المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌260 - باب رفع اليدين في الاستسقاء - صحيح سنن أبي داود ط غراس - جـ ٤

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌148 - باب صلاة من لا يقيم صُلْبَهُ في الركوع والسجود

- ‌149 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل صلاة لا يتمُّها صاحبها؛ تُتَمُّ من تَطَوُّعِهِ

- ‌150 - باب وضع اليدين على الركبتين

- ‌151 - باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده

- ‌152 - باب في الدعاء في الركوع والسجود

- ‌153 - باب الدعاء في الصلاة

- ‌154 - باب مقدار الركوع والسجود

- ‌155 - باب أعضاء السجود

- ‌156 - باب في الرجل يدرك الإمام ساجدًا؛ كيف يصنع

- ‌157 - باب السجود على الأنف والجبهة

- ‌158 - باب صفة السجود

- ‌159 - باب الرخصة في ذلك للضرورة

- ‌160 - باب في التَّخَصُّرِ والإقعاء

- ‌161 - باب البكاء في الصلاة

- ‌162 - باب كراهية الوسوسة وحديث النفس في الصلاة

- ‌163 - باب الفتح على الإمام في الصلاة

- ‌164 - باب النهي عن التلقين

- ‌165 - باب الالتفات في الصلاة

- ‌166 - باب السجود على الأنف

- ‌167 - باب النظر في الصلاة

- ‌168 - باب الرخصة في ذلك

- ‌169 - باب العمل في الصلاة

- ‌170 - بابُ رَدِّ السلام في الصلاة

- ‌171 - باب تشميت العاطس في الصلاة

- ‌172 - باب التأمين وراء الإمام

- ‌173 - باب التصفيق في الصلاة

- ‌174 - باب الإشارة في الصلاة

- ‌175 - باب في مسح الحصى في الصلاة

- ‌176 - باب الرجل يصلي مختصرًا

- ‌177 - باب الرجل يعتمد في الصلاة على عصًا

- ‌178 - باب النَّهْيِ عن الكلام في الصلاة

- ‌179 - باب في صلاة القاعد

- ‌180 - باب كيف الجلوس في التشهد

- ‌181 - باب مَنْ ذَكَرَ التَّوَرُّكَ في الرابعة

- ‌182 - باب التشهد

- ‌183 - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد

- ‌184 - [باب ما يقول بعد التشهد] (1)

- ‌185 - باب إخفاء التشهد

- ‌186 - باب الإشارة في التشهد

- ‌187 - باب كراهية الاعتماد على اليد في الصلاة

- ‌188 - باب في تخفيف القعود

- ‌189 - باب في السلام

- ‌190 - باب الرد على الإمام

- ‌191 - باب التكبير بعد الصلاة

- ‌192 - باب حذف التسليم

- ‌193 - باب إذا أحدث في صلاته يستقبل

- ‌194 - باب في الرجل يتطوع في مكانه الذي صلى فيه المكتوبة

- ‌195 - باب السهو في السجدتين

- ‌196 - باب إذا صلى خمسًا

- ‌197 - باب إذا شَكَّ في الثنتين والثلاث؛ من قال: يُلْقِي الشك

- ‌198 - باب من قال: يتِمُّ على أكبر ظَنِّهِ

- ‌199 - باب من قال: بعد التسليم

- ‌200 - باب من قام من ثنتين ولم يتشهد

- ‌201 - باب من نسي أن يتشهد وهو جالس

- ‌202 - باب سجدتي السهو فيهما تشهد وتسليم

- ‌203 - باب انصراف النساء قبل الرجال من الصلاة

- ‌204 - باب كيف الانصراف من الصلاة

- ‌205 - باب صلاةِ الرَّجُلِ التَّطَوُّعَ في بيتهِ

- ‌206 - باب من صلى لغير القبلة ثم عَلِمَ

- ‌207 - باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة

- ‌208 - باب الإجابة؛ أيةَ ساعةٍ هي في يوم الجمعة

- ‌209 - باب فضل الجمعة

- ‌210 - باب التشديد في ترك الجمعة

- ‌211 - باب كفارة من تركها

- ‌212 - باب من تجب عليه الجمعة

- ‌213 - باب الجمعة في اليوم المَطِيرِ

- ‌214 - باب التخلُّفِ عن الجماعة في الليلة الباردة أو الليلة المطيرة

- ‌215 - باب الجمعة للمملوك والمرأة

- ‌216 - باب الجمعة في القُرَى

- ‌217 - باب إذا وافق يومُ الجمعة يومَ عيد

- ‌218 - باب ما يُقْرأ في صلاة الصبح يومَ الجمعة

- ‌219 - باب اللُّبْس للجمعة

- ‌220 - باب التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة

- ‌221 - باب في اتخاذ المنبر

- ‌222 - باب موضع المنبر

- ‌223 - باب الصلاة يوم الجمعة قبل الزوال

- ‌224 - باب في وقت الجمعة

- ‌225 - باب النداء يوم الجمعة

- ‌226 - باب الإمام يكلّم الرجل في خطبته

- ‌227 - باب الجلوس إذا صعد المنبر

- ‌228 - باب الخطبة قائمًا

- ‌229 - باب الرجل يخطب على قوس

- ‌230 - باب رفع اليدين على المنبر

- ‌231 - باب إقصار الخُطَبِ

- ‌232 - باب الدُّنُوِّ من الإمام عند الموعظة

- ‌233 - باب الإمام يقطع الخطبة للأمر يحدث

- ‌234 - باب الاحتباء والإمام يخطب

- ‌235 - باب الكلام والإمام يخطب

- ‌236 - باب استئذان المحدِث للإمام

- ‌237 - باب إذا دخل الرجل والإمام يخطب

- ‌238 - باب تخطِّي رقاب الناس يوم الجمعة

- ‌239 - باب الرجل يَنْعُسُ والإمام يخطب

- ‌240 - باب الإمام يتكلم بعدما ينزل من المنبر

- ‌241 - باب من أدرك من الجمعة ركعة

- ‌242 - باب ما يقرأ به في الجمعة

- ‌243 - باب الرجل يأتمُّ بالإمام وبينهما جدار

- ‌244 - باب الصلاة بعد الجمعة

- ‌245 - باب صلاة العيدين

- ‌246 - باب وقت الخروج إلى العيد

- ‌247 - باب خروج النساء في العيد

- ‌248 - باب الخطبة في يوم العيد

- ‌249 - باب يخطب على قوس

- ‌250 - بابُ تَرْكِ الأذان في العيد

- ‌251 - باب التكبير في العيدين

- ‌252 - باب ما يقرأ في الأضحى والفطر

- ‌253 - باب الجلوس للخطبة

- ‌254 - باب الخروح إلى العيد في طريق ويرجع في طريق

- ‌255 - باب إذا لم يخرج الإمام للعيد من يومه؛ يخرج من الغد

- ‌256 - باب الصلاة بعد صلاة العيد

- ‌257 - باب يصلي بالناس العيد في المسجد إذا كان يوم مطر

- ‌258 - جُمَّاعُ أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها

- ‌259 - باب في أي وقت يحول رداءه إذا استسقى

- ‌260 - باب رفع اليدين في الاستسقاء

- ‌261 - باب صلاة الكسوف

- ‌262 - باب من قال: أربع ركعات

- ‌263 - باب القراءة في صلاة الكسوف

- ‌264 - باب ينادي فيها بالصلاة

- ‌265 - باب الصدقة فيها

- ‌266 - باب العتق فيها

- ‌267 - باب من قال: يركع ركعتين

- ‌268 - باب الصلاة عند الظُّلمة ونحوها

- ‌269 - باب السجود عند الآيات

- ‌270 - باب صلاة المسافر

- ‌271 - باب: متى يقصر المسافر

- ‌272 - باب الأذان في السفر

- ‌273 - باب المسافر يصلي وهو يشكُّ في الوقت

- ‌274 - باب الجمع بين الصلاتين

- ‌275 - باب قصر قراءة الصلاة في السفر

- ‌276 - باب التطوُّع في السفر

- ‌277 - باب التطوُّع على الراحلة والوتر

- ‌278 - باب الفريضة على الراحلة من عذر

- ‌279 - باب متى يُتِمُّ المسافر

- ‌280 - باب: إذا أقام بأرض العدو يقصر

- ‌281 - باب صلاة الخوف

- ‌282 - باب من قال: يقوم صفٌّ مع الإمام وصفٌّ وِجَاهَ العدو، فيصلي بالذين يَلُونَهُ ركعة، ثم يقوم قائمًا حتى يصلي الذين معه ركعة أخرى، ثم ينصرفون فيصلون وِجَاهَ العدو، وتجيء الطائفة الأخرى فيصلي بهم ركعة، ويثبت جالسًا، فيتمون لأنفسهم ركعة أخرى، ثم يسلم بهم جميعًا

- ‌283 - باب من قال: إذا صلى ركعة وثبت قائمًا؛ أتَمُّوا لأنفسهم ركعة ثم سلَّموا، ثم انصرفوا فكانوا وِجَاهَ العدو، واخْتُلِفَ في السلام

- ‌284 - باب من قال: يكبِّرون جميعًا وإن كانوا مستدبري القبلة، ثم يصلِّي بمن معه ركعة، ثم يأتون مصافَّ أصحابهم، ويجيء الآخرون، فيركعون لأنفسهم ركعة، ثم يصلِّي بهم ركعة، ثم تُقْبِلُ الطائفة التي كانت مُقابلَ العدوِّ، فيركعون لأنفسهم ركعة والإمامُ قاعدٌ، ثم يسلِّم بهم كلِّهم

- ‌285 - باب من قال: يصلي بكل طائفة ركعة، ثم يسلم، فيقوم كل صف، فيصلون لأنفسهم ركعة

- ‌286 - باب من قال: يصلي بكل طائفة ركعة، ثم يسلم، فيقوم الذين خلفه فيصلون ركعة، ثم يجيء الآخرون إلى مقام هؤلاء فيصلون ركعة

- ‌287 - باب من قال: يصلي بكل طائفة ركعة ولا يقضون

- ‌288 - باب من قال: يصلي بكل طائفة ركعتين

- ‌289 - باب صلاة الطالب

- ‌290 - باب تفريع أبواب التطوع وركعات السُّنَّة

- ‌291 - باب ركعتي الفجر

- ‌292 - باب في تخفيفها

- ‌293 - باب الاضطجاع بعدها

الفصل: ‌260 - باب رفع اليدين في الاستسقاء

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ ولم يخرجه البخاري.

والحديث في "الموطأ"(1/ 197).

وعنه: مسلم (3/ 23)، والنسائي (1/ 224)، والبيهقي (3/ 350)، وأحمد (4/ 41) عن مالك

به.

‌260 - باب رفع اليدين في الاستسقاء

1059 -

عن عُمَيْرٍ مولى بني آبي اللحم:

أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي عند أحجار الزيت قريبًا من الزوراء، قائمًا يدعو، يستسقي، رافعًا يديه قِبَلَ وجهه، لا يجاوز بهما رأسه.

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وصححه ابن حبان والحاكم، ووافقه الذهبي).

إسناده: حدثنا محمد بن سَلَمة المُرَادي: أخبرنا ابن وهب عن حيوة وعمر بن مالك عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عمير مولى بني آبي اللحم.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجه.

وعمر بن مالك هو الشَّرْعَبي.

وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي.

والحديث أخرجه أحمد (5/ 223): ثنا هارون: ثنا ابن وهب

به؛ إلا أنه وقع فيه: حيوة عن عمر بن مالك.

ولعله الصواب، فإنهم ذكروا حيوة في الرواة عن عمر بن مالك؛ ولم يذكروا

ص: 331

فيهم ابن وهب.

وفي رواية لأحمد بهذا السند عن حيوة عن ابن الهاد

به.

وهكذا أخرجه ابن حبان (602 و 601) من طريق هارون بن معروف وغيره عن ابن وهب عن حيوة

به.

قلت: وحيوة -وهو ابن شُرَيْحٍ المصري- قد سمع من ابن الهاد، فإذا ثبت أن بينهما عمر بن مالك -كما وقع في سند أحمد الأول-؛ فيكون من المزيد فيما اتصل من الأسانيد. والله أعلم.

وللحديث طريق أخرى؛ فقال أحمد: ثنا قتيبة بن سعيد: ثنا ليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يزيد بن عبد الله عن عمير مولى آبي اللحم

به.

وبهذا الإسناد: أخرجه النسائي (1/ 224 - 225)، والترمذي (2/ 443)؛ إلا أنهما زادا في الإسناد فقالا: عن عمير مولى آبي اللحم عن آبي اللحم. وقال الترمذي:

"كذا قال قتيبة: عن آبي اللحم. ولا تعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد، وعمير مولى آبي اللحم قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وله صحبة".

قلت: لم يقل قتيبة: عن آبي اللحم.

في رواية أحمد عنه.

وهو الصواب؛ لأنه قد تابعه يحيى بن بكير: ثنا الليث

به.

أخرجه الحاكم (1/ 327)، وقال:

"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي!

ص: 332

وفيه نظر؛ لأن يزيد بن عبد الله: هو ابن الهاد، وبينه وبين عمير محمد بن إبراهيم، كما في الطريق الأولى.

1060 -

عن جابر بن عبد الله قال:

رَأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يُواكي، فقال:

"اللهم! اسقنا غيثًا مُغِيثًا مَرِيئًا، نافعًا غير ضارٍّ، عاجلًا غير آجل".

قال: فأطبقت عليهم السماء.

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وقال الحاكم: "على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي! والرواية المعتمدة في الكتاب بلفظ: أتت النبي صلى الله عليه وسلم بواكي).

إسناده: حدثنا ابن أبي خلف: ثنا محمد بن عبيد: ثنا مِسْعَرٌ عن يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين؛ غير ابن أبي خلف -واسمه محمد بن أحمد-، وهو ثقة من رجال مسلم.

والحديث أخرجه الحاكم (1/ 327)، والبيهقي (3/ 355)، من طرقٍ أخرى عن محمد بن عبيد

به. وقال: الحاكم:

"صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي!

(تنبيه): قوله: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يواكي؛ كذا وقع في بعض نسخ الكتاب.

وفي بعضها: أتت النبي صلى الله عليه وسلم بواكي.

وهذه هي الرواية المعتمدة في "السنن". وكذلك هو في نسخة البيهقي منها، كما صرح به عقب إخراجه الحديث، وقال.

ص: 333

"وكان الخطابي رحمه الله يستغربه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يواكي. ثم فسره فقال: قوله: يُواكي: معاه التحامل إذا رفعهما ومدَّهما في الدعاء".

قلت: وتمام كلام الخطابي في "المعالم":

"ومن هذا: التوكؤ على العصا، وهو التحامل عليها". وحكاه المنذري في "مختصره"(2/ 37)، وقال:

"قال بعضهم: والصحيح ما ذكره الخطابي. هذا آخر كلامه. وللرواية المشهورة وجه".

قلت: وهما جمع باكية؛ أي: جاءت عند النبي صلى الله عليه وسلم نفوسٌ باكيةٌ، أو نساء باكيات.

1061 -

عن أنس:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء؛ فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه.

(قلت: (*)

إسناده: أخبرنا نصر بن علي: أخبرنا يزيد بن زُرَيع: ثنا سعيد عن قتادة عن أنس.

وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.

والحديث أخرجه ابن ماجة (1/ 359)

بسند المصف.

وأخرجه البخاري (2/ 28)، ومسلم (3/ 24)، والنسائي (1/ 224)، والدارمي

(*) كذا في أصل الشيخ رحمه الله، لم يكمل ما أراد قوله. (الناشر).

ص: 334

(1/ 361)، والدارقطني (190)، والبيهقي (3/ 357)، وأحمد (3/ 181 و 282) من طرق عن سعيد

به؛ صرح قتادة في بعضها بالتحديث.

1062 -

ومن طريق أخرى عنه:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستسقي هكذا -يعني: ومدَّ يديه، وجعل بطونهما مما يلي الأرض-، حتى رأيت بياض إبطيه.

(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم في "صحيحه" مختصرًا).

إسناده: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني: ثنا عفان: ثنا حماد: أخبرنا ثابت عن أنس.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح".

والحديث أخرجه البيهقي (3/ 357) من طريقين آخرين عن حماد

به؛ زاد في أحدهما:

وهو على المنبر.

وأخرجه هو، ومسلم (3/ 24)، وأحمد (3/ 153) من طريق الحسن بن موسى الأشيب: حدثنا حماد بن سلمة

به مختصرًا؛ بلفظ:

استسقى؛ فأشار بظهر كفَّيه إلى السماء.

وأخرجه أحمد (3/ 241)

نحوه.

1063 -

عن محمد بن إبراهيم:

أخبرني من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند أحجار الزيت باسطًا كَفَّيْه.

ص: 335

(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. واسم صحابيه: عمير؛ كما مضى برقم (1059)).

إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا شعبة عن عبد رَبِّهِ بن سعيد عن محمد بن إبراهيم.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين، وجهالة الصحابي لا تضر.

على أنه قد سماه بعضهم: عميرًا آبي اللحم، كما تقدم برقم (1059).

1064 -

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

شكى الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قُحُوطَ المطرِ! فأمر بمنبر، فوضعَ له في المصلى، ووعد الناس يومًا يخرجون فيه. قالت عائشة: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس؛ فقعد على المنبر، فكبَّر صلى الله عليه وسلم، وحمد الله عز وجل، ثم قال:

"إنكم شكوتم جَدْبَ دياركم، واستئخارَ المطرِ عن إبّانِ زمانه عنكم، وقد أمر الله عز وجل أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم"؛ ثم قال:

" {الحمد لله ربَ العالمين. الرحمن الرحيم. مَلِك يوم الدين)، لا إله إلا الله؛ يفعل ما يريد، اللهم! أنت الله لا إله إلا أنت الغَنيُّ ونحن الفقراء، أَنْزِلْ علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلت لنا قُوَّةً وبلاغًا إلى حينٍ". ثم رفع يديه، فلم يزل في الرفع، حتى بدا بياضُ إبطيه، ثم حوَّل إلى الناس ظهره، وقلب -أو حوَّل- رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل؛ فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابةً، فرَعَدَتْ وبَرَقَتْ، ثم أمطرت بإذن الله،

ص: 336

فلم يأتِ مسجده حتى سالت السُّيول. فلما رأى سُرْعتهم إلى الكِنِّ ضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فقال:

"أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله".

قال أبو داود: "وهذا حديث غريب، إسناده جيد".

(قلت: إسناده حسن، وصححه ابن حبان، وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي! ).

إسناده: حدثنا هارون بن سعيد الأيْلِيُّ: ثنا خالد بن نِزَارٍ: حدثني القاسم ابن مبرور عن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.

قال أبو داود:

"وهذا حديث غريب، إسناده جيد، أهل المدينة يقرأون:{مَلِك يوم الدين} ، وإن هذا الحديث حجة لهم! .

قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير خالد بن نزار والقاسم بن مبرور، وهما ثقتان؛ إلا أن في الأول منهما كلامًا يسيرًا، لا ينزل به حديثه عن رتبة الحسن. وفي "التقريب":

"صدوق يخطيء".

والحديث أخرجه الطحاوي (1/ 192)، والحاكم (1/ 328)، والبيهقي (3/ 349) من طرق أخرى عن هارون بن سعيد

به.

وتابعه طاهر بن خالد بن نزار: حدثنا أبي

به.

أخرجه ابن حبان (604). وقال الحاكم:

ص: 337

"صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي!

وذلك من أوهامها؛ لما ذكرنا من حال خالد والقاسم.

1065 -

عن أنس بن مالك قال:

أصاب أهلَ المدينة قَحْطٌ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينما هو يخطبنا يوم جمعة؛ إذ قام رجل فقال:

يا رسول الله! هلك الكُراعُ هلك الشَّاءُ، فادع الله أن يسقِيَنا! فمدَّ يديه ودعا. قال أنس: وإن السماء لَمِثْل الزجاجة، فهاجت ريح، ثم أنشأتْ سحابةً، ثم اجتمعت، ثم أرسلت السماء عَزالِيَها، فخرجنا نخوضُ الماءَ حتى أتينا منازلنا، فلم يزل المطر إلى الجمعة الأخرى. فقام إليه ذلك الرجل أو غيره، فقال:

يا رسول الله! تهدَّمَتِ البيوتُ؛ فادعُ الله أن يحبِسَهُ! فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:

"حوالَيْنا ولا علينا". فنظرت إلى السحاب يتصدَّع حول المدينة كأنه إكليل.

(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في "صحيحه بإسناد المؤلف ولفظه. ومسلم مختصرًا).

إسناده: حدثنا مسدد: ثنا حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس ابن مالك. ويونس بن عبيد عن ثابت عن أنس.

قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري من الوجهين عنه؛ وقد أخرجه

ص: 338

كما يأتي.

والحديث أخرجه البخاري (4/ 155)

بإسناد المصنف ومتنه. ولم يقف عليه المنذري، فقال في "مختصره":

"وأخرجه البخاري مختصرًا"!

وأخرجه البيهقي (3/ 356) من طريق أخرى عن مسدد

به.

وأخرجه مسلم (3/ 25)، والنسائي (3/ 25)، وكذا البخاري (2/ 27)، والبيهقي (3/ 353 - 354)، وأحمد (3/ 194 و 271) من طرق أخرى عن ثابت

باختصار.

وله في "الصحيحين" وغيرهما طرق أخر عن أنس، يأتي أحدها.

1066 -

ومن طريق أخرى عنه

نحوه؛ قال:

فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه بحِذَاءِ وجهه، فقال:

"اللهم! اسقنا

"، وساق نحوه.

(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" مختصرًا).

إسناده: حدثنا عيسى بن حماد: أخبرنا الليث عن سعيد المقبري عن شريك ابن عبد الله بن أبي نَمِرٍ عن أنس أنه سمعه يقول

فذكر نحو حديث عبد العزيز قال

قلت: وهذا إسناد حسن وهو على شرط الشيخين؛ لكن شريكًا هذا في حفظه كلام، أشار إليه الحافظ بقوله فيه:

ص: 339

"صدوق يخطيء".

وعيسى بن حماد لم يخرج له البخاري.

والحديث أخرجه النسائي (1/ 225)

بإسناد المصنف ومتنه، وساقه بتمامه.

وأخرجه البخاري (2/ 25 - 27)، ومسلم (3/ 24 - 25)، والنسائي أيضًا (1/ 224 و 225 - 226)، والطحاوي (1/ 190)، ومالك (1/ 198) من طرق أخرى عن شريك

به أتم منه؛ لكن ليس عندهم قوله: بحذاء وجهه، وبعضهم لم يذكر الرفع أصلًا.

1067 -

عن عمرو بن شعيب:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفي رواية: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استسقى قال:

"اللهم! اسْقِ عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحْي بلدَك الميِّتَ". هذا لفظ المرسل.

(قلت: إسناده حسن).

إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرو ابن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحدثنا سهل بن صالح: ثنا علي بن قادم: أخبرنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال

هذا لفظ حديث مالك.

قلت: وهذا إسناد حسن، وهو من طريق مالك مرسل، ومن طريق سفيان موصول. وقد قال ابن عبد البر:

"هكذا رواه مالك وجماعة عن يحيى مرسلًا. ورواه آخرون عن يحيى عن

ص: 340