الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الشيخ أكمل الدين: اللام في (الكلمة) إما لتعريف الجنس، فيكون قوله:(لا يلقي لها بالاً) حال من الضمير في ليتكلم، أي: ليتكلم بالكلمة حال كونها من رضوان الله وحال كونه لا يلقي لها بالاً.
وإما زائدة: أي ليتكلم بكلمة، ويكونان صفتين كقوله:
ولقد أمر على اللئيم يسبني
ويجوز على الوجه الأول أيضصا أن يكونا صفتين.
وقال الطيبي: (من) في (من رضوان الله)، بيانية، حال من الكلمة وكذا قوله:(لا يلقي لها بالاً).
1266 - حديث: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا
".
قال الكرماني: قال أبو عبيد: لفظة (بيد) تكون بمعنى "غير" وبمعنى "على" وبمعنى "من أجل" وكله صحيح هنا.
وقال في فتح الباري: (بيد) بموحدة ثم تحتية ساكنة مثل غَيْر وزنًا ومعنًى وإعرابًا، وبه جزم الخليل والكسائي ورجحه ابن سيدة.
وروى ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن الربيع عنه أن معنى (بَيْد): من أجل، كذا ذكره ابن حبان والبغوي عن المزني عن الشافعي، وقد استبعده عياض. ولا بعد فيه، بل معناه أنا سبقنا بالفضل إذ هدينا للجمعة مع تأخرنا في الزمان، بسبب أنهم ضلوا عنها مع تقدمهم. ويشهد له: رواية: (لأنهم أوتوا الكتاب من قبلنا).
وقال الداودي: هي بمعنى على أو مع.
قال القرطبي: إن كانت بمعنى غير، فنصب على الاستثناء، وإن كانت بمعنى مع، فنصب على الظرف الزماني.
وقال الطيبي: هي للاستثناء من باب تأكيد المدح بما يشبه الذم والمعنى: نحن السابقون بالفضل غير أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا. ووجه التأكيد فيه ما أدمج فيه من معنى النسخ، لأن الناسخ هو السابق في الفضل وإن كان متأخرًا في الوجود.
وقال ابن مالك في توضيحه: (بيد) بمعنى (غير)، والمشهور استعمالها متلوة بأنْ نحو: بيد أنهم أوتوا الكتاب. ومنه قول الشاعر:
بيد أن الله قد فضلكم
…
فوق من أحكأ صلبًا بإزار
وقول الراجز:
عمدًا فعلت ذاك بَيْدَ أني
…
إخال لو هلكت لم تُرِنِّي
وروي في الحديث: (بيد كلُّ أمةٍ أوتوا الكتاب من قبلنا)، والأصل فيه (بيد أنّ كل أمة)، فحذفت (أن) وبطل عملها، وأضيفت (بيد) إلى المبتدأ والخبر اللذين كانا معمولي "أن". وهذا الحذف في "أن" نادر، لكنه غير مستبعد في القياس، على حذف (أنْ) فانهما أختان في المصدرية وشبيهان في اللفظ.
وقد حمل بعض النحويين على حذف (أن) قول الزبير رضي الله عنه:
فلولا بنوها حولها لخطبتها
ومما حذف فيه (أنْ) واكتفي بصلتها قوله تعالى: (ومن آياته يريكم البرق)[الروم: 24]، والأصل: أن يريكم، لأن الموضع موضع مبتدأ خبره (ومن آياته).
ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحد على ميت فوق ثلاث".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها". أراد: أن تحد، وأن تسال.
والمختار في (بيد) أن تجعل حرف استثناء، ويكون التقدير:(إلا كل أمة أوتوا الكتاب من قبلنا)، على معنى (لكنْ)، لأن معنى إلاّ مفهوم منها، ولا دليل على اسميتها.
وقال: قوله: فغدًا اليهودُ وبعد غد النصارى.
قال ابن مالك: فيه وقوع ظرف الزمان خبر مبتدأ هو من أسماء الجثث. والأصل أن يكون المخبر عنه بظرف الزمان من أسماء المعاني، كقولك: غدا التأهبُ، وبعد غد الرحيل. فلو قيل: غدًا زيدٌ، وبعد غدٍ عمرو، لم يجز. فلوكان معه قرينة تدل عليه، أي اسم معنى جاز، كقولك: قدومُ زيدٍ اليوم وعمرو غدًا، أي: وقدوم عمرو، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه لوضوح المعنى.
فكذلك يقدر قبل اليهود والنصارى مضافان من أسماء المعاني، ليكون ظرف الزمان خبرًا عنهما، فالمراد - والله أعلم-: فغدًا تعييد اليهود وبعد غد تعييدُ النصارى. وعلى ذلك قول الراجز:
أكُلُّ عام نَعَمٌ تحوونه
أراد: أكل عام إحراز نعم.
وقال القرطبي: (غدًا) هنا منصوب على الظرف وهو متعلق بمحذوف تقديره: اليهود يعظمون غدًا. وكذا قوله (بعد غد) ولا بد من هذا التقدير، لأن ظروف الزمان لا تكون خبرًا عن الجثة.
قال ابن حجر: وما قاله ابن مالك أوجه.