الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان (2664)، والحاكم والذهبي).
إسناده: حدثنا قتيبة بن سعيد: ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب أن سويد بن قيس أخبره عن معاوية بن حُدَيج.
قلت: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رحال الشيخين؛ غير سويد بن قيس -وهو التّجِيبِي- وهو ثقة.
والحديث أخرجه النسائي (1/ 108)
…
بإسناد المصنف.
وأخرجه ابن حبان (535)، والحاكم (1/ 323)، والبيهقي (2/ 359)، وأحمد (6/ 401) من طرق أخرى عن يزيد بن أبي حبيب
…
به. وقال الحاكم:
"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي.
197 - باب إذا شَكَّ في الثنتين والثلاث؛ من قال: يُلْقِي الشك
939 -
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا شك أحدكم في صلاته؛ فَلْيُلْقِ الشكَّ، ولْيَبْنِ على اليقين، فإذا استيقن التَّمَامَ؛ سجد سجدتين، فإن كانت صلاته تامة؛ كانت الركعةُ نافلةً والسجدتان، وإن كانت ناقصة؛ كانت الركعة تمامًا لصلاته، وكانت السجدتان مُرَغِّمَتَيِ الشيطان".
(قلت: إسناده حسن صحيح، وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا محمد بن العلاء: ثنا أبو خالد عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري.
قال أبو داود: "رواه هشام بن سعد ومحمد بن مُطَرِّف عن زيد عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحديث أبي خالد أشبع".
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير ابن عجلان -واسمه محمد-، فأخرج له البخاري تعليقًا، ومسلم متابعة، وقد توبع.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 351) من طريق المصنف.
وأخرجه ابن ماجة (1/ 365)
…
بإسناده.
وأخرجه ابن حبان (537)، والحاكم (1/ 327) من طرق أخرى عن أبي خالد الأحمر
…
به. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!
كذا قالا، ولا يخفى ما فيه بعد أن عرفت أن ابن عجلان إنما روى له مسلم متابعة!
نعم؛ قد تابعه جماعة، سمى بعضهم المصنف رحمه الله تعالى؛ وعليه فالحديث صحيح، وقد أرسله آخرون، وكلٌّ صحيحٌ، كما يأتي تقريره بعد حديث.
940 -
عن ابن عباس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى سجدتي السهو: "المُرَغِّمَتَيْنِ".
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمَةَ: أخبرنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن كيسان عن عكرمة عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير عبد الله بن كيسان -وهو
أبو مجاهد المَرْوَزِيُّ-، وهو ضعيف لسوء حفظه؛ قال الحافظ:
"صدوق يخطيء كثيرًا".
لكن حديثه هذا صحيح، يشهد له الذي قبله وبعده.
والحديث أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(1059)
…
بإسناد المصنف.
وعنه: ابن حبان (538).
وأخرجه الحاكم (1/ 324) من طريق آخر عن الفضل بن موسى
…
وقال:
"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي!
941 -
وعن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا شكَّ أحدكم في صلاته، فلا يدري كم صلى ثلاثًا أو أربعًا؟ ! فليصل ركعة، وليسجد سجدتين وهو جالس قبل التسليم، فإن كانت الركعة التي صلى خامسةً؛ شَفَعَها بهاتين. وإن كانت رابعة؛ فالسجدتان ترغيم للشيطان".
(قلت: حديث صحيح، وإسناده مرسل صحيح، وقد وصله جماعة من الثقات عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار.
قلت: وهذا إسناد مرسل صحيح، وقد صح موصولًا كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 338) من طريق المصنف.
وأخرجه (2/ 331) من طريق بَحْرِ بن نَصْرِ قال: قرئ على ابن وهب: أخبرك
مالك بن أنس وداود بن قيس وهشام بن سعد أن زيد بن أسلم حدثهم عن عطاء ابن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
…
فذكره؛ إلا أن هشامًا بلغ به أبا سعيد الخدري. قال البيهقي:
"هكذا رواه بحر بن نصر الخولاني وغيره عن ابن وهب. ورواه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه ابن وهب؛ فجعل الوصل لداود بن قيس: رواه مسلم في "الصحيح". ورواية بحر بن نصر كأنها أصح. وقد وصل الحديث جماعة عن زيد بن أسلم مع هشام بن سعد".
قلت: يأتي ذكرهم في الحديث الذي بعده.
942 -
وفي رواية عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا شكَّ أحدكم في صلاته؛ فإن استيقنَ أنْ قد صلى ثلائًا؛ فليَقُمْ فليُتِمَّ ركعة بسجودها، ثم يجلس فيتشهد، فإذا فرغ فلم يَبْقَ إلا أن يُسَلِّمَ؛ فليسجد سجدتين وهو جالس، ثم ليسلم
…
"، ثم ذكر معنى مالك؛ يعني: الحديث الذي قبله.
(قلت: حديث صحيح، وإسناده مرسل صحيح أيضًا. وقد وصله مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما" عنه عن أبي سعيد الخدري).
إسناده: حدثنا قتيبة: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري عن زيد بن أسلم
…
بإسناد مالك قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال
…
قال أبو داود: "كذلك رواه ابن وهب عن مالك وحفص بن ميسرة وداود بن قيس وهشام بن سعد؛ إلا أن هشامًا بلغ به أبا سعيد الخدري".
قلت: هذا إسناد مرسل صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين كسابقه من طريق مالك.
وهو قد أخرجه في "الموطأ"(1/ 117 - 118).
ومن طريقه: البيهقي كما سبق.
وقد ذكر المصنف متابعة حفص بن ميسرة وداود بن قيس لمالك ويعقوب بن عبد الرحمن القاري.
فهؤلاء أربعة من الثقات قد اتفقوا على روايته عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار مرسلًا. فيبدو لأول وهلة أن المرسل هو الصواب، وأن رواية هشام بن سعد إياه موصولًا -بذكر أبي سعيد في إسناده- وهم، وليس كذلك؛ لاتفاق جماعة آخرين من الثقات على وصله:
فأولهم: هشام هذا.
وقد أسنده عنه أبو عوانة (2/ 193): أخبرني يونس بن عبد الأعلى قال: أَبَنا ابن وهب عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم
…
بمثل حديث سليمان بن بلال -يعني: الآتي-.
ورواه البيهقي من طريق أخرى عن ابن وهب
…
به، كما تقدم.
الثاني: سليمان بن بلال عن زيد
…
به.
أخرجه مسلم (2/ 84)، وأبو عوانة، والبيهقي (2/ 331)، وأحمد (3/ 83).
الثالث: أبو غسان محمد بن مُطَرِّفٍ: ثنا زيد بن أسلم
…
به.
أخرجه أبو عوانة، وأحمد (3/ 87).
الرابع: عبد العزيز بن أبي سلمة عن زيد
…
به.
أخرجه أبو عوانة، والنسائي (1/ 184)، والدارمي (1/ 351)، والبيهقي، وابن الجارود أيضًا (241)، وأحمد (3/ 84).
الخامس: فُلَيْح بن سليمان.
فقال أحمد (3/ 72): ثنا يونس بن محمد: ثنا فليح عن زيد بن أسلم
…
به.
السادس: محمد بن عجلان؛ وقد سبق حديثه في الكتاب (939).
السابع: داود بن قيس.
أخرجه مسلم (2/ 84): حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: حدثني عمي عبد الله: حدثني داود بن قيس عن زيد بن أسلم
…
به.
لكن رواه غير أحمد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن وهب؛ فجعل هشام بن سعد المتقدم مكان داود بن قيس! ورجحه البيهقي، كما سبق ذكره تحت الحديث (941).
وبالجملة؛ فاتفاق هؤلاء الثقات على وصل الحديث بما يؤكد صحته، ويبعد احتمال خطأ ابن عجلان وابن سعد منهم، لا سيما وهم أكثر من الذين أرسلوه، فالظاهر أن كلًّا من الوصل والإرسال صحيح؛ أي: أن الراوي -وهو زيد بن أسلم أو عطاء بن يسار- كان تارة يرسله، وتارة يوصله، فروى كل من هؤلاء وهؤلاء؛ ما سمع. ومعلوم أن الراوي قد ينشط مرة فيوصل الحديث، ولا ينشط أخرى فيرسله؛ والحجة مع من معه الزيادة، وهي الوصل. والله أعلم.