الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
963 - حديث: "لا تذهبُ الدنيا حتى تكونَ للُكَعٍ بنِ لُكع
".
قال أبو البقاء: هو مصروف هنا، لأنه نكرة، وإنْ كان معدولاً عن لاكع، ولذلك دخلت عليه اللام في قوله صلى الله عليه وسلم ابن لُكَع.
مسند أبي برزة رضي الله عنه
964 - حديث: "فقالت أمها: أجُلَيْبِيبُ إنِيه
".
قال أبو البقاء: جماعة من المحدثين يخطئون في هذا اللفظ، والصواب فيه وجهان.
أحدهما: (أجُلَيْبيبُ نيه) وحقيقة أنه تنوين كسر، وأشبعت كسرته فنشأ منها الياء، ثم زيدت الهاء ليقع الوقف عليها.
والوجه الثاني: (أجُلَيْبيبُ إنِيهِ) فإنيه كلمة منفصلة مما قبلها، قال الشاعر:
بينما نحن واقفون بفلج
…
قالت الدُّلَحُ الرِّواءُ إنِيهِ
والغرض من ذلك كله الاستفهام على طريقة الإنكار، وقد ذكر ذلك كله سيبويه في كتابه، وسمعت هذا كله في الحديث من شيخنا أبي محمد بن الخشاب. انتهى.
وقال الزمخشري في "المفصل": من أصناف الحرف حرف الإنكار، وهي زيادة تلحق الآخر على طريقين.
أحدهما: على طريقة أن يلحق وحدها بلا فاصل كقولك: (أزيد نيه).
والثاني: أن يفصل بينها وبين الحرف الذي قبلها وأن تكون مزيدة كالتي في قولهم: ما إن فعل، فيقال: أزيدًا إنيه.
قال ابن يعيش في "شرحه": هذه الزيادة حرفٌ من حروف المد، كالزيادة اللاحقة للنُّدبة. وذلك على معنيين:
أحدهما: أن ينكر وجود ما ذكر وجوده، ويبطِله كرجل قال:(أتاك زيد)، وزيد ممتنعٌ إتيانُه، فينكره لبطلانه عنده.
والوجه الآخر أن ينكر أن يكون على خلافِ ما ذُكر، كقوله:(أأتاك زيد)، فتنكر سؤاله عن ذلك، وزيد من عادته أن يأتيه. ومن العرب من يزيد بين الأول، وهذه الزيادة زيادة تفصل بينهما، وتلك الزيادةُ (إن) التي تزاد للتأكيد في نحوِ ما إن فعل. كأنهم أرادوا زيادة علم الإنكار للبيان والإيضاح، فزادوا أيضًا (إن) توكيدًا لذلك المعنى، وذلك كقولك في جواب (ضربت زيدًا):(أزيدًا إنيه)، أبقيت الاسم على حاله من الإعراب، وزدت بعده (إن) لما ذكرناه، ثم كسرت النون لالتقاء الساكنين على حد الكسر في التنوين، فحرف المد زائد للإنكار، و (إن) للتأكيد، والهاء لبيان حرف المد، وحرف النفي، أي: في الأول للإنكار، والهاء للوقف انتهى.
وقوله في هذا الحديث: نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عيني.
قال القرطبي: الرواية (نعمة) بضم النون وفيها لغات. (نعمة) بفتح النون، ونعم عيني، ونعم، ونعمى، ونعامى، ونعيم، ونعام. وكل ذلك بمعنى واحد، بمعنى أنعم عينه، (أريها ما يسرّها) وهي منصوبة على المصدر.
قال الرضي: مما يشبه أن يكون قياسًا مصدر عطف على الجملة بالواو، والمراد تأكيد المعطوف عليه وتبيينه كما يقول المجيب للطالب: نعم ونعمة عيني، أي: أفعل وأنعم عينك إنعامًا، أي: أقرّها، فحذف الزوائد، وأضافه إلى المفعول، أو نعمت عينك نعمة، أي: قرّة.
وقال أبو حيان في "الارتشاف": من المصادر المنتصبة على إضمار الفعل المتروك إظهاره فيما نصّ عليه سيبويه قولك: أفعل ذلك وكرامة ومسرة ونعمة عين، وحبًّا ونعام عين، كأنك قلت: وأكرمك كرامة، وأسرك مسرة، ولا يكون: أفعل ذلك وكرامة، إلا جوابًا لما قال: أفعل كذا أتفعل كذا فقلت: أفعله وأكرمك بفعله كرامة، وأسرك مسرة، ولا يستعمل كرامة إلا مع مسرة وكذا نعمى عين بعد (حبًّا). ولا يقال: مسرة وكرامة ولا نعمى عين، و (حبًّا وكرامة) اسم موضع المصدر الذي هو الإكرام، وكذا نعمة عين، ونعام عين، وهو بفتح النون وضمها وكسرها، وهما اسمان بمعنى الإنعام لما كانت بمعنى المصدر ذكرت مع المصدر. وفي كتاب "التمهيد": وقدر (الفعل) الناصب لها باعتبار الزيادة الدالة على المعنى.
قوله: (شأنَك بها) نصب على الإغراء.