الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وله شاهد من حديث عَمْرِو بن الشَّرِيدِ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
نحوه.
أخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح، وقد ذكرته في "تخريج صفة الصلاة".
188 - باب في تخفيف القعود
[تحته حديث واحد. انظره في "الضعيف"]
189 - باب في السلام
914 -
عن عبد الله (هو ابن مسعود):
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلِّم على يمينه وعن شماله -حتى يرى بياض خده-:
"السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله".
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان. وهو في "صحيح مسلم" و "أبي عوانة" من طريق أخرى عن ابن مسعود مختصرًا).
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان. (ح) وثنا أحمد بن يونس: ثنا زائدة. (ح) وثنا مسدد: ثنا أبو الأحوص. (ح) وثنا محمد بن عبيد المُحَاربي وزياد بن أيوب قالا: ثنا عمر بن عبيد الطَّنَافسي. (ح) وثنا تميم بن المنتصر: أخبرنا إسحاق -يعني: ابن يوسف- عن شريك. (ح) وثنا أحمد بن منيع: ثنا حسين ابن محمد: ثنا إسرائيل كلهم عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله.
وقال إسرائيل: عن أبي الأحوص والأسود عن عبد الله.
قال أبو داود: "وهذا لفظ حديث سفيان، وحديث إسرائيل لم يفسره".
قال أبو داود: "ورواه زهير عن أبي إسحاق. ويحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه. وعلقمة عن عبد الله".
قال أبو داود: "شعبة كان يُنكر هذا الحديث حديث أبي إسحاق".
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وقد ساق المصنف رحمه الله أسانيده الكثيرة إلى أبي إسحاق -وهو السبيعي-، ثم ذكر أن اللفظ هو لسفيان -وهو الثوري-، والواقع أن أصح الطرق هو طريق سفيان هذه؛ لأن أبا إسحاق كان اختلط، وسفيان سمع منه قبل الاختلاط، فأمنَّا بذلك شر اختلاطه. ولعل إنكار شعبة للحديث هو علمه باختلاط أبي إسحاق، وعدم علمه بتحديثه به لسفيان قبل الاختلاط!
لكن بقي في الإسناد علة أخرى، وهي عنعنة أبي إسحاق، فقد كان مدلسًا أيضًا، كما تقدم التنبيه على ذلك غير مرة، لكن صرح بالتحديث في بعض الطرق عنه.
والحديث أخرجه النسائي (1/ 195)، والترمذي (2/ 89)، وابن ماجة (1/ 295)، والطحاوي (1/ 158)، وابن الجارود (209)، وابن حبان (516)، والدارقطني (136)، والبيهقي (2/ 177)، وأحمد (1/ 390 و 406 و 408 و 409 و 444 و 448) من طرق عن أبي إسحاق
…
به.
وفي رواية لأحمد من طريق حميد بن عبد الرحمن: حدثنا الحسن عن أبي إسحاق: حدثنا أبو الأحوص
…
به.
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم. وفي رواية البيهقي من طريق الحسين ابن واقد: ثنا أبو إسحاق الهَمْداني: حدثني علقمة بن قيس والأسود بن يزيد وأبو
الأحوص قالوا: ثنا عبد الله بن مسعود
…
به. وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
وقرن إسرائيل في رواية عن أبي إسحاق مع أبي الأحوص: الأسود، وهو ابن يزيد.
وقد أخرجه من طريقه: أحمد (1/ 406): حدثنا هاشم وحسين -المعنى- قالا: حدثنا إسرائيل
…
به.
وخالفه زهير -كما علقه المصنف-، ووصله أحمد (1/ 394): حدثنا أبو كامل: حدثنا زهير: حدثنا أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن الأسود وعلقمة عن عبد الله
…
فأدخل بين أبي إسحاق والأسود: عبد الرحمن بن الأسود.
ولعله أولى؛ فقد تابعه على ذلك إسرائيل نفسه، كما علقه المصنف، وصله أحمد (1/ 418) من طريقين عن إسرائيل عن أبي إسحاق
…
به.
والحديث في "صحيح مسلم"(2/ 91)، و "أبي عوانة"(2/ 238) من طريق أخرى عن ابن مسعود
…
مختصرًا.
(تنبيه): وقع في "صحيح ابن حبان- موارد" في التسليمتين بزيادة: "وبركاته" من طريق الفضل بن الحُبَابِ: حدثنا محمد بن كثير: حدثنا سفيان
…
به!
وأرى أنها زيادة شاذة من هذا الوجه؛ فقد رواه المصف عن ابن كثير، وكذا رواه جماعة من الثقات عند المخرجين السابق ذكرهم عن سفيان بدونها. لكن قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 141 / 2 - نسخة المحمودية):
"وتابعه عن أبي إسحاق: إسرائيل عند السّراج. وأخرجه أيضًا عن أبي هَنَّادٍ السَّلُولي عن أبي الأحوص -وهو سَلَّام بن سُلَيم- عن أبي إسحاق
…
فذكره، ولفظه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره -حتى يرى بياض خده-: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته". وقد أخرجه أبو داود عن مسدد عن أبي الأحوص وليس فيه: "وبركاته"
…
".
وفيه أيضًا عنعنة أبي إسحاق، والعمدة في الزيادة حديث وائل الآتي.
قلت: ويشهد لهذه الزيادة: ما أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(1/ 104 / 469): حدثنا هَمَّام عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله:
أنه كان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله.
وقال عقبه:
"وقد روي عن الأسود من غير هذا الإسناد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
بمثله".
قلت: وهذا إسناد موقوف صحيح؛ إن كان همام سمعه من عطاء بن السائب قبل أن يختلط.
وقد أخرجه الدارقطني (ص 135) من طريق أخرى عن ابن مسعود
…
مرفوعًا؛ وضعفه بعبد الوهاب بن مجاهد.
ولهذه الزيادة شاهد جيد من حديث وائل، وهو الآتي بعده.
915 -
عن علقمة بن وائل عن أبيه قال:
صَلَّيْتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكان يسلم عن يمينه: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، وعن شماله:"السلام عليكم ورحمة الله".
(قلت: إسناده صحيح، وكذا قال النووي والعسقلاني، وصححه ابن دقيق العيد أيضًا، وابن سيد الناس).
إسناده: حدثنا عَبْدةُ بن عبد الله: ثنا يحيى بن آدم: ثنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كُهَيْلٍ عن علقمة بن وائل.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير موسى بن قيس الحضرمي، وهو ثقة، وثقه ابن معين وابن نُمَير وغيرهما. وقال أحمد:
"لا أعلم إلا خيرًا". وقال أبو حاتم:
"لا بأس به". وأما العقيلي فشذ قائلًا:
"كان من الغلاة في الرفض، يحدث بأحاديث مناكير -وفي نسخة: بواطيل-"؛ كما في "التهذيب".
قلت: ويفهم من "الميزان" أنه لم يكن من الغلاة؛ فقد عقب على كلمة العقيلي المذكورة بقوله:
"قلت: حكى عن نفسه أن سفيان سأله عن أبي بكر وعلي؟ فقال: علي أحب إلي".
قلت: وهذا ليس بجرح كما لا يخفى، ولذلك قال الحافظ في "التقريب":
"صدوق". وعليه قال في "بلوغ المرام".
"رواه أبو داود بإسناد صحيح".
وسبقه إلى تصحيحه: تقي الدين ابن دقيق العيد في "الإلمام" رقم (260).
وأشار إلى تقويته ابن سيد الناس في "شرحه للترمذي" -نسخة المحمودية في المدينة النبوية.
وصححه النووي أيضًا في "المجموع"(3/ 479).
وقد تعجب منه بعض الشافعية لقوله في "الأذكار":
"ولا يستحب أن يقول معه: "وبركاته"
…
"! فقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 140 - 142) -وأقره السيوطي في "تحفة الأبرار" (ص 40) - ما ملخصه:
"وقد وردت عدة طرق، ثبت فيها: "وبركاته"، بخلاف ما يوهمه كلام الشيخ أنها رواية فردة. قال الأذرعي في "المتوسط": والعجب -من الشيخ مع شدة ورعه- كيف يُصَوِّبُ تركه؛ مع ثبوت السنة، وحكمه بصحة إسناد الحديث. وقال الغزِّي في "شرح المنهاج": ثبتت في رواية أبي داود زيادة: "وبركاته" في التسليمة الأولى، فيتعين العمل بها".
(تنبيه): وقع في بعض نسخ الكتاب زيادة: "وبركاته" في التسليمة الأخرى أيضًا، وذلك يوافق رواية ابن حبان وغيره في حديث ابن مسعود المتقدم!
ونسختنا وغيرها على وفق "مختصر السنن" للمنذري، وحديث ابن مسعود الموقوف عند الطيالسي كما تقدم، ولعلها أرجح. والله أعلم.
916 -
عن جابر بن سَمُرة قال:
كنا إذا صلَّينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلَّم أحدنا؛ أشار بيده من عن يمينه ومن عن يساره. فلما صلى قال:
"ما بالُ أحدِكم يَرْمي بيده كأنها أذنابُ خَيْلٍ شُمُسٍ؟ ! إنما يكفي أحدكم -أو ألا يكفي أحدكم- أن يقول هكذا -وأشار بأصبعه-؛ يسلِّم على أخيه من عن يمينه، ومن عن شماله".
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هو، وابن حبان (1877)، وأبو عوانة في "صحاحهم").
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا يحيى بن زكريا ووكيع عن مِسْعَرٍ عن عبيد الله ابن القِبْطِيَّةِ عن جابر بن سمرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ ويحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 173) من طريق المصنف.
وأخرجه مسلم (2/ 29) من طريقين آخرين عن وكيع وابن أبي زائدة كلاهما عن مسعر.
وأخرجه أبو عوانة (2/ 238)، وأحمد (5/ 107) عن وكيع
…
به.
وهو، والنسائي (1/ 176 و 194)، والبيهقي (2/ 172 و 178 و 180)، وأحمد (5/ 86 و 88 و 102)، وابن حبان (1877) من طرق أخرى عن مسعر
…
به.
917 -
وفي رواية
…
بإسناده ومعناه؛ قال:
"أما يكفي أحدكم -أو أحدهم- أن يضع يده على فخذه، ثم يسلم على أخيه من عن يمينه ومن شماله؟ ! ".
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه").
إسناده: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري: ثنا أبو نعيم عن مسعر
…
بإسناده ومعناه.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير الأنباري، وهو ثقة.
والحديث أخرجه أبو عوانة (2/ 239)، والنسائي (1/ 194)، والبيهقي (2/ 178) من طرق أخرى عن أبي نعيم
…
به.
918 -
وفي رواية أخرى عنه قال:
دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس رافعو أيديهم -قال زهير: أراه قال- في الصلاة؛ فقال:
"ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خَيْلٍ شُمُسٍ؟ ! اسْكُنوا في الصلاة".
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم وابن حبان (1875)، وأبو عوانة في "صحاحهم").
إسناده: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي: ثنا زهير: ثنا الأعمش عن المُسَيَّبِ بن رافع عن تميم الطَّائيِّ عن جابر بن سمرة.