد ظاهره الإرسال؛ وفيه اختلاف ذكره الحافظ في "التهذيب"،
وقال:
"قال الدارقطني: عبد الحميد بن سلمة وأبوه وجده لا يعرفون".
والفقرة الأولى من الحديث؛ لها شاهد من حديث أبي هريرة
…
مرفوعًا:
أخرجه أحمد وابن أبي شيبة بإسنادين عنه؛ فهو بهما حسن.
انظر "الأحكام الكبرى" لعبد الحق الإشبيلي برقم (1348) بتحقيقي.
والفقرة الثانية؛ لها شاهد من حديث عائشة؛ وقد مضى برقم (752).
وآخر من حديث أنس، يأتي برقم (834).
809 -
عن سالم البَرَّاد قال:
أتينا عُقْبَةَ بن عمرو الأنصاري أبا مسعود، فقلنا له: حَدِّثنا عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقام بين أيدينا في المسجد، فكبَّر، فلما ركع وضع يديه على ركبتيه، وجعل أصابعه أسفلَ من ذلك، وجافى بين مرفقيه، حتى استقر كل شيء منه، ثم قال:"سمع الله لمن حمده"، فقام حتى استقر كل شيء منه، ثم كبر وسجد، ووضع كفَّيْهِ على الأرض، ثم جَافَى بين مرفقيه، حتى استقرَّ كل شيء منه، ثم رفع رأسه فجلس، حتى استقر كلُّ شيء منه، ففعل مثل ذلك أيضًا، ثم صلَّى أربع ركعات مثل هذه الركعة، فصلى صلاته.
ثم قال:
هكذا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي.
(قلت: حديث صحيح، وصحح إسناده الحاكمُ والذهبي).
إسناده: حدثنا زهير بن حرب: ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن سالم البَرَّاد.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير سالم البراد وهو ثقة؛ إلا أن عطاءً كان اختلط، وسمع منه جرير بعد اختلاطه، كما قال أحمد وابن معين.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 127) من طريق المصنف.
وأخرجه الحاكم (1/ 224) من طريقين آخرين عن جرير
…
به. وقال:
"حديث صحيح الإسناد، وفيه ألفاظ عزيزة؛ لإعراضهما عن عطاء بن السائب"!
كذا قال! وعطاء روى عنه جرير في الاختلاط كما سبق، وروى له البخاري حديثًا واحدًا متابعةً. ومن عادته هو أن لا يفرِّق بين من يروي له الشيخان متابعة، ومن يرويان عنه استقلالًا!
وأخرجه الطيالسي (1/ 96 / 424): حدثنا همام عن عطاء بن السائب
…
به.
والدارمي (1/ 299)، وأحمد (4/ 119) -عن همام-، وأخرجه النسائي (1/ 156)، والبيهقي (2/ 121)، وأحمد (4/ 120) -عن زائدة-، والنسائي -عن أبي الأحوص وابن عُلَيَّة-، وأحمد (5/ 274) -عن أبي عوانة- كلهم عن عطاء
…
به، وكلهم سمع منه في الاختلاط؛ إلا أن أبا عوانة سمع منه قبل الاختلاط أيضًا، فالله أعلم في أي الحالين سمع منه هذا الحديث.
ولكن الحديث صحيح؛ فإن كل ما فيه من السن قد جاء مفرقًا في أحاديث؛