الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-والحمد لله- بدرجة الحسن؛ لأن ابن إسحاق وإن كان ثقة؛ ففي حفظه شيء يسير من الضعف.
والحديث أخرجه الدارقطني (165)، والبيهقي (3/ 177) من طريق المصنف.
ثم أخرجاه، وكذا ابن ماجة (1/ 335)، وابن الجارود (291)، وابن خزيمة (1724)، والحاكم (1/ 281) من طريقين آخرين عن محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي أمامة
…
به. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي! وقال البيهقي:
"ومحمد بن إسحاق إذا ذكر سماعه في الرواية، وكان الراوي ثقة؛ استقام الإسناد، وهذا حديث حسن الإسناد صحيح".
والحديث عزاه الحافظ في "التلخيص"(2/ 56) للمصنف وابن حبان. ولم يورده الهيثمي في "موارد الظمآن"! والله أعلم.
وحسنه الحافظ؛ وزاد في "الفتح"(2/ 283):
"وصححه ابن خزيمة وغير واحد".
217 - باب إذا وافق يومُ الجمعة يومَ عيد
981 -
عن إياس بن أبي رَمْلَةَ الشامي قال: شهدت معاوية بن أبي سفيان وهو يسأل زيد بن أرقم:
هل شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم؟ قال: نعم.
قال: فكيف صنع؟ قال: صلى العيد، ثم رخَّص في الجمعة، فقال:
"من شاء أن يصلِّي فَلْيُصَلِّ".
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن المديني والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا إسرائيل: ثنا عثمان بن المغيرة عن إياس بن أبي رملة.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير إياس بن أبي رملة؛ فهو مجهول، كما قال الحافظ. لكن الحديث صحيح بشواهده الآتية في الكتاب.
والحديث أخرجه الطيالسي في "مسنده"(1/ 145 / 704) قال: حدثنا إسرائيل
…
به.
وأخرجه النسائي (1/ 235)، والدارمي (1/ 378)، وابن ماجة (1/ 393)، والطحاوي في "المشكل"(2/ 53)، والحاكم (1/ 288)، والبيهقي (3/ 317)، وأحمد (4/ 372) من طرق أخرى عن إسرائيل
…
به. وقال الحاكم:
"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي!
مع أنه أورد إياسًا هذا في "الميزان" بهذا الحديث، وقال:
"قال ابن المنذر: لا يثبت هذا؛ فإن إياسًا مجهول". وقال ابن القطان:
"هو كما قال". وتبعهم الحافظ كما سبق.
وأما ابن حبان؛ فذكره في "الثقات"!
وصحح حديثه ابن المديني، كما في "التلخيص"(2/ 88)؛ وهو صحيح كما ذكرنا.
982 -
عن عطاء بن أبي رباح قال:
صَلَّى بنا ابن الزبير في يوم عيد، في يومِ جمعة أولَ النهار، ثم رجعنا إلى الجمعة، فلم يَخْرُجْ إلينا، فصلَّينا وحدانًا، وكان ابن عباس بالطائف، فلما قدم ذكرنا ذلك له؟ فقال:
أصاب السنة.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم).
إسناده: حدثنا محمد بن طَرِيف البَجَلِيُّ: ثنا أسباط عن الأعمش عن عطاء ابن أبي رباح.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم ولم يخرجه؛ وأسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن أبو محمد القرشي مولاهم.
والأعمش: اسمه سليمان بن مهران، وهو مدلس، لكن الجمهور على الاحتجاج بعنعنته؛ حتى يتبين أنه دلس. على أنه قد توبع هنا كما في الحديث الآتي.
983 -
وفي رواية عنه قال:
اجتمع يوم جمعة ويوم فطر على عهد ابن الزبير، فقال:
عيدان اجتمعا في يوم واحد، فجمعهما جميعًا؛ فصلّاهما ركعتين بُكْرَةً، لم يزد عليهما حتى صلى العصر.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وصححه ابن خزيمة).
إسناده: حدثنا يحيى بن خلف: ثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال: قال عطاء.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط مسلم؛ وابن جريج -واسمه عبد الملك بن عبد العزيز- وإن كان مدلسًا؛ فقد روى ابن أبي خيثمة بإسناد صحيح عنه أنه قال:
إذا قلت: قال عطاء؛ فأنا سمعته منه، وإن لم أقل: سمعت.
وهذه فائدة مهمة؛ لعله غفل عنها صاحب "الروضة الندية"، فقال (1/ 145):
"وفي إسناده مقال"!
وله طريق أخرى: عند النسائي (1/ 236) عن وهب بن كَيْسَان قال:
اجتمع عيدان على عهد ابن الزُّبير؛ فأخَّر الخروج حتى تعالى النهار، ثم خرج فخطب، فأطال الخطبة، ثم نزل فصلى، ولم يصل للناس يومئذٍ الجمعة. فذُكِرَ ذلك لابن عباس؟ فقال: أصاب السنة.
وإسناده صحيح على شرط مسلم.
ومن هذا الوجه: أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(1465).
984 -
عن أبي هربرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مُجَمِّعون".
(قلت: حديث صحيح، وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي! وقال البوصيري: "هذا إسناد صحيح"! ).
إسناده: حدثنا محمد بن المُصَفَّى وعمر بن حفص الوَصَّابي -المعنى- قالا:
ثنا بقية: ثنا شعبة عن المغيرة الضَّبِّيِّ عن عبد العزيز بن رُفَيْعٍ عن أبي صالح عن أبي هريرة
…
قال عمر: عن شعبة.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات كلهم؛ وبقية إنما يخشى منه إذا عنعن؛ لأنه مدلس، وقد صرح بالتحديث في رواية ابن المصفى، وكذا في رواية غيره كما يأتي، فزالت شبهة تدليسه، فيتبادر إلى الذهن أنه صح الإسناد، وليس كذلك -وإن ظنه كثيرون-؛ فإن فيه مدلسًا آخر، ذهلوا عنه؛ لأنه ليس مشهورًا بالتدليس مثل بقية، ألا وهو المغيرة بن مِقْسَمٍ الضبي؛ فإنه -مع إتقانه- كان يدلس كما في "التقريب" وغيره؛ فهو علة هذا الإسناد؛ إلا أن الحديث صحيح بشواهده المتقدمة.
والحديث أخرجه ابن ماجة (1/ 393)
…
بإسناد المصنف الأول؛ إلا أنه قال: عن ابن عباس! وهو شاذ، والمحفوظ: عن أبي هريرة.
وهكذا على الصواب: أخرجه البيهقي (3/ 318) من طريقين آخرين عن ابن المصفى.
وكذلك أخرجه بعده: ابن ماجة، والطحاوي في "المشكل"(2/ 55)، وابن الجارود (302)، والحاكم (1/ 288) من طرق أخرى عن بقية
…
به. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي! وقال البوصيري في "زوائده"(ق 82/ 1):
"هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات"!
وتابعه زياد بن عبد الله عن عبد العزيز بن أبي رفيع
…
به: أخرجه البيهقي.
وزياد بن عبد الله لين في غير ابن إسحاق، كما قال الحافظ.