الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هنا بمعنى لم، كما قال (فلا صدّق ولا صلّى) [القيامة: 31].
654 - حديث "أمرت بيوم الأضحى عيدًا جعله الله لهذه الأمّة
".
قال الطيبي: (عيدًا) منصوب بفعل مضمر يفسره ما بعده أي، جعله عيدًا.
655 - حديث "حوضي مسيرةُ شهرٍ ماؤُه أبيضُ من اللّبن
".
قال ابن مالك في "شرح الكافية": ظاهره أنّ فيه شذوذًا، إذ كان حقه لكونه من باب أفعل المبني للفاعل، أن يقال فيه: أشدّ بياضًا، فإن حُمل على الشذوذ كان نظير قولهم: هو أسود من حنك الغراب، ونظيره قول الراجز:
جاريةٌ في درعها الفضفاض
…
أبيضُ من أخت بني إباضِ
وجائز أن يكن أبيض مبنيًا من قولهم: باض الشيءُ الشيءَ بيوضًا إذا فاقه في البياض. فالمعنى على هذا أن غلبة ذلك لغيره من الأشياء المبيضة أكثر من غلبة بعضها على بعض. وأبيض بهذا الاعتبار أبلغ من أشد بياضًا، ويجوز أن يكون (مِنْ) المذكورة بعد أبيض متعلقة بمحذوف دلّ عليه أبيض المذكور والتقدير: ماؤه أبيض أصفى، أو أخلص من اللبن، وإلى هذين التأويلين أشرت بقولي في الكافية.
وشذَّ نحو قولهم أبيضُ من
…
كذا وشبهه بتأويلٍ قَمِنْ
انتهى.
وقال الأندلسي في "شرح المفصل": لا يجوز بناء أفْعَل من الألوان، لأنّ فعلها على أكثر من ثلاثة أحرف نحو: أبيض وأحمر، وقال الكوفيون: يجوز في البياض والسواد، لأنهما أصلا الألوان وقد جاء في الشعر في قوله:
أبيضُ من أختِ بني إباضِ
وقوله:
فأنت أبيضُهم سِرْبالَ طَبّاخِ
وهذا ضعيف. أمّا جعل البياض والسواد أصلين –فدعوى لا دليل عليها، ولو سلم ذلك، فلا يلزم منه جواز ذلك فيهم، وأمّا ما جاء في الشعر فمؤول إما بأنّ معنى (من) فيها الصفة، ولا يراد بأفعل فيه المبالغة. وكان بعض المتأخرين يقول: إن (أبيض) هنا هي الصفة التي يوصف بها في قولك: ثوب أبيض. انتهى.
وقد ورد في كثير من طرق الحديث بلفظ: (ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل). وبهذا يعرف أن الأول من تصرف الرواة.