الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب تفريع أبواب الجمعة
207 - باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة
961 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خَيْرُ يومٍ طَلَعَتْ فيه الشمس: يومُ الجمعة؛ فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه أُهْبِطَ، وفيه تِيبَ عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مُسيخةٌ يومَ الجمعة من حينِ يُصْبِحُ حتى تطلُعَ الشمسُ؛ شَفَقًا من الساعة؛ إلا الجن والإنس، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي، يسأل الله حاجةً، إلا أعطاه إياها".
قال كعب: ذلك في كلِّ سنة؟ فقلت: بل في كل جمعة. قال: فقرأ كعب التوراة، فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو هريرة: ثم لَقِيتُ عبد الله بن سلام؛ فحدَّثته بمجلسي مع كعب. فقال عبد الله بن سلام: هي آخر ساعة من يوم الجمعة. فقلت: كيف هي آخر ساعة من يوم الجمعة؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي"؛ وتلك الساعة لا يصلى فيها؟ ! فقال عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من جلس مجلسًا ينتظر الصلاة؛ فهو في الصلاة حتى يصلي"؟ ! قال: فقلت: بلى. قال: هو ذاك.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذلك صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه الترمذي أيضًا. وطرفه الأول عند مسلم. وبعضه
صححه ابن جان. وروى الشيخان منه ساعة الإجابة).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد ابن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
والحديث في "الموطأ"(1/ 131 - 133)
…
بهذا الإسناد.
ومن طريقه: أخرجه الترمذي (2/ 362 - 363)، والحاكم (1/ 278 - 279)، والبيهقي (3/ 250)، وأحمد (2/ 486) كلهم عن مالك
…
به. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح". وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذهبي.
وتابعه بكر بن مُضَرَ عن محمد بن إبراهيم
…
به.
أخرجه النسائي (1/ 210).
وتابعه محمد بن إسحاق عنه.
أخرجه الحاكم. وتابعه محمد بن عمرو عن أبي سلمة
…
به مختصرًا؛ ليس فيه قصة كعب وعبد الله بن سلام.
أخرجه أحمد (2/ 504)، واسناده حسن.
وتابعه على طرفه الأول: الأعرج عن أبي هريرة
…
مرفوعًا بلفظ:
" .. فيه خلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة".
أخرجه مسلم (3/ 6)، وأحمد (2/ 512).
وله عنده (2/ 540) طريق ثالث.
وطريق رابع (2/ 272 و 457) باختصار، وصححه ابن حبان (551).
وفي "البخاري"(2/ 12)، و "مسلم" (3/ 5) من طريق الأعرج عن أبي هريرة: طرف منه؛ في ذكر ساعة الجمعة.
962 -
عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن مِنْ أفضل أيامكم يومَ الجمعة؛ فيه خُلِقَ آدم، وفيه قُبِض، وفيه النَّفخة، وفيه الصَّعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة علي".
قال: قالوا: يا رسول الله! وكيف تُعْرَضُ صلاتنا عليك وقد أرَمْتَ؟ ! قال: يقولون: بَلِيت! فقال:
"إن الله عز وجل حَرَّمَ على الأرض أجسادَ الأنبياءِ".
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وقال الحاكم: "صحيح على شرط البخاري"! ووافقه الذهبي! وصححه ابن حبان أيضًا والنووي).
إسناده: حدثنا هارون بن عبد الله: ثنا حسين بن علي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وأبو الأشعث الصنعاني: اسمه شراحيل بن آده؛ وقد أخرج له البخاري في "الأدب المفرد".
والحديث أخرجه المصنف في "الاستغفار"(1370) من طريق أخرى عن حسين بن علي.
وأخرجه أحمد (4/ 8): ثنا حسين بن علي الجُعْفِيُّ
…
به.
وأخرجه النسائي (1/ 203)، والدارمي (1/ 369) وابن ماجة (1/ 336 - 337 و 502)، وابن حبان (550)، والحاكم (1/ 278)، والبيهقي (3/ 248) من طرق عن حسين بن علي
…
به. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط البخاري"! ووافقه الذهبي!
وإنما هو على شرط مسلم؛ لما ذكرنا في أبي الأشعث.
وقد أُعِلَّ الحديث بعلة غريبة، ذكرها ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 197)، وخلاصة كلامه: أن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر -وهو شامي- لم يحدث عنه أحد من أهل العراق -كالجعفي-، وأن الذي يروي عنه أبو أسامة وحسين الجعفي واحد، وهو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وهو ضعيف؛ وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقة، وهذا الحديث منكر، لا أعلم أحدًا رواه غير حسين الجعفي!
قلت: ويعني: أنه أخطأ في قوله: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر؛ وإنما هو: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم؛ الضعيف!
وهذه علة واهية كما ترى؛ لأن الجعفي ثقة اتفاقًا؛ فكيف يجوز تخطئته لمجرد عدم العلم بأن أحدًا من العراقيين لم يحدِّث عن ابن جابر؟ ! وما المانع من أن يكون الجعفي العرافي قد سمع من ابن جابر حين نزل هذا البصرة قبل أن يتحول إلى دمشق، كما جاء في ترجمته؟ ! وتفرد الثقة بالحديث لا يقدح؛ إلا أن يثبت خَطَأهُ كما هو معلوم.