الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
251 - باب التكبير في العيدين
1043 -
عن عائشة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبِّر في الفطر والأضحى: في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمسًا.
(قلت: حديث صحيح (*)
إسناده: حدثنا قتيبة: ثنا ابن لهيعة عن عُقَيْلٍ عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير ابن لهيعة، وهو ضعيف لسوء حفظه بعد احتراق كتبه، لكن قد حدّث به عنه ابن وهب، وهو قديم السماع منه كما يأتي؛ فالحديث صحيح.
والحديث أخرجه أبو بكر الفريابي في "كتاب أحكام العيدين"(رقم 105 - نسختي)
…
بسند المصنف هذا.
وأخرجه الحاكم (1/ 298)، والدارقطني (ص 180)، والبيهقي (3/ 286)، وأحمد (6/ 65) من طرق أخرى عن ابن لهيعة
…
به.
ولابن لهيعة شيخ آخر في هذا الإسناد، وهو الآتي:
1044 -
وفي رواية عنها
…
بإسناده ومعناه، قال:
سوى تكبيرتي الركوع.
(قلت: (*)
(*) كذا في أصل الشيخ؛ لم يكمل ما أراد قوله. (الناشر).
إسناده: حدثنا ابن السرح: أخبرنا ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة عن خالد ابن يزيد عن ابن شهاب
…
بإسناده ومعناه.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير ابن لهيعة، وهو -مع سوء حفظه كما تقدم آنفًا-؛ فإنه صحيح الحديث من رواية العبادلة عنه، ومنهم عبد الله بن وهب، كما ذكر ذلك غير واحد من الأئمة، ومنهم محمد بن يحيى الذُّهْلي كما يأتي.
والحديث أخرجه ابن ماجة (1/ 387): حدثنا حرملة بن يحيى: ثنا عبد الله ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة عن خالد بن يزيد وعُقَيْل عن ابن شهاب
…
به.
وكذلك أخرجه الطحاوي (2/ 399)، لكن وقع عنده: عن خالد بن يزيد عن عُقَيْلِ بن خالد!
وأخرجه الطحاوي (2/ 399)، والبيهقي (3/ 287) من طريق آخر عن ابن وهب
…
به؛ دون ذكر عقيل، وقال:
"قال محمد بن يحيى: هذا هو المحفوظ؛ لأن ابن وهب قديم السماع من ابن لهيعة".
قلت: يعني -والله أعلم- أن الصواب في شيخ ابن لهيعة أنه خالد بن يزيد وليس عقيلًا؛ لما ذكر من أن ابن وهب قديم السماع -يعني: صحيحه- من ابن وهب؛ فروايته عنه صحيحة؛ خلافًا لرواية غيره عنه.
لكن قد جمع حرملة بن يحيى -وهو ثقة- في روايته عن ابن وهب بين خالد ابن يزيد وعقيل، كما رأيت في رواية ابن ماجة.
فالأرجح أن لابن لهيعة فيه شيخين اثنين، كان يرويه تارة عن هذا، وتارة عن هذا، فحدث كل عنه بما سمع منه. والله أعلم.
وقد تابعه يحيى بن إسحاق قال: أنا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن ابن شهاب
…
به.
أخرجه أحمد (6/ 70).
وتابعه أيضًا أسد بن موسى: عند الطحاوي.
وعنده لابن لهيعة إسناد آخر، يرويه عن أبي الأسود عن عروة عن أبي واقد الليثي وعائشة.
فإن كان حفظه؛ وإلا فرواية ابن وهب هي الصحيحة لما تقدم.
وهذا أولى من إعلاله بالاضظراب، كما صنع الطحاوي، وتبعه الحافظ في "التلخيص"(2/ 84 - 85)!
على أن هذا أبدى احتمال كونه محفوظًا من جميع الوجوه عنه، فقال:
"فيحتمل أن يكون سمع من الثلاثة عن الزهري".
1045 -
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
"التكبير في الفطر: سبع في الأولى، وخمس في الآخرة، والقراءة بعدهما كلتيهما".
(قلت: إسناده حسن، وصححه البخاري من فعله صلى الله عليه وسلم؛ وهو الأرجح، وهو الآتي).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا المعتمر قال: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي يحدث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله رجال "الصحيح"؛ غير عمرو بن شعيب وأبيه، وحديثهما حسن كما تقدم تحقيقه.
وعبد الله بن عبد الرحمن -وهو ابن يعلى الطائفي- مع أنه من رجال مسلم؛ ففيه ضعف من قبل حفظه. وفي "التقريب":
"صدوق، يخطيء ويهم". وقال ابن عدي:
"يروي عن عمرو بن شعيب أحاديث مستقيمة، وهو ممن يكتب حديثه".
والحديث أخرجه البيهقي (3/ 285) من طريق المصنف.
ثم أخرجه هو وغيره من طرق أخرى عن الطائفي
…
به؛ إلا أنه جعل المتن من فعله صلى الله عليه وسلم لا من قوله.
وهو الأرجح عندي من حديث عبد الله بن عمرو كما يأتي؛ وإن كنت وجدت للقول شاهدًا من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"التكبير في العيدين سبعًا قبل القراءة. وخمسًا بعد القراءة".
لكنه ضعيف؛ لأنه من رواية ابن لهيعة: حدثنا الأعرج عنه. أخرجه أحمد (2/ 356 - 357).
والمحفوظ عن ابن لهيعة في متنه: أنه من فعله صلى الله عليه وسلم أيضًا، ومن (مسند عائشة) كما تقدم (1043).
وقوله في الخمس: "بعد القراءة" خطأ! والصواب قبل القراءة، كما في هذا الحديث وغيره مما يأتي ذكره بعد.
1046 -
وفي رواية عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبِّر في الفطر: في الأولى سبعًا، ثم يقرأ، ثم يكبر، ثم يقوم، فيكبِّر أربعًا، ثم يقرأ، ثم يركع.
(قلت: إسناده حسن، لكن قوله: أربعًا
…
خطأ، كما قال البيهقي، والصواب: خمسًا. والمتن من فعله صلى الله عليه وسلم كما في هذه الرواية، وصححها البخاري).
إسناده: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع: ثنا سليمان -يعني: ابن حيان- عن أبي يعلى الطائفي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
قال أبو داود: "رواه وكيع وابن المبارك قالا: سبعًا وخمسًا".
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير عمرو بن شعيب؛ وفيه وفي أبيه والطائفي كلام يسير؛ كما بينته في الذي قبله.
لكن قوله هنا: أربعًا .. خطأ، يبدو أنه من سليمان بن حيان -وهو أبو خالد الأحمر-، فإنه مع كونه من رجال الشيخين؛ فإنه كان يخطيء، كما في "التقريب".
ومع ذلك؛ فقد خالف وكيعًا وابن المبارك في قوله: أربعًا
…
فقالا: خمسًا كما علقه المصنف عنهما، مشيرًا بذلك إلى أن قولهما هو الصواب، وقول ابن حيان خطأ، وذلك ما صرح به البيهقي، فقال: عقب رواية المعتمر السابقة-:
"وكذلك رواه ابن المبارك ووكيع وأبو عاصم وعثمان بن عمر وأبو نعيم عن عبد الله. وفي كل ذلك دلالة على خطأً رواية سليمان بن حيان عن عبد الله الطائفي في هذا الحديث: سبعًا في الأولى، وأربعًا في الثانية".
ورواية وكيع؛ وصلها أحمد (2/ 180): ثنا وكيع: ثنا عبد الله بن عبد الرحمن سمعه من عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
…
به مختصرًا؛ بلفظ: سبعًا في الأولى، وخمسًا في الآخرة. وزاد:
ولم يصلِّ قبلها ولا بعدها
…
وقال أحمد:
"وأنا أذهب إلى هذا".
ورواية ابن المبارك؛ لم أقف عليها الآن!
وقد تابعه الوليد بن مسلم -عند الفريابي (135) - وأبو أحمد الزبيري -عند الطحاوي (2/ 398) -؛ وزاد:
سوى تكبيرتي الصلاة.
وأبو نعيم: عند ابن الجارود (262).
وللحديث شاهد من رواية كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده
…
مرفوعًا به مثل رواية الجماعة عن الطائفي عن عمرو بن شعيب.
أخرجه الترمذي (2/ 416)، والبيهقي وقال:
"قال أبو عيسى: سألت محمدًا -يعني: البخاري- عن هذا الحديث؟ فقال: ليس في هذا الباب شيء أصح من هذا، وبه أقول. قال: وحديث عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في هذا الباب هو صحيح أيضًا"!
كذا قال! وحديث عمرو وكذا حديث ابن لهيعة أصح عندي من حديث كثير؛ لأنه -أعني: كثيرًا- متروك عند الجمهور؛ فراجع ترجمته في "الميزان" وغيره.
1046 / م-عن أبي عائشة جليس لأبي هريرة:
أنَّ سعيد بن العاص سأل أبا موسى الأشعري وحذيفة بن اليمان:
كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في الأضحى والفطر؟ فقال أبو موسى: كان يكبر أربعًا تكبيره على الجنائز.
فقال حذيفة: صدق، فقال أبو موسى:
كذلك كنت أكبّر في البصرة حيث كنت عليهم. فقال أبو عائشة: وأنا حاضر سعيد بن العاص.
(قلت: إسناده ضعيف. أبو عائشة هذا غير معروف، وقال الخطابي: "حديث ضعيف"، وكذلك ضعفه البيهقي، ورجح وقفه على ابن مسعود، وهو الصواب)(1).
إسناده: حدثنا محمد بن العلاء وابن أبي زياد -المعنى قريب- قالا: ثنا زيد ابن حباب عن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبيه عن مكحول قال: أخبرني أبو عائشة جليس لأبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد ضعيف رحاله ثقات؛ غير أبي عائشة. قال الذهبي:
"غير معروف". وقال الحافظ في "التقريب":
"مقبول". يعني: عند المتابعة لا التفرد -كما هنا-.
والحديث أخرجه البيهقي (3/ 289 - 290) من طريق المصنف وقال:
(1) ثم وجدت له طريقًا أخرى؛ فانظر "الصحيحة" حديث (2997).
"خولف راويه في موضعين: في رفعه، وفي جواب أبي موسى. والمشهور أنهم أسندوه إلى ابن مسعود، فأفتاهم بذلك، ولم يسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
كذلك رواه أبو إسحاق السبيعي عن عبد الله بن موسى -أو ابن أبي موسى-:
أن سعيد بن العاص أرسل إلى ابن مسعود وحذيفة وأبي موسى، فسألهم عن التكبير في العيد، فأسندوا أمرهم إلى ابن مسعود، فقال: تكبر أربعًا
…
الحديث.
قلت: وكذلك أخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" رقم (88) من طريق حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة:
أن ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة قبل العيد يومًا فقال:
إن هذا العيد قد دنا، فكيف التكبير فيه؟ فذكر نحوه.
وهذا إسناد حسن كما ذكرت في التعليق عليه، لكن وقع هناك التكبير ثلاثًا في الركعة الأولى، واثنتين في الأخرى، فلا أدري أهو نقص من الأصل، أم سقط من الطابع؛ فليراجع.
ورواه البيهقي من طريق أخرى عن حماد
…
به؛ عن ابن مسعود قال:
التكبير في العيدين: خمس في الأولى، وأربع في الثانية. وقال:
"وهذا رأي من جهة عبد الله رضي الله عنه، والحديث المسند -مع ما عليه من عمل المسلمين- أولى أن يتبع".
وبالله التوفيق.