الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحدهما: أن (غير) مبتدأ و (أخوف) خبر مبتدأ محذوف، أي: غير الدجال أنا أخوف على أمتي منه.
والثاني: أن يكون (أخوف) على النسب، أي: غير الدجال ذو خوف شديد على أمتي، كما تقول: فلانة طالق. أي ذات طلاق.
وقوله: (الأئمة المضلين) كذا وقع في هذه الرواية بالنصب، والوجه فيه أن يكون التقدير: من تعني بغير الدجال؟ فقال: أعني الأئمة. وإن جاء بالرفع كان تقديره: الأئمة المضلون أخوف من الدجال، أو غير الدجال الأئمة. انتهى.
1015 - حديث: "من كان منكم صائمًا من الشهر ثلاثةَ أيامٍ فلْيصم الثلاثَ البيضَ
".
قال الطيبي: هذا على حذف المضاف، أي: أيام الثلاث البيض، وأكثر ما تجيء الرواية (الأيام البيض)، والوجه أن يقال: أيام البيض، بالإضافة، لأن (البيض) من صفة الليالي.
1016 - حديث: "قلت: يا رسول الله ما آنية الحوض؟ قال: والذي نفسي بيده لآنيتُه أكثر من نجوم السماء
".
قال أبو البقاء: الإشكال فيه أنه سأل بـ (ما) عن الآنية فأجابه بالعدد، وحقيقة
السؤال ب (ما) أن تتعرف بها حقيقة الشيء لا عدده. وفيه جوابان:
أحدهما: أن يكون تقديره: ما عدد آنية الحوض؟ فحذف المضاف وجاء الجواب على ذلك، وأن عددها غير محصور بل هي أكثر من نجوم السماء.
والثاني: أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم الآنية من أي شيء هي، فعدل عن سؤاله إلى بيان كثرتها. وفي ذلك تفخيم لأمرها وتنبيه على تعظيم شأنها. ومثل ذلك قوله تعالى:(وما رب العالمين)[الشعراء: 23] فقال: (رب السموات والأرض)[الشعراء: 24] فعدل عن حقيقة جواب السؤال إلى ما هو معلوم يحصل به الغرض. وفي آخر هذا الحديث:
(آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخرَ ما عليه). قوله: (آخر ما عليه) منصوب على الظرف، والتقدير: لم يظمأ أبدًا، وقد جاء في حديث آخر بهذا اللفظ. والمعنى: لم يظمأ ذلك الشارب إلى آخر مدة بقائه، ومعلوم أنه يبقى أبدًا، فيكون معناه لم يظمأ أبدًا. انتهى.
وكذا قال البطليوسي في "أجوبة المسائل": الوجه فيه النصب على الظرف. وهو كقوله في الحديث الآخر: (لم يظمأ بعدها أبدًا) فهذا يفسر ما أشكل من ذلك الحديث، وحقيقة تقديره: لم يظمأ آخر ما عليه أن يبقى. والعرب تستعمل (الآخر) تريد به معنى الأبد كقول الشاعر:
أما لك عمرٌ إنما أنت جثّةٌ
…
إذا هي لم تقتل تعش آخر الدهر
انتهى.