الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الواو في خبر كان، نحو: كان زيد وأبوه قائم، على جعل الجملة خبرًا مع الواد، تشبيهًا بالحال.
849 - حديث (المرأةِ والمزادتين) – قوله: "وقعنا تلك الوَقعة
".
قال أبو البقاء: (تلك) في موضع نصب بوقعنا نصب المصادر، و (الوقعة) بدل من (تلك) أو عطف بيان فهي منصوبة لا غير.
قوله: فكان أول من استيقظ فلان، (فلان) اسم كان، و (أول) خبرها، و (من) نكرة موصوفة، فيكون (أول) نكرة أيضًا، لإضافته إلى النكرة، أي: أول رجل استيقظ.
وقوله: قالت: عهْدِي بالماءِ أمسِ هذه الساعة. (عهدي) مبتدأ، و (بالماء) يتعلق به. و (أمس) ظرف لعهدي، و (هذه الساعة) بدل من (أمسِ) بدل بعض من كلّ. وخبر المبتدأ محذوف، تقديره: عهدي بالماء حاصل، ونحو ذلك. ويجوز أن يكون (أمس) خبر (عهدي)، لأن المصدر يخبر عنه بظرف الزمان.
وقال ابن مالك: أصله: في مثل هذه الساعة، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، ونظيره في حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، قلنا لمسروق: سله أكان عمر يعلم من الباب، أي: يعلم من مثل الباب.
وقوله: (ونفرُنا خلوفًا).
قال ابن مالك: بالنصب على الحال، وهي حال سدت مسد الخبر والتقدير: ونفرنا متروكون خلوفًا.
ثم قال أبو البقاء: وقوله: (فإنْ كان المسلمون بعد يغيرون)، (إنْ) هنا مخففة من الثقيلة، واسمها محذوف أي: إنه كان.
وقوله: (فقالتْ يومًا لقومها ما أدري إنّ هؤلاءِ يدَعونكم عمدًا) الجيد أن يكون (إنّ هؤلاء) بالكسر على الاستئناف، ولا يفتح على إعمال (أدري) فيه، والمعنى: أن المسلمين قد تركوا الإغارة رعاية لكم. ويكون المفعول ما أدري محذوفًا، أي: ما أدري لماذا تمتنعون من الإسلام، أو نحو ذلك.
وقوله: (فكان آخرَ ذلك أنْ أعطى)، (آخر) بالنصب أقوى على أنه خبر "كان" مقدم، و (أنْ أعطى) في موضع رفع اسم كان لأنّ (أنْ) والفعل أعرف من الاسم المفرد، ويجوز رفع (آخر) ونصب (أن أعطى) لأن كليهما معرفة. وقد جاء القرآن بهما، نحو قوله تعالى:(فما كان جواب قومه إلا أن قالوا)[النمل: 56]، بالرفع والنصب، انتهى كلام أبي البقاء.
وقوله: (فقلنا لها: أين الماءُ؟ قالت: أيهات أيهات).
قال النووي: هكذا هو في الأصول، وهو بمعنى: هيهات هيهات. ومعناه البعد من المطلوب، واليأس منه، كما قالت بعده: لا ماء لكم، (أي: ليس لكم ماء) حاضر ولا قريب، وفي هذه اللفظة بضع عشرة لغة.
وقال القرطبي: كذا روي هنا بالهمز في أولها، وبالتاء في آخرها، وروي "أيهاه"
بالهاء في آخرهما، وهي هيهات المذكورة في قوله تعالى:(هيهات هيهات لما توعدون)[المؤمنون: 36] وأبدلت الهاء همزة، ومعناها البعد، والهاء في آخرها للوقف، وقيل: هي مركبة من هي للتأسف، وهاه للتأوه، فقلبت الهاء في الأصول تاء ثم حكرت بالفتح والضم والكسر، وهي اسم من أسماء الأفعال فتارة تقدر ببعد، كما قيل قول الشارع:
فهيهات هيهات العقيق وأهله
أي: بعد العقيق وأهله، وتارة تقدر: ببعد، الذي هو المصدر كما قيل في قوله تعالى:(هيهات هيهات لما توعدون) أي: بعدًا بعدًا للذي توعدون. انتهى.
وقوله: كان من أمره ديت ديت.
قال النووي: قال أهل اللغة: هو بمعنى كيت وكيت، وكذا وكذا.
وقال القرطبي: كيت وكيت، كلمة يعبر بها عن الجمل الكثيرة والحديث عن الأمر الطويل، ومثلها: ذيت وذيت.
قال ثعلب: كان من الأمر كيت وكيت، وكان من فلان ذيت وذيت، فكيت كناية عن الأفعال، وذيت إخبار عن الأسماء.