الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن رباح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العصر، فقام رجل يصلي، فرآه عمر فقال له: اجلس؛ فإنما هلك أهل الكتاب أنه لم يكن لصلاتهم فصل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أحسن ابن الخطاب".
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وجهالة الصحابي لا تضر.
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(13/ 107 / 7166) من طريق أخرى عن محمد بن جعفر
…
به.
وتوبع شعبة؛ فقال عبد الرزاق في "المصنف"(2/ 432 / 3973): عن عبد الله ابن سعيد قال: أخبرني الأزرق بن قيس
…
به؛ إلا أنه قال:
"صدق ابن الخطاب".
وإسناده صحيح أيضًا: عبد الله بن سعيد هو ابن أبي هند الفزاري، من رجال الشيخين، وذكره المزي في شيوخ عبد الرزاق.
والحديث مخرج في "الصحيحة" برقم (3173).
195 - باب السهو في السجدتين
923 -
" عن أبي هريرة قال:
صَلَّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العَشِيِّ -الظهر أو العصر-، قال: فَصَلَّى بنا ركعتين، ثم سَلَّم، ثم قام إلى خشبة في مُقَدَّمِ المسجد، فوضع يديه عليها؛ إحداهما على الأخرى، يُعْرَف في وجهه الغضب، ثم
خرج سَرَعَانُ الناس وهم يقولون: قَصُرَتِ الصلاةُ! قَصُرَتِ الصلاة! وفي الناس أبو بكر وعمر، فهاباه ان يُكَلِّماه، فقام رجل -كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسَمِّيهِ ذا اليدين- فقال: يا رسول الله! أنسيت أم قصرت الصلاة؟ قال: "لم أنْسَ، ولم تقصر الصلاة".
قال: بلى نسيت يا رسول! فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على القوم، فقال:
"أصدق ذو اليدين؟ ! ". فَأوْمَأُوا؛ أي: نعم. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مَقَامِهِ؛ فصلى الركعتين الباقيتين، ثم سلَّم، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع وكبر، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع وكبر.
قال: فقيل لمحمد: سلَّم في السهو؟ فقال: لم أحفظه عن أبي هريرة! ولكن نُبِّئْتُ أن عمران بن حصين قال: ثم سلم.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه هو والبخاري وأبو عوانة في "صحاحهم" بنحوه).
إسناده: حدثنا محمد بن عُبَيْدٍ: ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ غير محمد بن عبيد -وهو ابن حِسَابٍ الغُبَرِيُّ البصري-، فهو من رجال مسلم وحده؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (2/ 196)، والبيهقي (2/ 357) من طريق المصنف، وقال:
"ولم يبلغنا إلا من جهة أبي داود عن محمد بن عبيد عن حماد بن زيد، وهم ثقات أئمة".
قلت: وقد تابعه أسد -وهو ابن موسى-؛ المعروف بـ (أسد السنة) وهو صدوق، فقال الطحاوي في "شرح الآثار" (1/ 257): حدثنا ربيع المؤذن قال: ثنا أسد
…
به؛ وزاد:
وأكثر (وفي نسخة: أكبر) ظني أنه ذكر الظهر.
وقال مسلم (2/ 86 - 87): حدثنا أبو الربيع الزهراني: حدثنا حماد
…
به؛ ولم يسق لفظه.
وأخرجه البخاري (1/ 120 و 2/ 61 و 9/ 71)، ومسلم (2/ 86)، وأبو عوانة أيضًا (2/ 195)، والنسائي (1/ 182)، والترمذي (2/ 247 / 399)، والطحاوي أيضًا، وابن الجارود (243)، والبيهقي (2/ 354 و 356) من طرق أخرى عن أيوب
…
به.
وتابعه يزيد بن إبراهيم عن محمد
…
به؛ وفيه الزيادة بلفظ: قال محمد:
وأكثر ظني العصر.
أخرجه البخاري (2/ 61 و 8/ 14)، وأبو عوانة (2/ 195 - 196)، والبيهقي (2/ 346)، إلا أنه قال:
أكبر ظني أنه قال: الظهر.
وتابعه اين عون عن محمد (وهو ابن سيرين) عن أبي هريرة
…
به؛ وزاد: قال ابن سيرين:
سماها أبو هريرة، ولكن نسيت أنا!
أخرجه البخاري (1/ 86)، والنسائي (1/ 181)، والدارمي (1/ 351)، وابن ماجة (1/ 366 - 367)، والطحاوي، وأحمد (2/ 234). وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
924 -
وفي رواية عنه قال:
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -لم يقل: بنا، ولم يقل: فأوْمَأُوا- قال: فقال الناس: نعم. قال: ثم رفع -ولم يقل: وكَبَّرَ-، ثم كَبَّرَ وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع. وتم حديثه؛ لم يذكر ما بعده، ولم يذكر: فأومأُوا .. إلا حماد بن زيد.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري وأبو عوانة في "صحيحيهما". وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح").
إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أيوب عن محمد
…
بإسناده -وحديث حماد أتم- قال
…
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين أيضًا.
والحديث في "الموطأ"(1/ 115).
وعنه: أخرجه البخاري (1/ 120 و 2/ 61 و 9/ 71)، وأبو عوانة (2/ 196)، والنسائي (1/ 182)، والترمذي (2/ 247)، والطحاوي (1/ 257)، والبيهقي (2/ 257) كلهم عن مالك
…
به.
925 -
وفي أخرى عنه قال:
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم!
…
بمعنى حماد كله (يعني: الرواية الأولى) إلى آخر قوله: نُبِّئْتُ أن عمران بن حصين قال: ثم سلم. قال: قلت: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد! وأحب إلي أن يتشهد. ولم يذكر: كان يسمِّيه ذا اليدين، ولا ذكر: فأومأوا، ولا ذكر الغضب. وحديث أيوب أتم (يعني الرواية الثانية).
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا بشر -يعني: ابن المُفَضَّل-: ثنا سلمة -يعني: ابن علقمة- عن محمد عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
والحديث أخرج البخاري (3/ 76 - فتح) بعضه فقال: حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد عن سلمة بن علقمة قال:
قلت لمحمد: في سجدتي السهو تشهد؟ قال: ليس في حديث أبي هريرة.
وأخرجه أبو نعيم في "المستخرج" -بتمامه-، وكذا السراج.
وقول محمد -وهو ابن سيرين-: نبئت أن عمران بن حصين قال: ثم سلم؛ يعني: بعد سجدتي السهو، وهو منقطع، ولكنه قد جاء موصولًا من طريق أخرى عن عمران، ويأتي في الكتاب (933). قال الحافظ.
"وقد يفهم من قوله: ليس في حديث أبي هريرة .. أنه ورد في حديث غيره، وهو كذلك؛ فقد رواه أبو داود و
…
" ثم ذكر حديث عمران الآتي.
926 -
وفي أخرى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
في قصة ذي اليدين: أنه كبر وسجد. وقال هشام -يعني: ابن حسان-: كبر، ثم كبر وسجد.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، لكن قول هشام: كبر؛ يعني تكبيرة الإحرام .. شاذ عند المصنف، ولذلك أوردته في الكتاب الآخر (183)).
إسناده: حدثنا علي بن نصر بن علي: ثنا سليمان بن حرب: ثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام ويحيى بن عَتِيقٍ وابن عون عن محمد عن أبي هريرة.
قال أبو داود: "روى هذا الحديث أيضًا: حبيب بن الشَّهيد وحُمَيْدٌ ويونس وعاصم الأحول عن محمد عن أبي هريرة؛ لم يذكر أحد منهم ما ذكر حماد بن زيد عن هشام: أنه كبر ثم كبر. وروى حماد بن سلمة وأبو بكر بن عياش هذا الحديث عن هشام؛ لم يذكرا عنه هذا الذي ذكره حماد بن زيد: أنه كبر ثم كبر".
قلت: وهذا معناه أن ذِكْرَ التكبير مرة أخرى شاذ من هشام بن حسان أو حماد ابن زيد، وهو الأرجح، ولذلك أوردت الحديث في الكتاب الآخر (183).
927 -
وعن ابن شهاب: أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حَثْمَةَ أخبره أنه بلغه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
بهذا الخبر؛ قال:
ولم يسجد السجدتين اللتين تُسْجَدان إذا شك، حتى لَقَّاه الناس.
قال ابن شهاب: وأخبرني بهذا الخبر: سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. قال: وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن الحارث بن هشام وعبيد الله بن عبد الله.
إسناده: حدثنا حجاج بن أبي يعقوب: ثنا يعقوب -يعني: ابن إبراهيم-: ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين؛ غير حجاج بن أبي يعقوب -وهو المعروف بابن الشاعر البغدادي-، وهو ثقة حافط من رجال مسلم.
وهو من طريق ابن أبي حثمة مرسل.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 358) من طريق العباس بن محمد الدوري: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سَعْدٍ
…
به. وقال:
"هذا حديث مختلف فيه على الزهري: فرواه صالح بن كيسان هكذا، وهو أصح الروايات فيما نرى. حديثه عن ابن أبي حثمة مرسل، وحديثه عن الباقين موصول. وأرسله مالك بن أنس عنه عن ابن أبي حثمة وابن المسيب وأبي سلمة. وأسنده يونس بن يزيد عنه عن جماعتهم دون روايته عن ابن أبي حثمة. وأسنده معمر عنه عن أبي سلمة وأبي بكر بن سليمان ابن أبي حثمة".
(تنبيه): كذا وقع في نسختنا من الكتاب: حتى لقَّاه. وهو كذلك في أكثر النسخ منه وفي "مختصر السنن" أيضًا.
ووقع في نسخة أخرى من الكتاب: حين لقَّاه. وكذلك هو في رواية البيهقي!
وهو اختلاف شديد مفسد للمعنى؛ فإنه على الأول؛ معناه إثبات السجدتين، وعلى الأخرى؛ نفيهما، كما هو ظاهر.
ولعل الأخرى أصح؛ لما روى البيهقي من طريق معمر عن الزهري عن أبي سلمة وأبي بكر بن سليمان عن أبي هريرة قال (قلت: فذكر الحديث؛ وفي آخره) قال:
فأتم بهم الركعتين اللتين نَقَصَ.
قال الزهري: ثم سجد سجدتين بعدما تفرَّغ. قال البيهقي:
"وهذا يدل على أنه لم يسمعهم ذكروا له سجدتيه؛ وقد سجدهما، حتى أخبر بهما عن نفسه. واختلف على ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة في هذه القصة. وقد ثبت عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه، ثم عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجدهما".
قلت: حديث ابن سيرين تقدم برقم (923).
وحديث أبي سلمة هو الآتي بعد هذا.
ويؤيد الاستدلال الذي ذهب إليه البيهقي ويقويه: رواية الدارمي (1/ 352) من طريق يونس عن ابن شهاب: أخبرني ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة
…
فذكر الحديث إلى قوله: فأتم بهم الركعتين؛ وزاد:
ولم يحدثني أحد منهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد سجدتين وهو جالس في تلك الصلاة، وذلك -فيما يرى والله أعلم- من أجل الناس، يقَّنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حتى استيقن.
قلت: فهذا نص فيما ذهب إليه البيهقي؛ لولا أن شيخ الدارمي -عبد الله بن صالح، وهو كاتب الليث- فيه ضعف.
928 -
قال أبو داود: "رواه يحيى بن أبي كثير وعمران بن أبي أنس عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
…
هذه القصة؛ لم يذكر أنه سجد السجدتين".
(قلت: وصله أحمد عن يحيى
…
به. ووصله مسلم وأبو عوانة بذكر
السجدتين في آخره. ووصله النسائي عن عمران بن أبي أنس
…
به. وسنده صحيح على شرط مسلم. وإسناد أحمد على شرط الشيخين. ورواية مسلم وأبي عوانة شاذة).
قلت: هذا معلق؛ وقد وصله أحمد في "المسند"(2/ 423): ثنا حسن بن موسى: ثنا شيبان بن عبد الرحمن: ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة
…
به.
قال يحيى: حدثني ضَمْضَمُ بن جَوْسٍ أنه سمع أبا هريرة يقول:
ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدتين.
وهذا سند صحيح على شرط الشيخين من طريق أبي سلمة، وصحيح فقط من طريق ضمضم، وتأتي هذه برقم (931).
وقد علقه أبو عوانة (2/ 197) من طريق محمد بن سابق عن شيبان
…
به؛ دون طريق ضمضم، ولم يسق لفظه، وإنما أحال به على ما أسنده من طريق علي ابن المبارك قال: ثنا يحيى بن أبي كثير
…
به.
ووصله البيهقي (2/ 357) عن ابن سابق وعن عبيد الله بن موسى عن شيبان
…
به مثل رواية حسن بن موسى: عند أحمد وبتمامه.
وأخرجه مسلم عن عبيد الله بن موسى، ولكنه أحال في لفظه على الرواية التي قبلها، وهي عنده من طريق علي بن المبارك: حدثنا يحيى
…
به. ولم يسق لفظه أيضًا، وإنما أحال فيه على رواية مالك عن داود بن الحُصَيْنِ
…
بإسناده عن أبي هريرة؛ وفيه:
ثم سجد سجدتين وهو جالس بعد التسليم.
وقد علقه المصنف كما يأتي بعد حديث.
وقد أخرجه أبو عوانة من طريق علي بن المبارك
…
وساق لفظه مثل لفط داود ابن الحصين.
والصواب رواية حسن بن موسى التي فصّلت وبيَّنت أن ذكر السجدتين إنما هي من رواية يحيى عن ضمضم عن أبي هريرة، لا من روايته عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال البيهقي:
"ويحيى بن أبي كثير لم يحفظ سجدتي السهو عن أبي سلمة، وإنما حفظهما عن ضمضم بن جوس".
قلت: ويؤيد هذا التفصيل: رواية عمران بن أبي أنس عن أبي سلمة عن أبي هريرة
…
لم يذكر السجدتين:
وصله النسائي (1/ 182 - 183) بسند صحيح على شرط مسلم.
929 -
وعن أبي هريرة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى الظهر، فسلَّم في الركعتين، فقيل له: نقصت الصلاة؟ فصلى ركعتين، ثم سجد سجدتين.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين).
إسناده: حدثنا ابن معاذ: ثنا أبي: ثنا شعبة عن سعد سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وابن معاذ: هو عبيد الله أبو عمرو العنبري البصري.
والحديث أخرجه النسائي (1/ 182) من طريق أخرى عن شعبة
…
به.
930 -
قال أبو داود: "رواه داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
بهذه القصة؛ قال:
ثم سجد سجدتين وهو جالس بعد التسليم".
(قلت: وصله مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما").
وصله مسلم (2/ 87)، وأبو عوانة (2/ 196)، والنسائي (1/ 182)، وأحمد (2/ 447 و 459 و 532) عن مالك، وهو في "الموطأ"(1/ 115 - 116) عن داود ابن الحصين
…
به.
931 -
وفي رواية عن أبي هريرة
…
بهذا الخبر؛ قال:
ثم سجد سجدتي السهو بعدما سلم.
(قلت: إسناده حسن صحيح، وصححه ابن حبان (2677)).
إسناده: حدثنا هارون بن عبد الله: ثنا هاشم بن القاسم: ثنا عكرمة بن عمار عن ضمضم بن جَوْسٍ الهِفَّانيِّ: حدثني أبو هريرة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير ضمضم بن جوس، وهو ثقة.
لكن عكرمة بن عمار في حفظه كلام، فحديثه حسن، أما هذا الحديث فصحيح؛ لأنه قد توبع عليه كما يأتي.
والحديث أخرجه النسائي (1/ 195) -من طريق أخرى عن ابن عمار-، وأحمد -من طريق يحيى بن أبي كثير-: حدثني ضمضم بن جوس
…
به، وقد
سبق ذكره تحت الحديث (928).
وله طرق أخرى عن أبي هريرة، تقدمت برقم (923 و 924 و 925 و 926 و 929 و 930).
932 -
وعن ابن عمر قال:
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فسلَّم في الركعتين
…
فذكر نحو حديث ابن سيرين عن أبي هريرة [يعني: الحديث (923)]؛ قال:
ثم سلم، ثم سجد سجدتي السهو.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين).
إسناده: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت: ثنا أبو أسامة. (ح) وثنا محمد ابن العلاء: أخبرنا أبو أسامة: أخبرني عبيد الله عن نافع عن ابن عمر.
قلت: هذا إسناد صحيح من الوجهين، وهو على شرط الشيخين من الوجه الثاني؛ وأبو أسامة: اسمه حماد بن أسامة الكوفي، وهو ثقة ثبت ربما دلس.
والحديث أخرجه ابن ماجة (1/ 366)، والطحاوي (1/ 257)، والبيهقي (2/ 359) من طرق أخرى عن أبي أسامة
…
به. وقال البيهقي:
"تفرد به أبو أسامة، وهو من الثقات".
933 -
عن عمران بن حصين قال:
سَلَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث ركعات من العصر، ثم دخل -قال: عن مسلمة- الحُجَرَ، فقام إليه رجل -يقال له: الخِرْبَاق، كان طويل اليدين- فقال له. أقصرت الصلاة يا رسول الله؟ ! فخرج مُغْضَبًا يَجُرُّ رداءه، فقال:
"أصدق؟ ! ". قالوا: نعم. فصلى تلك الركعة. ثم سلم، ثم سجد سجدتيها، ثم سلم.
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما").
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يزيد بن زُرَيْع. (ح) وثنا مسدد: ثنا مسلمة بن محمد قال: ثنا خالد الحذاء: ثنا أبو قلابة عن أبي المُهَلَّب عن عمران بن حصين.
قلت: وهذا إسناد صحيح من طريق ابن زريع، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير مسدد، فهو من رجال البخاري. وأما الطريق الأخرى، ففيها مسلمة بن محمد -وهو الثقفي البصري-، قال الحافظ:
"لين الحديث".
وروايته هنا متابعة، فلا ضير منه، والزيادة التي زادها على ابن زريع -وهي: الحجر- لم يتفرد بها كما يأتي.
والحديث أخرجه أبو عوانة (2/ 198) من طريق المصنف.
وأخرجه البيهقي (2/ 359) من طريق أخرى عن مسدد.
وأخرجه النسائي (1/ 183) من طريق أخرى عن يزيد بن زريع
…
به؛ وزاد فقال:
فدخل منزله.
وإسناده صحيح.
ثم أخرجوه ثلاثتهم، ومسلم أيضًا (2/ 87 - 88)، وابن ماجة (1/ 367)، والطحاوي (1/ 257)، وابن الجارود (245)، والطيالسي (1/ 111 / 511)، وأحمد