الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجعلهما بين رُكبتَيْهِ، فبلَغ سعدًا، فقال: صدق أخي، قد كنا نفعل ذلك؛ ثم أمرنا بهذا؛ وأخذ بركبتيه.
أخرجه النسائي (1/ 159)، وابن الجارود (196)، والحاكم (1/ 224)، وأحمد (1/ 418) من طريق عبد الله بن إدريس عن عاصم بن كُلَيْبٍ عن عبد الرحمن بن الأسود. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم" ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.
وتابعه ليث عن عبد الرحمن بن الأسود
…
ونحوه.
أخرجه أحمد (1/ 426).
وتابعه أبو إسحاق أيضًا؛ وقد ذكرت لفظه عند الحديث (626).
151 - باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده
815 -
عن حذيفة:
أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ٍ؛ فكان يقول في ركوعه: "سبحان ربي العظيم"، وفي سجوده:"سبحان ربي الأعلى"، وما مرّ بآية رحمة؛ إلا وقف عندها فسأل، ولا بآية عذاب؛ إلا وقف عندها فتعوَّذ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو وأبو عوانة في "صحيحيهما"، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح").
إسناده: حدثنا حفص بن عمر: ثنا شعبة قال: قلت لسليمان: أدعو في الصلاة إذا مررت بآية تَخَوُّف؟ فحدَّثني عن سعد بن عبَيْدَةَ عن مُسْتوْرِدٍ عن صِلَةَ ابن زُفَرَ عن حذيفة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير مستورد -وهو ابن الأحنف الكوفي-؛ أخرج له الجماعة؛ إلا البخاري، وهو ثقة.
والحديث أخرجه أبو داود الطيالسي (1/ 98 / 432): حدثنا شعبة عن الأعمش قال: سمعت سَعْد بن عبيدة
…
به.
ومن طريقه: أخرجه الترمذي (2/ 48 / 262)، وقال:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه الدارمي (1/ 299)، وأحمد (5/ 382 و 394)، والطحاوي (1/ 138) من طرق أخرى عن شعبة.
وأخرجه مسلم (2/ 186)، وأبو عوانة (2/ 168 - 169)، والنسائي (1/ 160 و 245)، وابن ماجة (407 - 408)، وأحمد (5/ 384 و 389 و 397) من طرق أخرى عن الأعمش
…
به وأتم منه عندهم جميعًا؛ حاشا ابن ماجة.
816 -
عن عائشة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده:
"سُبُّوح قُدُّوس ربُّ الملائكةِ والروحِ".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما").
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا هشام: ثنا قتادة عن مُطَرِّفٍ عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم كما
يأتي.
ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشِّخِّيرِ.
والحديث أخرجه مسلم (2/ 51)، وأبو عوانة، والنسائي (1/ 160 - 161 و 170)، وابن نصر (75)، والطحاوي (1/ 138)، والبيهقي (2/ 87)، وأحمد (6/ 35 و 94 و 115 و 148 و 149 و 176 و 193 و 200 و 244 و 266) من طرق عن قتادة
…
به. وزاد أحمد في رواية له عن يحيى: ثنا سعيد عن قتادة
…
: ثلاث مرات. ثم شك يحيى في ثلاث.
لكن لفظ: (ثلاث) له شواهد كثيرة، ولذلك كنت ذكرته في "صفة الصلاة"؛ ورددت على من أنكر ورودها، وعند المؤلف وحده شاهدان، أحدهما: عن عقبة بن عامر، والآخر: عن ابن مسعود، وفي إسنادهما ضعف؛ ولذلك أوردتهما في الكتاب الآخر (152 - 153 و 155)، وعند الدارقطني (1/ 341 / 1 و 5 و 6 و 7 و 8)، وأحدهما في "صحيح ابن خزيمة"(604).
وآخر من حديث جبير بن مُطْعِم: رواه البزار (1/ 261 / 537)، وأشار إلى تقويته الهيثميُّ في "المجمع"(2/ 128)! وأخطأ، كما بينته في التعليق على "كشف الأستار".
ثم روى له شاهدًا آخر من حديث أبي بكرة.
وإسناده حسن؛ إن كان عبد الرحمن بن بَكَّار بن عبد العزيز بن أبي بكرة صالحَ الحديث، كما قال البزار؛ فإني لم أجد أحدًا ذكره!
وفي الباب آثار موقوفة كثيرة، فانظر -إن شئت- مصنف ابن أبي شيبة" (1/ 249 - 250).
817 -
عن عوف بن مالك الأشجعي قال:
قُمْتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً، فقام فقرأ سورة (البقرة)، لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ. قال: ثم ركع بقدر قيامه، يقول في ركوعه:"سبحان ذي الجبروت والملكوت، والكبرياء والعظمة"، ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بـ:(آل عمران)، ثم قرأ سورةً سورةً.
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب: ثنا معاوية بن صالح عن عمرو ابن قيس عن عاصم بن حُمَيْدٍ عن عوف بن مالك الأشجعي.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال "الصحيح"؛ غير عاصم بن حميد -وهو السَّكُوني الحمصي-؛ وقد وثقه الدارقطني وابن حبان. وفي "التقريب":
"صدوق".
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 310) من طريق المصنف.
وأخرجه النسائي (1/ 161 و 169)، وأحمد (6/ 24) من طريق الليث عن معاوية بن صالح
…
به.
818 -
عن حذيفة:
أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي من الليل، فكان يقول:"الله أكبر (ثلاثًا)، ذو الملكوت والجبروت، والكبرياء والعَظَمة"، ثم استفتح، فقرأ سورة (البقرة)، ثم ركع، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، وكان يقول في
ركوعه: "سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم"، ثم يرفع رأسه من الركوع، فكان قيامه نحوًا من ركوعه، يقول:"لربي الحمد"، ثم سجد، فكان سجوده نحوًا من قيامه، فكان يقول في سجوده:"سبحان ربي الأعلى"، ثم رفع رأسه من السجود، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحوًا من سجوده، وكان يقول:"ربِّ! اغفر لي، ربِّ! اغفر لي"، فصلى أربع ركعات، فقرأ فيهن:(البقرة) و (آل عمران) و (النساء) و (المائدة) أو (الأنعام) -شك شعبة-.
(قلت: إسناده صحيح).
إسناده: حدثنا أبو الوليد الطيالسي وعلي بن الجَعْدِ قالا: ثنا شعبة عن عمرو ابن مُرَّةَ عن أبي حمزة مولى الأنصار عن رجل من بني عَبْسٍ عن حذيفة.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير الرجل العَبْسي، وقد قيل: إنه صلة بن زفر العبسي كما يأتي.
وأبو حمزة الأنصاري: اسمه طلحة بن يزيد الأيْلي الكوفي؛ وقد وثقه النسائي وابن حبان، وخرج له البخاري حديثًا واحدًا، كما قال الذهبي.
والحديث أخرجه النسائي (1/ 163 و 172)، والطيالسي أبو داود (1/ 115 / 537)، وعنه البيهقي (2/ 121 - 122)، وأحمد (5/ 398) من طرق أخرى عن شعبة
…
به؛ وزاد الطيالسي:
شعبة يرى أنه صلة بن زفر.
قلت: وهذه فائدة هامة؛ وصلة هذا ثقة من رجال الشيخين. وقال الحافظ في ترجمة (طلحة بن يزيد) من "التهذيب":
"قال النسائي -لمَّا خرَّج حديثه عن رجل عن حذيفة في صلاة الليل-: هذا الرجل يشبه أن يكون صلة (بياض)؛ وطلحة ثقة".
قلت: وبانكشاف هوية الرجل العبسي، وتبيُّن أنه صلة للثقة؛ يستقيم الإسناد، ويصح الحديث. والحمد لله. وقال المنذري في "مختصره" (1/ 419):
"وأخرجه الترمذي والنسائي. وقال الترمذي: أبو حمزة: اسمه طلحة بن يزيد. وقال النسائي: أبو حمزة -عندنا-: طلحة بن يزيد، وهذا الرجل يشبه أن يكون صلة. هذا آخر كلامه. وطلحة بن يزيد
…
احتج به البخاري في "صحيحه". وصلة بن زفر .. احتج به البخاري ومسلم".
وتابعه العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن طلحة بن يزيد الأنصاري عن حذيقة
…
نحوه، لم يذكر بينهما العبسي.
أخرجه النسائي (1/ 246)، وابن نصر في "قيام الليل"(75 و 89 - 90)، والحاكم (1/ 321)، وأحمد (5/ 400). وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي! وأعله النسائي بالانقطاع، فقال:
"هذا الحديث عندي مرسل، وطلحة بن يزيد لا أعلمه سمع من حذيفة شيئًا. وغير العلاء بن المسيب قال في هذا الحديث: عن طلحة عن رجل عن حذيفة".
قلت: وهذا هو الصواب؛ فإن العلاء -مع ثقته- ربما وهم، وقد خالفه شعبة، وهو أوثق منه، فذكر بينهما الرجل، لكنه ثقة، كما سبق؛ فالحديث صحيح على كل حال.
وله طريق أخرى: يرويه عبد الملك بن عمير عن ابن عمٍّ -وقال مرة: ابن أخٍ-