الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وابن جرير (9/ 147 / 10349) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري
…
به؛ دون قوله: ثم يسلِّم
…
وقوله: ثم يسلمون.
لكن رواه ابن جرير (10348) من طريق عبد الوهاب قال: سمعت يحيى بن سعيد قال: سمعت القاسم
…
به.
و(10349) من طريق يزيد بن هارون قال: أخبرنا يحيى بن سعيد
…
نحوه؛ وفي رواية عبد الوهاب كما في رواية مالك: ثم سلم
…
و: ثم سلموا.
وهذا يدل على أن مالكًا قد توبع على قوله: ثم يسلم. وإن كانت رواية سفيان الثوري أصح؛ لما سبق عن البيهقي. والله أعلم.
والحديث أخرجه أبو عوانة (2/ 362) من طريق المصنف.
ومن طريق يحيى بن سعيد القطان عن يحيى الأنصاري.
284 - باب من قال: يكبِّرون جميعًا وإن كانوا مستدبري القبلة، ثم يصلِّي بمن معه ركعة، ثم يأتون مصافَّ أصحابهم، ويجيء الآخرون، فيركعون لأنفسهم ركعة، ثم يصلِّي بهم ركعة، ثم تُقْبِلُ الطائفة التي كانت مُقابلَ العدوِّ، فيركعون لأنفسهم ركعة والإمامُ قاعدٌ، ثم يسلِّم بهم كلِّهم
1129 -
عن عروة بن الزبير يحدث عن مروان بن الحكم:
أنه سأل أبا هريرة: هل صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم! صلاة الخوف؟
قال أبو هريرة: نعم.
قال مروان: متى؟ فقال أبو هريرة:
عَامَ غَزْوِ نَجْدٍ؛ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاه العصر، فقامت معه طائفةٌ، وطائفةٌ أخرى مقابلَ العدو وظهورُهم إلى القبلة، فكبَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبَّروا جميعًا: الذين معه والذين مقابلي العدو، ثم ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعةً واحدةً، وركعت الطائفة التي معه، ثم سجد، فسجدت الطائفة التي تليه، والآخرون قيامٌ مُقابلي العدوِّ، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقامت الطائفة التي معه، فذهبوا إلى العدو فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا؛ ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ كما هو، ثم قاموا، فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة أخرى وركعوا معه، وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدٌ ومن معه، ثم كان السلام، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلَّموا جميعًا، فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان، ولكلِّ رجلٍ من الطائفتين ركعتان.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذلك قال الحاكم، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ: ثنا حيوة وابن لهيعة قالا: أخبرنا أبو الأسود أنه سمع عروة بن الزبير.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين؛ غير ابن لهيعة، ولكنه مقرون.
وغير مروان بن الحكم؛ فإنه من رجال البخاري، وهو متكلم فيه، ولا يضر ذلك في الحديث؛ لأن الظاهر أن عروة لا يروي الحديث عنه؛ بل عن أبي هريرة،
وإنما ذكره بينه وبين أبي هريرة؛ ليتحدث عن أنه هو السائل لأبي هريرة، لا على أنه هو الراوي عنه.
ويؤيد ذلك أمران:
الأول: أن الحاكم والذهبي صححاه -كما يأتي- على شرط الشيخين، ومروان ليس على شرط مسلم كما تقدم. فلولا أنه ليس من رجال سند الحديث؛ لم يصححاه -إن شاء الله تعالى- إلا على شرط البخاري وحده! ويؤيده:
الأمر الآخر: وهو أن محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن الأسود روياه عن عروة بن الزبير عن أبي هريرة مباشرة؛ لم يذكرا بينهما مروان بن الحكم، كما في الرواية الآتية.
والحديث أخرجه أحمد في "المسند"(2/ 320): ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ
…
به.
وأخرجه النسائي (1/ 229 - 230)، وابن خزيمة (1361)، والطحاوي (1/ 185)، والحاكم (1/ 338)، والبيهقي (3/ 264) من طرق أخرى عن عبد الله ابن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ
…
به؛ إلا أنهم لم يذكروا ابن لهيعة في إسناده؛ سوى أن النسائي أشار إليه فقط. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين". ووافقه الذهبي.
1130 -
وفي رواية عن عروة بن الزبير عن أبي هريرة قال:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجد، حتى إذا كنا بـ (ذات الرِّقَاع) من (نَخْلٍ)؛ لقي جمعًا من غَطَفَانَ
…
فذكر معناه، ولفظه على غير لفظ حيوة؛ وقال فيه حين ركع بمن معه وسجد، قال:
فلما قاموا؛ مَشَوُا القَهْقَرَى إلى مصافِّ أصحابهم
…
ولم يذكر استدبار القبلة.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا محمد بن عمرو الرازي: ثنا سلمة: حدثني محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن الأسود عن عروة بن الزبير.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم (*)؛ إلا أنه ما أخرج لابن إسحاق إلا متابعة.
وابن الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود أبو الأسود المدني، يتيم عروة.
وليس للإسناد عِلَّةً؛ سوى عنعنة ابن إسحاق، وقد صرح بالتحديث في رواية يونس بن بكير عنه؛ كما سأذكره.
والحديث أخرجه ابن حبان (585) عن ابن خزيمة، وهذا في "صحيحه" (1362) من طريق أحمد بن الأزهر: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد: حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن نوفل -وكان يتيمًا في حجر عروة بن الزبير قال (1): سمعت أبا هريرة؛ ومروان بن الحكم يسأله عن صلاة الخوف
…
الحديث.
قلت: وهذا يؤيد التأويل الذي ذكرته في الحديث الذي قبله في قوله: عروة ابن الزبير يحدث عن مروان بن الحكم
…
أنه ليس من رواية عروة عن مروان؛ فتأمل!
وأخرجه الطحاوي (1/ 186)، والبيهقي (3/ 264) من طريق يونس بن بكير
(*) لكن سلمة هذا؛ هو ابن الفضل الأبرش، وليس من رجال مسلم؛ كما في "السلسلة الصحيحة"(2/ 279). (الناشر).
(1)
كذا في "الموارد"! وكأنه سقط من الناسخ أو الطابع قوله: (عن عروة بن الزبير)!
عن محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير
…
به.
وهذا إسناد حسن.
وقد رواه ابن جعفر بإسناد آخر، كما في الحديث الآتي بعده.
وله في النسائي (1/ 230)، وابن حبان (584)، و "المسند"(2/ 522) طريق أخرى عن أبي هريرة
…
نحوه مختصرًا.
وسنده جيِّد.
1131 -
عن عروة بن الزبير؛ أن عائشة حدثته بهذه القصة قالت:
كبَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكبَّرت الطائفة الذين صفوا معه، ثم ركع فركعوا، ثم سجد فسجدوا، ثم رفع فرفعوا، ثم مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا، ثم سجدوا لأنفسهم الثانية، ثم قاموا فنَكَصُوا على أعقابهم، يمشون القَهْقَرَى، حتى قاموا من ورائهم، وجاءت الطائفة الأخرى، فقاموا فكبروا، ثم ركعوا لأنفسهم، ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسجدوا معه، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسجدوا لأنفسهم الثانية، ثم قامت الطائفتان جميعًا، فصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فركع فركعوا، ثم سجد فسجدوا جميعًا، ثم عاد فسجد الثانية، وسجدوا معه سريعًا كأسرع الإسراع جاهدًا، لا يَأْلُونَ سِرَاعًا، ثم سلَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وقد شاركه الناس في الصلاة كلِّها.
(قلت: إسناده حسن، وصححه ابن حبان (2862)، والحاكم، وقال:"على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي).