الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سوى قوله:
وجعل أصابعه أسفل من ذلك! فإنه غريب، لم أجد حتى الآن ما يشهد له.
ولفظ زائدة: وجعل أصابعه من وراء ركبتيه.
ولفظ همام عند أحمد: وفَصَلَتْ أصابِعهُ على ساقيه.
وهذا كناية عن التفريج بين الأصابع؛ وذلك ما صرحت به روايته عند الطيالسي بلفظ: وفرج بين أصابعه.
وهو بهذا اللفظ؛ له شاهد عن وائل بن حجر:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع؛ فرَّج بين أصابعه.
أخرجه الحاكم (1/ 224)، وقال:
"صحيح على شرط مسلم". ووافقه الذهبي.
149 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل صلاة لا يتمُّها صاحبها؛ تُتَمُّ من تَطَوُّعِهِ
"
810 -
عن أنس بن حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ قال:
خاف من زياد -أو ابن زياد-، فأتى المدينة، فلقي أبا هريرة، قال: فنسَّبني فانتسبت له، فقال: يا فتى! ألا أحدِّثك حديثًا؟ ! قال: قلت: بلى رحمك الله! -قال يونس: أحسبه ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم: الصلاةُ؛ -قال: -
يقول ربنا جل وعز لملائكته -وهو أعلم-: انظروا في صلاة عبدي؛ أتمّها أم نقصها؟ فإن كانت تامة؛ كُتِبَتْ له تامةً، وإن كان انتقص منها شيئًا؛ قال: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ ! فإن كان له تطوع؛ قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوُّعه، ثم تُؤْخَذ الأعمال على ذاكم".
(قلت: حديث صحيح، وصححه الحاكم والذهبي وابن عبد البر وحسَّنه الترمذي).
إسناده: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: ثنا إسماعيل: ثنا يونس عن الحسن عن أنس بن حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير أنس بن حكيم الضبي؛ وهو مجهول، كما قال ابن القطان وغيره. وذكر في ترجمته من "التهذيب" أنه اختلف فيه على الحسن على وجوه ذكرها؛ منها الوجه الآتي في الكتاب عقب هذا.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 386)، وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 80) -وصححه- من طريق المصنف.
وأخرجه الحاكم (1/ 262)، وعنه البيهقي من طريق أخرى عن يعقوب بن إبراهيم الدَّوْرَقِي
…
به، وقال:
"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي!
وأخرجه أحمد (2/ 425): ثنا إسماعيل
…
به.
وتابعه علي بن زيد عن أنس بن حكيم الضبي
…
به مرفوعًا مختصرًا؛ ولم يشكَّ.
أخرجه ابن ماجة (1/ 435 - 436)، وأحمد (2/ 295).
وعلي بن زيد: هو ابن جُدْعان؛ وفيه ضعف، فلا بأس فيه في المتابعات.
ورواه قتادة عن الحسن فقال: عن حُرَيْثِ بن قَبِيصَةَ قال:
قدمت المدينة، فقلت: اللهم! يَسِّرْ لي جليسًا صالحًا! قال: فجلست إلى أبي هريرة، فقلت: إني سألت الله أن يرزقني جليسًا صالحًا، فحدِّثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لعل الله أن ينفعني به! فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
…
فذكره.
أخرجه النسائي (1/ 81)، والترمذي (1/ 269 - 270)، وقال النسائي:
"خالفه أبو العوام
…
"، ثم ساق من طريقه عن قتادة عن الحسن بن زياد عن أبي رافع عن أبي هريرة
…
مرفوعًا به.
قلت: وأبو العوام: اسمه عمران بن دَاوَر؛ وهو صدوق يهم؛ فرواية همام -وهو ابن يحيى بن دينار- أصح؛ لأنه أوثق منه، احتج به الشيخان. وقال الترمذي:
"حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير هذا الوجه عن أبي هريرة".
ومن وجوه الاضطراب التي أشار إليها ابن حجر آنفًا: رواية حُمَيْد عن الحسن عن رجل عن أبي هريرة؛ وهو الوجه الآتي:
811 -
وفي رواية عن رجل من بني سُلَيْطٍ عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
…
بنحوه.
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن حميد عن الحسن عن رجل من بني سُلَيْطٍ.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير السُّلَيْطِي؛ فهو مجهول، ويحتمل أن يكون هو أنس بن حكيم، الذي في الإسناد قبله، أو حريث بن قبيصة، كما تقدم في رواية الترمذي.
وعلى كل حال؛ فالحديث قد اضطرب فيه الرواة على الحسن البصري، كما رأيت، وبه أعله الحافظ في "التهذيب". لكن متابعة علي بن زيد له على الوجه الأول -كما سبق- لعله يرجِّحه. وكيفما كان الأمر؛ فالسند ضعيف؛ إما بجهالة أنس بن حكيم إن رجحنا روايته، وإما بالاضطراب.
لكن الحديث صحيح؛ فإن له طريقًا أخرى صحيحة لا اضطراب فيها عن أبي هريرة، يأتي قريبًا، وشاهدًا من حديث تميم الداري، وهو المذكور في الكتاب بعده.
والحديث أخرجه ابن ماجة (1/ 436) من طريق عفان: ثنا حماد
…
به، دون قوله: من بني سليط.
وهكذا رواه أبو الأشهب عن الحسن
…
به: أخرجه الطيالسي (1/ 68 / 264)، وزاد في آخره:
قال أبو داود: "سمعت شيخًا من المسجد الحرام يحدث بهذا الحديث، فقال الحسن وهو في مجلس أبي هريرة -لما حدث هذا الحديث-: والله؛ لهذا لابن آدم خير من الدنيا وما فيها".
وهذا سند ضعيف أيضًا؛ لجهالة شيخ أبي داود. ولو صح؛ لكان نصًّا في سماع الحسن من أبي هريرة لهذا الحديث، وقد صح عنه أنه قال: لم أسمع من أبي هريرة غير هذا الحديث -لحديث آخر ذكره-. انظر ترجمته من "التهذيب".
ثم رأيته في "المعجم الأوسط"(2/ 180 / 1 - 2) بسند ضعيف عن الحسن عن أبي هريرة
…
به.
الطريق الصحيحة: أخرجه النسائي (1/ 82) عن النَّضْر بن شُمَيْلِ قال: أنبأنا حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس عن يحيى بن يَعْمُرَ عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أول ما يحاسب به العبد: صلاته، فإن كان أكملها؛ وإلا قال الله عز وجل: انظروا لعبدي من تطوع؛ فإن وجد له تطوع قال: أكملوا به الفريضة".
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
ولطرفه الأول شاهد من حديث ابن مسعود
…
مرفوعًا:
"أول ما يحاسب به العبد: الصلاة، وأول ما يقضى بين الناس: الدماء".
أخرجه النسائي (2/ 163) بسند حسن في الشواهد، وشطره الثاني في "الصحيحين".
812 -
عن تَمِيمٍ الدارِيِّ عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
بهذا المعنى؛ قال:
"ثُمَّ الزكاة مثل ذلك، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك".
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وكذلك صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه الدارمي أيضًا).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن داود بن أبي هند عن زُرَارةَ ابن أوفى عن تميم الداري.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
والحديث أخرجه الحاكم (1/ 262 - 263)، وعنه البيهقي (2/ 387) من طريقين آخرين عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة
…
به.